فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

صفحات مشرقة للشيخ ابن باز في نصرة الشعب الفلسطيني

مبتسم الاحمد

صفحات مشرقة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في نصرة جهاد الشعب الفلسطيني.

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا جمع لطيف لبيان مواقف سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى في نصرة جهاد الشعب الفلسطيني، وبذل كل ما يستطيعه لحث الحكام والمحكومين وجميع المسلمين من أجل نصرة قضية فلسطين، وقد نذر نفسه رحمه الله في خدمة هذه الأمة وقضاياها ومحاولة بعثها من جديد، ولم يدخر في ذلك نفسا ولا مالا ولا أهلا، شهد بذلك القاصي والداني، وكل من احتك به وقابله وتعامل معه.

يقول شيخنا عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله في رثائه للشيخ ابن باز- رحمه الله: "وإن مما يجعل هذا اليوم من أيام الحزن والبؤس أن يرحل فيه هذا الإمام وليس له اليوم خلف، ولا للأمة عنه غنى، وكيف وقد جمع الله فيه أمة في رجل: يهدي بهدى الله، وينشر في الأنام سنة رسول الله، ويحيط بالمسلمين من أقصاهم إلى أقصاهم؛ قد وعاه قلبه، وحمل همومهم صدره، وأهمه أمرهم، ولم يعجز عن حل معضلاتهم، والسعي في حاجاتهم والشفاعة لوضيعهم وشريفهم، والاجتهاد في تعليم جاهلهم، ومواساة فقيرهم.

ومع أن الملوك والعظماء لم يبلغوا شرف منزلته ولا علو مكانته، كيف وقد تربع على عرش القلوب بغير دينار ولا درهم، ولم يلتف الناس على أحد ما التفوا عليه، رجاء كلمة من كلمات الحكمة أو دعوة من دعواته الصالحة، أو حضور مجلس تحفه الملائكة ويغفر الله في مثله لمن حضره وإن لم يكن من أهله، ومع ما كان فيه من الشرف والمكانة كان الفقراء والمساكين وذوو الحاجات هم أكثر جلسائه بل وكانت الجارية تحبسه في حاجتها، وكان أهل العلم والرأي والحكمة والدعوة إلى الله في العالم أجمع قد جعلوه نورهم وبصيرتهم فكيف يكون لمثل هذا خلف، وعن مثل هذا غنى؟!"(1).

ولعلنا في هذه الورقات نستطيع أن نوصل شيئا يسيرا من جهود الشيخ وجهاده باللسان والقلم في نصرة قضية المسلمين المركزية في صراعهم مع اليهود، والله نسأل أن يعيننا لنكون سببا في إبراز تراث أئمتنا وعلمائنا السلفيين في مثل هذه القضية ايفاء لحقهم وقياما بالواجب المنوط بنا تجاههم.

فضل الجهاد والمجاهدين: (2)

قال رحمه الله تعالى في رسالته الموسومة بـ (فضل الجهاد والمجاهدين):" فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات، ومن أعظم الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين، وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين، وقد ورد في فضله وفضل المجاهدين من الآيات

القرآنية والأحاديث النبوية ما يحفز الهمم العالية، ويحرك كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل، والصدق في جهاد أعداء رب العالمين...

ثم شرع رحمه الله في سرد الأدلة في فضل الجهاد والمجاهدين فكان مما قال: "...وقال تعالى في فضل المجاهدين: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{(3).

ففي هذه الآية الكريمة الترغيب العظيم في الجهاد في سبيل الله عز وجل، وبيان أن المؤمن قد باع نفسه وماله على الله عز وجل، وأنه سبحانه قد تقبل هذا البيع وجعل ثمنه لأهله الجنة، وأنهم يقاتلون في سبيله فيقتلون ويقتلون، ثم ذكر سبحانه أنه وعدهم بذلك في أشرف كتبه وأعظمها التوراة والإنجيل والقرآن، ثم بين سبحانه أنه لا أحد أوفى بعهده من الله ليطمئن المؤمنون إلى وعد ربهم، ويبذلوا السلعة التي اشتراها منهم وهي نفوسهم وأموالهم في سبيله سبحانه، عن إخلاص وصدق وطيب نفس حتى يستوفوا أجرهم كاملا فز الدنيا والآخرة، ثم يأمر سبحانه المؤمنين أن يستبشروا بهذا البيع؛ ما فيه من الفوز العظيم، والعاقبة الحميدة، والنصر للحق والتأييد لأهله، وجهاد الكفار والمنافقين، وإذلالهم ونصر أوليائه عليهم، إفساح الطريق لانتشار الدعوة الإسلامية أرجاء المعمورة.

