فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
الجدار المصري يتمدّد بصمت.. إشراف استخباري أميركي وفرنسي على عمليّات الحفر
التاريخ: 21/4/1431 الموافق 06-04-2010
أكد شهود عيان أن السلطات المصرية كثفت عملها خلال الفترة الأخيرة لاستكمال تشييد الجدار على حدودها مع قطاع غزة، بغية تضييق الخناق على تجارة الأنفاق الممتدة على طول الحدود المصرية – الفلسطينية.
وأكد مصدر أمني مطلع وأصحاب أنفاق تهريب أن السلطات المصرية أنجزت مقاطع مهمة وواسعة من الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع قطاع غزة، تحت إشراف أميركي - فرنسي، لمنع عمليات التهريب إلى القطاع المحاصر للعام الرابع على التوالي. وقال مصدر أمني إن سلطات الأمن المصرية شرعت منذ نحو عشرة أيام في إقامة الجدار في الناحية الغربية من بوابة صلاح الدين في مدينة رفح، وصولاً إلى منطقة "البراهمة"، وهي المنطقة المكتظة بأنفاق التهريب.
وأضاف أن السلطات المصرية تعمل بنشاط ملحوظ في الآونة الأخيرة، بإشرف ضباط في الاستخبارات الأميركية والفرنسية، التي تتابع مجريات العمل ميدانياً.
وذكر أحد الفلسطينين الذين يعملون قرب الحدود أن وتيرة العمل في الجدار تصاعدت بشكل لافت مطلع العام الجاري، خصوصاً مع زيادة عدد الآليات والمعدات التي جلبتها السلطات المصرية للعمل في مواقع الإنشاءات في محاور عديدة على الحدود.
وخلال جولة على طول الحدود الممتدة من شاطئ البحر المتوسط غرباً وحتى التقاء الحدود المصرية – الإسرائيلية – الفلسطينية شرقاً بطول 14 كيلومترا، أوضح عدد من أصحاب الأنفاق أنهم بدأوا يشعرون بخطر تشييد الجدار، رغم أن تأثيراته لم تظهر بعد.
وقال أحدهم: "تسارع العمل في الجدار يشير إلى أن إمكانية الانتهاء منه قريباً أصبحت واردة وقد تكون مع نهاية العام الجاري، الأمر الذي يعني أننا سنواجه عقبات حقيقة". وأضاف: "صحيح أن الأنفاق لم تتعرض حتى الآن إلى أذى مباشر، إلا أن المتوقع استخدام مصر لهذا الجدار بشكل مباشر بعد الانتهاء منه".
ونفى صاحب نفق آخر أن يكون لهذا الجدار تأثيرات خلال مرحلة التشييد، مشيرا إلى "أنه من المؤكد أن الأمور ستصبح صعبة للغاية بعد الانتهاء من بنائه". وقال: "الصعوبات الآن تكمن في إيصال البضائع إلى الأنفاق على الجانب المصري للحدود، إذ يضيق الأمن المصري الخناق على عملنا إلى أبعد الحدود".
وارتفعت وتيرة العمل في بناء الجدار في مقطعين رئيسين يمتدان على مسافات مختلفة في الجانين الشرقي والغربي من الحدود على الجانب المصرية.
وبحسب مسؤول أمني فلسطيني، فإن السلطات المصرية لم تعمد إلى إدخال الألواح الفولاذية بصورة كاملة إلى باطن الأرض في هذه المرحلة، الأمر الذي يبرر استمرار عمل الأنفاق حتى الآن، لافتاً إلى استخدام تربة رملية ذات مسامات واسعة بجانب الألواح الفولاذية بهدف ضخ المياه فيها، لتتسبب في ما بعد بانهيار الأنفاق، وفق توقعاته.
وأضاف: "من خلال ملاحظاتنا اليومية، فإن العمل في بناء الجدار على الحدود يتسارع منذ أشهر، ما يعني أن السلطات المصرية قد تنتهي منه نهاية العام الجاري". وأضاف: "نسبة كبيرة من الجدار بنيت في أكثر من مقطع، وإذا استمر العمل على هذا النحو المتسارع فإننا سننتظر أشهرا حتى يستكمل تشييد الجدار وملحقاته".
وبين المسؤول الفلسطيني الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الألواح الفولاذية التي تستخدمها السلطات المصرية على اختلافها، تشبه إلى حد كبير الألواح التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنع التهرييب على الحدود قبل انسحابها من القطاع عام 2005.
وعزا عدم إلحاق أضرار بالأنفاق في المرحلة الحالية إلى عدم استخدام السلطات المصرية للجدار خلال مرحلة البناء، مؤكداً أن المياه التي سيتم ضخها لاحقاً في الطبقات الرملية المستخدمة إلى جانب الألواح ستعمل بشكل مباشر على انهيار الأنفاق ومنع أي محاولة لإصلاحها أو حفر أنفاق جديدة.
وقال: "لا يمكن التكهن بطبيعة الأضرار التي ستلحق بالأنفاق، لكن المؤشرات تؤكد أننا مقبلون على مرحلة صعبة في حال استكمل بناء الجدار".
وأضاف: "عرقلة انسياب البضائع التي يتم إدخالها عبر الأنفاق تقتصر خلال المرحلة الحالية على الملاحقات الأمنية على الجانب المصري من الحدود".
ولجأ الفلسطينيون في قطاع غزة إلى حفر مئات الأنفاق أسفل الحدود الفلسطينية – المصرية، لتوفير مستلزماتهم من البضائع والسلع المختلفة، بعد أن شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حصارها على القطاع عقب سيطرة حركة "حماس" على زمام الأمور منتصف حزيران (يونيو) 2007.
المصدر: صحيفة القدس