أنشطة المركز / للمركز كلمة

اقتحام المسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتحام المسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح

في ظل الصمت العربي والإسلامي، والتواطؤ الدولي،  والتكتم الإعلامي , وفي ظل تقاعس العرب والمسلمين عن كبح هذا الخطر الصهيوني والتصدي له , كثَّف المحتل من وتيرة تهويده للمدينة المقدسة علانيةً، وأمام الخطر الداهم الذي يتهدد مدينة القدس والمسجد الأقصى..تواصلت الاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى , حيث تداعى المغتصبون اليهود عبر منشور أرفقنا نسخة مترجمة عنه في هذا المقال, وقامت " حركة إنشاء الهيكل "  بنشره وتوزيعه بتاريخ  29 / 3 / 2012 م  حيث دعت فيه إلى اقتحام المسجد الأقصى ,وإقامة طقوس عيد الفصح فيه ,  وقد أفادت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث”، في بيان لها صدر يوم الأحد 1/4/2012م ، أن أنحو تسعين إسرائيليا اقتحموا المسجد الأقصى، وأدوا بعض الطقوس التلمودية بمناسبة “عيد الفصح “.

وقام ما يُقارب 75  مغتصبا باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى في فترة الصباح وما بعد الظهيرة، وذلك وسط مجموعات متفرقة، حيث قاموا بدخول  باحة المسجد الأقصى  من باب المغاربة، وبمرافقة حراسة مشددة من قوات الاحتلال، وكان من بينهم قيادات من المغتصبين بالإضافة إلى جماعات يهودية تدعوا إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، أما في فترة ما بعد الظهر، فقد أقدم 13 مغتصبا على اقتحام المسجد الأقصى .

وقامت مجموعة من المقتحمين بتنظيم حلقة رقص استفزازية لدى خروجهم من المسجد، بالقرب من باب السلسلة،  وكان المئات من المصلين من أبناء الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة وطلاب “مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى”، الذي ترعاه “مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات” ، قد تواجدوا منذ ساعات الصباح الباكر في المسجد الأقصى وتوزعوا عند مصاطب العلم فيه، لكن ذلك لم يمنع من اقتحام المغتصبين للأقصى المبارك.

إن الاعتداءات المتتابعة على المسجد الأقصى حرقاً ، وحفراً للأنفاق من تحته ، ومحاولة لتفجيره . وتدنيسه بالدخول إليه ، ليؤكد لنا  أن الصراع صراع عقائد ، وليس صراع تراب أو وطن ، والهدف اليهودي ؛ هدم المسجد الأقصى ، وبناء الهيكل المزعوم ، تمهيداً لبناء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ، ومن ثم السيطرة على العالم بأسره . والذين يؤمنون بالحلول السلمية مع اليهود واهمون حالمون ، يجهلون أو يتجاهلون حقيقة إخوان القردة والخنازير التي أوضحها القرآن والسنة ، وأثبتتها حوادث التاريخ ، وأيدها الواقع الأليم للأرض المباركة .

إن هذه الاعتداءات الاستفزازية  والمنكرة من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة , أصبحت  مجالات بحث ومشاورة ودراسة على موائد المحاكم والبلديات الإسرائيلية ودخلت أروقة العمل السياسي كمطالب للشعب اليهودي ، إلى أن وصل الحال إلى ما وصل إليه الآن حيث تقف الدبابات والمدرعات وجنود الاحتلال لحماية المغتصبين الذين يمارسون تلك الأعمال الاستفزازية . وأن كثرة المساس يقلل الإحساس ، حيث كان كل حدث يحدثه اليهود سابقاً يلقى رد فعل عربي موحد غاضب ، ثم صارت اعتداءات اليهود تقوى ، وردود الفعل العربية والإسلامية تضعف ، ثم صارت مقتصرة على مجرد الشجب والاستنكار والاستنجاد بالمنظمات والهيئات والدول المنحازة إلى إسرائيل التي زرعتها في الشرق الإسلامي , ، وتدرج العرب والمسلمون في رد فعل أضعف ؛ حتى وصل الحال إلى ما نقرأه من كتابات متميعة تدعو إلى التعقل مع المحتل وملاينتهم ، في الوقت الذي يقتلون فيه الأبرياء ، ويعتدون فيه على المقدسات ، وينتهكون فيه الحرمات .

وفي هذا المقام , يتقدم مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية ,  للعرب والمسلمين في كافة البلاد والأقطار ,  لوضعهم في صورة الأخطار , التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الأقصى..، راجين أن تعين تلك الحقائق في مساعدة العرب والمسلمين على كشف حقيقة ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى..، فالإعلام اليوم أصبح في صلب المعركة، الأمر الذي يحتم على الغيورين والشرفاء  من أمتنا بأخذ زمام المبادرة في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.

.