حكم الله تعالى في جهاد أعدائه: (٤)

وقال رحمه الله في بيان مجاهدة الأعداء:".. ومن هذا قوله سبحانه: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (5) فأمر سبحانه بالجهاد بالمال، والنفس، وبالنفير خفافا وثقالا، وما ذاك إلا لعظم شأن الجهاد وشدة الحاجة إليه لما يحصل به من رفع راية الإسلام ورفع أعلامه وتنفيذ أحكامه وإزاحة العقبات عن طريق دعوته. ولما في الجهاد أيضا من نشر دين الله وبيان حقه على عباده، ولما فيه أيضا من إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإخراجهم من حكم الطاغوت إلى حكم الله عز وجل، ومن ضيق الدنيا وظلمها وجورها إلى سعة الإسلام وعدل الإسلام...".

ثم أردف قائلا بعد ذلك: ولهذا ذكر الجهاد بعد الإيمان تنبيها على عظم شأنه وشدة الحاجة إليه، وإلا فمن المعلوم أنه من شعب الإيمان حتى قال بعض أهل العلم أن الجهاد هو: الركن السادس من أركان الإسلام، وما ذاك إلا لعظم ما يترتب عليه من المصالح العظيمة فهو شعبة عظيمة وفرض عظيم من فروض الإيمان وهو يكون بالنفس، ويكون بالمال، ويكون باللسان، ويكون بأنواع التسهيل الذي يعين المجاهدين على قتال عدوهم.

فالدعوة إلى الله والارشاد إليه والتشجيع على الجهاد والتحذير من التخلف والجبن كل هذا من الجهاد باللسان، ونصيحة المجاهدين وبيان ما أعد الله لهم من الخير والعاقبة الحميدة كله من الجهاد باللسان، والإنفاق في سبيل الله في مصالح الجهاد وفي حاجة المجاهدين وتجهيزهم وإعطائهم السلاح والألة المركوبة من طائرة ومن سيارة ومن غير ذلك كل ذلك من الجهاد في سبيل الله بالمال.

وبين سبحانه وتعالى في الآية الكريمة أن الإيمان والجهاد هما التجارة المنجية من عذاب الله، فما أشرفه من عمل وما أعظمه من عمل. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ف سبيل الله (6) وقال عليه الصلاة والسلام: غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما عليها (7)، ولكن الجهاد بالمال له شأن عظيم فهو أوسع أنواع الجهاد؛ لأن المال يستعان به على استخدام الرجال واستخدام السلاح واستخدام الدعاة، فالمال أوسعها وأكثرها نفعا، ولهذا بدا به الله في الآيات قبل النفس في أغلب الآيات، بدا الله بالمال قبل النفس وما ذاك إلا لعظم نفعه ولكثرة ما يحصل به من الخير والعون للمجاهدين.

فالجهاد بالمال جهاد عظيم ينفع المجاهدين ويعينهم على عدوهم بصرفه في استخدام المجاهدين وتجهيزهم وتفريغهم للجهاد، والإحسان إلى عوائلهم، ويصرف أيضا في شراء السلاح الذي يجاهد به، ويصرف أيضا في حاجتهم من اللباس والطعام والخيام وغير ذلك، ومصالحه كثيرة...

وختم كلامه في بيان ما أعده الله للمجاهدين بالقول:" وهذا فضل من الله عز وجل أن المجاهدين تحصل لهم هذه الأمور العظيمة: غفران الذنوب ودخول الجنة، والنجاة من النار، ومع كل ذلك فتح قريب ينصرهم الله ويؤيدهم على أعدائهم إذا صدقوا واستقاموا وصابروا كما قال عز وجل في حق المجاهدين: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا{ (8) هذا وعده لأهل الايمان إذا جاهدوا عدوهم وصبروا واتقوا ربهم فالله ينصرهم ويعينهم ويكفيهم شر أعدائهم كما قال تعالى: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {(9) ويقول جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{(10)، ويقول سبحانه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{ (11) العاقبة لله سبحانه وتعالى يجعلها لمن يشاء سبحانه وتعالى، فإذا صبر أهل الإيمان واتقوا ربهم وجاهدوا في سبيله عن إيمان وإخلاص وأعدوا العدة اللازمة فإن الله ينصرهم ويعينهم، ويجعل العاقبة لهم سبحانه وتعالى كما وعد سبحانه وتعالى بذلك. ويقول جل وعلا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{(12) فالصبر والصدق والتقوى لله عز وجل هي أسباب النصر وعناصر الفوز.

وجوب عداوة اليهود والمشركين وغيرهم من الكفار (13)

وتحت هذا المبحث قال رحمه الله: ".. ومواقف اليهود من الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام كلها تشهد لما دلت عليه الآيات الكريمات من شدة عداوتهم للمسلمين، والواقع من اليهود في عصرنا هذا وف عصر النبوة وفيما بينهما من أكبر الشواهد على ذلك... ثم قال: فالواجب على أهل الإسلام أن ينتبهوا لهذه الأمور العظيمة وأن يعادوا ويبغضوا من أمرهم الله بمعاداته وبغضه من اليهود والنصارى وسائر المشركين حتى يؤمنوا بالله وحده، ويلتزموا بدينه الذي بعث به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. وبذلك يحققون إتباعهم ملة أبيهم إبراهيم ودين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوضحه الله في الآية السابقة، وهي قوله عز وجل: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ{ (14) وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{(15) وقوله عز وجل:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{(16) .

والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وختم رحمه الله مبحثه بقوله:"...وأرجو أن يكون فيما ذكرناه دلالة ومقنع للقارئ على وجوب معاداة الكفرة من اليهود وغيرهم وبغضهم في الله وتحريم مودتهم واتخاذهم أولياء، وعلى نسخ جميع الشرائع السماوية ما عدا شريعة الإسلام التي بعث الله بها خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وعلى سائر النبيين والمرسلين، وجعلنا من أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين إنه على كل شيء قدير، وليس معنى نسخ الشرائع السابقة أنها لا تحترم، أو أنه يجوز التنقص منها، ليس هذا المعنى هو المراد، وإنما المراد رفع ما قد يتوهمه بعض الناس أنه يسوغ اتباع شيء منها، أو أن من انتسب إليها من اليهود أو غيرهم يكون على هدى، بل هي شرائع منسوخة لا يجوز إتباع شيء منها لو علمت على التحقيق وسلمت من التغيير والتبديل... .

نداء من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للمسلمين كافة من العرب وغيرهم في كل مكان:(17)

أما دوره رحمه في نصرة القضية الفلسطينية فلا ينكره إلا جاحد أو مكابر، ومن ذلك نداؤه الذي وجهه عندما كان على رأس الجامعة الاسلامية للمسلمين كافة لنصرة فسطين، ومما جاء فيه:" إن المعركة الحالية بين العرب واليهود ليست معركة العرب فحسب؛ بل هي معركة إسلامية عربية، معركة بين الكفر والإيمان، بين الحق والباطل، بين المسلمين واليهود، وعدوان اليهود على المسلمين في بلادهم وعقر دورهم أمر معلوم مشهور من نحو تسعة عشر عاما، والواجب على المسلمين في كل مكان مناصرة إخوانهم المعتدى عليهم، والقيام في صفهم ومساعدتهم على استرجاع حقهم ممن ظلمهم وتعدى عليهم، بكل ما يستطيعون من نفس وجاه وعتاد ومال، كل وسعه وطاقته، كما قال عز وجل: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ{(١٨).

ثم قال: ... فيا معشر المسلمين من العرب وغيرهم في كل مكان، بادروا إلى قتال أعداء الله من اليهود، وجاهدوا في سبيل الله بأمو الكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، بادروا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين والمجاهدين الصابرين، وأخلصوا النية لله واصبروا وصابروا، واتقوا الله عز وجل تفوزوا بالنصر المؤزر أو شرف الشهادة في سبيل الحق ودحر الباطل، وتذكروا دائما ما أنزله ربكم سبحانه في كتابه المبين في فضل المجاهدين، وما وعدهم الله من الدرجات العلى والنعيم المقيم، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{(19)، وقال تعالى: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{(20).

ثم وجهه ندائه للمجاهدين في فلسطين فكان مما قال: ...وقال سبحانه وتعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ{(21)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ{(22)، إلى أن قال سبحانه: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{(23) ، ففي هذه الآيات  التصريح من الله عز وجل بوعد عباده النصر على أعدائهم والسلامة من كيدهم مهما كانت قوتهم وكثرتهم؛ لأنه عز وجل أقوى من كل قوي، وأعلم بعواقب الأمور، وهو عليهم قدير، وبكل أعمالهم محيط، ولكنه عز وجل شرط لهذا الوعد شرطا عظيما وهو: الإيمان به وتقواه، ونصر دينه والاستقامة عليه مع الصبر والمصابرة، فمن قام بهذا الشرط أوفى لهم الوعد وهو الصادق في وعده: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ{(24) ، ومن قصر في ذلك أو لم يرفع به رأسا فلا يلومن إلا نفسه.

وينبغي لك أيها المؤمن المجاهد أن تتدبر كثيرا قوله عز وجل:}وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا{(25)، إنها والله كلمة عظيمة ووعد صادق من ملك قادر جليل، إذا صبرت على مقاتلة عدوك وجهاده ومنازلته مع قيامك بتقوى الله عز وجل وهي تعظيمه سبحانه، والإخلاص له، وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والحذر مما نهى الله عنه ورسوله، هذه حقيقة التقوى والصبر على جهاد النفس...

وقال كذلك ناصحا لهم ومذكرا:" فتأمل يا أخي أمر الله لعباده أن يعدوا لعدوهم ما استطاعوا من القوة، ثم تأمل أمره لنبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عند مقاتلة الأعداء والقرب منهم أن يقيموا الصلاة، ويحملوا السلاح، وكيف كرر الأمر سبحانه في أخذ السلاح، والحذر لئلا يهجم عليهم العدو في حال الصلاة، لتعرف بذلك أنه يجب على المجاهدين قادة وجنودا أن يهتموا بالعدو، وأن يحذروا عاقبته، وأن يعدوا له ما استطاعوا من قوة، وأن يقيموا الصلاة ويحافظوا عليها مع الاستعداد للعدو والحذر من كيده، وفي ذلك جمع بين الأسباب الحسية والمعنوية، وهذا هو الواجب على المجاهدين في كل زمان ومكان أن يتصفوا بالأخلاق الإيمانية، وأن يستقيموا على طاعة ربهم، ويعدوا له ما استطاعوا من قوة، ويحذروا مكائده مع الصبر على الحق عليه، والثبات عليه، وهذا هو السبب الأول، والأساس المتين والأصل العظيم، وهو قطب رحى النصر، وأساس النجاة والفلاح، وهذا هو السبب المعنوي الذي خص الله به عباده المؤمنين، وميزهم به عن غيرهم، ووعدهم عليه النصر إذا قاموا به مع السبب الثاني حسب الطاقة، وهو إعدادهم لعدوهم ما استطاعوا من القوة، والعناية بشؤون الحرب والقتال، والصبر والمصابرة في مواطن اللقاء، مع الحذر من مكايد الأعداء، وبهذين الأمرين يستحقون النصر من ربهم عز وجل فضلا منه وكرما، ورحمة وإحسانا، ووفاء بوعده، وتأييدا لحزبه، كما قال عزوجل: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ{(26)، وقال تعالى: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{(٢7) .

وختم نصيحته لهم قائلا:"... فكل ما أصاب المسلمين في الجهاد أو غيره من هزيمة أو جراح أو غير ذلك مما يكرهون فهو بأسباب تقصيرهم وتفريطهم فيما يجب من إعداد القوة والعناية بأمر الحرب، أو بأسباب معاصيهم ومخالفتهم لأمر الله، فاستعينوا بالله أيها المجاهدون، واستقيموا على أمره، وأعدوا لعدوكم ما استطعتم من قوة، واصدقوا الله يصدقكم، وانصروه ينصركم ويثبت أقدامكم، واحذروا الكبر والرياء وسائر المعاصي، واحذروا أيضا التنازع والاختلاف وعصيان قادتكم في تدبير شئون الحرب وغير ذلك ما لم يكن معصية لله عز وجل؛ عملا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَوَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ  وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{(28) .

نصيحة لقادة الدول العربية:(29)

كما كان منه رحمه الله أن وجه رسالة لقادة الدول العربية على أثر اجتماعهم لمناقشة آثار العدوان اليهودي على فلسطين ينصحهم بأمور عدة منها:

أولا: تقوى الله عز وجل ف جميع الأمور والتواصي بالاستقامة على دينه، وتحكيم شريعته، والتحاكم إليها، ومحاربة ما خالفها من المبادئ والأعمال؛ لأنكم قادة العرب والمسلمين وبصلاحكم واجتماع كلمتكم على الهدى يصلح الله شعوبكم وسائر المسلمين إن شاء الله، وتعلمون جميعا أنه لا عزة لكم ولا منعة ولا هيبة ولا انتصار محققا ومضمونا على الأعداء إلا بالتمسك بالإسلام وتحكيمه والتحاكم إليه كما جرى على ذلك سلفكم الصالح فأيدهم الله ونصرهم كما وعدهم سبحانه في قوله: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{(30) وفي الإسلام حل لجميع المشكلات، وإصلاح لجميع الشؤون وتحقيق العدالة بين الجميع بأكمل معانيها إذا صلح القصد وبذلت الجهود ووسدت الأمور إلى أهلها.

ثانيا: التسامح وصفاء القلوب، وتوحيد الصف، واتفاق العلمة على هدف واحد وهو اتباع الشريعة، وترك ما خالفها، والعمل على إزالة أثر العدوان اليهودي، والقضاء على ما يسمى بدولة إسرائيل نهائيا، وتكاتف جميع الجهود والقوى لهذا الغرض النبيل مع الاستعانة بالله والاستنصار به في ذلك عملا بقول الله سبحانه {أَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة {(31) وقوله عز وجل: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ {(32) وما جاء في هذا المعنى من الآيات والأحاديث.

ثالثا: تكوين جيش مشترك قوي موحد مجهز بأكمل الأسلحة الممكنة تحت قيادة موحدة أمينة مرضية من الجميع تستند إلى مجلس شورى مكون من وزراء الدفاع وأركان الجيش في جميع الدول العربية ومن أحب أن ينضم إليها من الدول الإسلامية ليسير المجلس في جميع شؤونه على قواعد ثابتة، وأسس مدروسة من الجميع رجاء أن يحقق الغرض المطلوب، ولا يخفي على حضراتكم ما في هذا المجلس من الخير العظيم والحيطة والسير على هدي الشريعة وتعاليمها الحكيمة، والعمل بقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ{(33)  وقوله سبحانه في وصف المؤمنين: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ{(34).

رابعا: الحياد التام وعدم الانحياز إلى كتلة شرقية أو غربية، وبذل الجهود على آن تكونوا كتلة مستقلة تستفيد من خبرات غيرها وسلاحه من غير انحياز أو تدخل من الغير في شؤونها الداخلية أو الخارجية، ولا يخفى أن هذا الحياد أقرب إلى السلامة في الدين والدنيا وأكمل في العزة والكرامة والهيبة وأسلم من تدخل الأعداء ف شؤونكم والاطلاع على أسراركم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل أراد أن يغزو معه يوم بدر "هل أسلمت"؟ قال: لا، قال: "ارجع فلن نستعين بمشرك" (35) مع أنه صلى الله عليه وسلم استأجر دليلا مشركا في طريق الهجرة واستعار من بعض المشركين دروعا يوم حنين فدل ذلك على أن الاستعانة بسلاح الأعداء والاستفادة من خبرتهم لا مانع منهما وليستا بداخلتين في الاستعانة التي نفاها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق إذا لم يكن لهم دخل في شئوننا ولا مشاركة في الجيش...

مؤتمر القمة الإسلامي وعوامل النصر: (36)

وجاء ف خطابه رحمه الله - أمام قادة الدول الإسلامية المجتمعين ف قمتهم:"... أما العامل الثاني: وهو الجهاد الصادق فهو أيضا من موجبات الايمان، ولكن الله سبحانه نبه عليه وخصه بالذكر في مواضع كثيرة من كتابه، كذلك رسوله صلى الله عليه وسلم أمر به الأمة ورغبها فيه لعظم شأنه ومسيس الحاجة إليه؛ لأن أكثر الخلق لا يردعه عن باطله مجرد الوعد والوعيد، بل لابد في حقه من وازع سلطاني يلزمه بالحق ويردعه عن الباطل، ومتى توافر هذان العاملان الأساسيان وهما: الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله لأي أمة أو دولة كان النصر حليفها، وكتب الله لها التمكين في الأرض والاستخلاف فيها، وعد الله الذي لا يخلف وسنته التي لا تبدل... ".

ثم قال بعد ذلك:"... فاذا كان ملوكنا وزعماؤنا في مؤتمرهم هذا يرغبون رغبة صادقة في النصر والفتح القريب، والسعادة في الدنيا والآخرة، وقد أوضح الله لهم السبيل وأبان لهم العوامل والأسباب المفضية إلى ذلك؛ فما عليهم إلا أن يتوبوا إلى الله توبة صادقة مما سلف من تقصيرهم وعدم قيامهم بما يجب عليهم من حق الله وحق عباده، وأن يتعاهدوا صادقين على الإيمان بالله ورسوله، وتحكيم شريعته، والاعتصام بحبله، وجهاد الأعداء صفا واحدا بكل ما أعطاهم الله من قوة، وأن ينبذوا المبادئ المخالفة لشريعة الله وحقيقة دينه، وأن يعتمدوا عليه سبحانه لا على غيره من المعسكر الشرقي أو الغربي، وأن يأخذوا بالأسباب، ويعدوا ما استطاعوا من القوة بكل وسيلة أباحها الشرع، وأن يكونوا مستقلين ومنحازين عن سائر الكتل الكافرة من شرقية وغربية، متميزين بإيمانهم بالله ورسوله واعتصامهم بدينه وتمسكهم بشريعته، وأما السلاح وأصناف العدة فلا بأس بتأمينها من كل طريق وبكل وسيلة لا تخالف الشرع المطير.."

كلمة موجهة إلى المسلمين في فلسطين: (37)

وكان من إجاباته رحمه الله حول الإنتفاضة في فلسطين أن قال في أحد المقابلات التي أجريت معه:

• السائل: اليوم نعيش ظاهرة سياسية كبيرة هزت العالم وهي انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد اليهود، فهل لكم كلمة توجهونها إلى الشباب المسلم في فلسطين المحتلة؟

• فأجاب الشيخ: أنصحهم بتقوى الله والتعاون على الخير، والاستقامة في العمل، فالله ينصر من ينصره، فقد قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{(38)، وقال سبحانه في مكان آخر من كتابه الكريم:}وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا{(39).

إنني أنصح كل إخواني بالتعاون معهم وأنصح الأغنياء وولاة الأمور بأن يمدوا يد العون لإخوانهم في فلسطين المجاهدة لاسترداد بلادهم والنصر على الأعداء إن شاء الله.

أيدهم الله بالحق وجزاهم عن المسلمين كل خير، وما عليهم إلا أن يصبروا ويصابروا فإن وعد الله حق، وإن الله ناصر من ينصره، وفقهم الله ونصرهم على عدوهم، ووفق المسلمين لمساعدتهم والوقوف بصفهم حتى ينصرهم الله على عدوهم وهو سبحانه خير الناصرين.

نداء وتذكير لمساعدة المجاهدين في فلسطين: (40)

وكان منه رحمه الله أن وجهه نداء للأمة للوقوف مع المجاهدين في فلسطين، فجاء نصه كما يلي:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها المسلمون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد قال سبحانه ففي محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{(41).

وقال عز وجل: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{(42) وقال عز جل:} إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{(43).

وثبت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (44)

وقال صلى الله عليه وسلم:" المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا"(45)، وشبك بين أصابعه.. وقال صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا "(46)، وقال عليه الصلاة والسلام: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "(47).

والآيات والأحاديث في فضل الجهاد، والإنفاق فيه، والتشجيع على ذلك كثيرة معلومة؛ فمساعدة المجاهدين في سبيل الله بالنفس والمال من أفضل القربات، ومن أعظم الأعمال الصالحات، وهم من أحق الناس بالمساعدة من الزكاة وغيرها.

ومن حكمة الزكاة في الإسلام والصدقات: أن يشعر المسلم برابطة تجذبه نحو أخيه؛ لأنه يشعر بما يؤلمه، ويحس بما يقع عليه من كوارث ومصائب، فيرق له قلبه ويعطف عليه؛ ليدفع مما آتاه الله بنفس راضية، وقلب مطمئن بالإيمان.

والمجاهدون في داخل فلسطين - وفقهم الله جميعا - يعانون مشكلات عظيمة في جهادهم لأعداء الإسلام، فيصبرون عليها، رغم أن عدوهم وعدو الدين الإسلامي يضربهم بقوته وأسلحته، وبكل ما يستطيع من صنوف الدمار، وهم بحمد الله صامدون وصابرون على مواصلة الجهاد في سبيل الله- كما تتحدث عنهم الأخبار والصحف، ومن شاركهم في الجهاد من الثقات- لم يضعفوا، ولم تلن شكيمتهم، ولكنهم في أشد الضرورة إلى دعم إخوانهم المسلمين ومساعدتهم بالنفوس والأموال في قتال عدوهم- عدو الإسلام والمسلمين- وتطهير بلادهم من رجس الكفرة، وأذنابهم من اليهود.

وقد من الله عليهم بالاجتماع وجمع الشمل، على التصميم في مواصلة الجهاد؛ فالواجب على إخوانهم المسلمين من الحكام والأثرياء، أن يدعموهم ويعينوهم ويشدوا أزرهم؛ حتى يكملوا مسيرة الجهاد، ويفوزوا- إن شاء الله - بالنصر المؤزر على أعدائهم- أعداء الإسلام-.

وإني أهيب بجميع إخواني المسلمين؛ من رؤساء الحكومات الاسلامية، وغيرهم من الأثرياء في كل مكان، بأن يقدموا لإخوانهم المجاهدين في فلسطين مما آتاهم الله من فضله، ومن الزكاة التي فرضها الله ف أموالهم حقا لمن حددهم الله جل وعلا ف سورة التوبة، وهم ثمانية. قد دخل إخواننا المجاهدون في فلسطين من ضمنهم.

والله تبارك وتعالى قد فرض حقا في مال الغني لأخيه المسلم في آيات كثيرة من كتابه الكريم؛ كقوله سبحانه: {الَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{(٤٨)، وقوله تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ{(49)، وقوله سبحانه: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{(50)، وقوله سبحانه: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{(٥١) .

وهو سبحانه يثيب المسلم على ما يقدم لإخوانه ثوابا عاجلا، وثوابا أخرويا، يجد جزاءه عنده في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما أنه يدفع عنه في الدنيا بعض المصائب التي لولا الله سبحانه ثم الصدقات والإحسان، لحلت به أو بماله، فدفع الله شرها بصدقته الطيبة، وعمله الصالح، يقول الله عز وجل: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا{(52). ويقول عز وجل:}وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{(٥3) .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقه" (54) ويقول صلوات الله وسلامه عليه: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"(55)، ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "اتقوا النار ولو بشق تمره"(56).

وإخوانكم المجاهدون داخل فلسطين أيها المسلمون، يقاسون آلام الجوع والجراح والقتل والتشريد، فهم في أشد الضرورة إلى الكساء والطعام، وفي أشد الضرورة إلى الدواء، كما أنهم في أشد الضرورة إلى السلاح الذي يقاتلون به أعداء الله وأعدائهم.

فجودوا عليهم أيها المسلمون مما أعطاكم الله، واعطفوا عليهم، يبارك الله لكم ويخلف عليكم، ويضاعف لكم الأجور، كما جاء في الحديث الصحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن، وأقام فصلى، ثم خطب فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{(57)، والآية التي في (الحشر): }يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَد{(58) تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: "ولو بشق تمرة"، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت عنها، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء"(59) . رواه مسلم في صحيحه.

ثم هذه النفقة أيها المسلمون تؤجرون عليها، وتخلف عليكم كما تقدم في قوله سبحانه: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا{(60)، وفي قوله سبحانه: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{(61). وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "يقول الله عز وجل: "يا ابن آدم أنفق أنفق عليك"(62).

ونسأل الله عز وجل أن يضاعف أجر من ساهم في مساعدة إخوانه المجاهدين، ويتقبل منه، وأن يعين المجاهدين في فلسطين وسائر المجاهدين في سبيله في كل مكان على كل خير، ويثبت أقدامهم في جهادهم، ويمنحهم الفقه في الدين، والصدق والإخلاص، وأن ينصرهم على أعداء الإسلام أينما كانوا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد

نوعية جهاد الفلسطينيين: (63)

وعندما سئل رحمه الله عن جهاد الشعب الفلسطيني، أجاب:

• السائل: ما تقول الشريعة الاسلامية في جهاد الفلسطينيين الحالي، هل هو جهاد في سبيل الله، أم جهاد في سبيل الأرض والحرية؟ وهل يعتبر الجهاد من أجل تخليص الأرض جهادا في سبيل الله؟

• فأجاب الشيخ: لقد ثبت لدينا بشهادة العدول الثقات أن الانتفاضة الفلسطينية والقائمين بها من خواص المسلمين هناك، وأن جهادهم إسلامي؛ لأنهم مظلومون من اليهود؛ ولأن الواجب عليهم الدفاع عن دينهم وأنفسهم وأهليهم وأولادهم وإخراج عدوهم من أرضهم بكل ما استطاعوا من قوة.

وقد أخبرنا الثقات الذين خالطوهم في جهادهم وشاركوهم في ذلك عن حماسهم الإسلامي وحرصهم على تطبيق الشريعة الإسلامية فيما بينهم، فالواجب على الدول الاسلامية وعلى بقية المسلمين تأييدهم ودعمهم ليتخلصوا من عدوهم وليرجعوا إلى بلادهم عملا بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{(٦٤) .

وقوله سبحانه: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{(6٥) الآيات وقوله عزوجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{(66).

والآيات في هذا المعنى كثيرة، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم والسنتكم "(67) ولأنهم مظلومون، فالواجب على إخوانهم المسلمين نصرهم على من ظلمهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه"(68)، وقوله صلى الله عليه وسلم:" انصر أخاك ظالما أو مظلوما" قالوا: يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما قال: "تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه" (69) .

والأحاديث في وجوب الجهاد فسبيل الله ونصر المظلوم وردع الظالم كثيرة جدا.

 فنسا الله أن ينصر إخواننا المجاهدين في سبيل الله في فلسطين وفي غيرها على عدوهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يوفق المسلمين جميعا لمساعدتهم والوقوف في صفهم ضد عدوهم، وأن يخذل أعداء الإسلام أينما كانوا وينزل بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين إنه سميع قريب.

القضية الفلسطينية: (70)

كما أكد رحمه الله بأن قضية فلسطين قضية المسلمين وأن استردادها لا يكون إلا بالجهاد، فقال:

• السائل: كيف السبيل وما هو المصير في القضية الفلسطينية التي تزداد مع الأيام تعقيدا وضراوة؟

• فأجاب الشيخ: إن المسلم ليألم كثيرا، ويأسف جدا من تدهور القضية الفلسطينية من وضع سيئ إلى وضع أسوا منه، وتزداد تعقيدا مع الأيام، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الآونة الأخيرة، بسبب اختلاف الدول المجاورة، وعدم صمودها صفا واحدا ضد عدوها، وعدم التزامها بحكم الإسلام الذي علق الله عليه النصر، ووعد أهله بالاستخلاف والتمكين في الأرض، وذلك ينذر بالخطر العظيم، والعاقبة الوخيمة، إذا لم تسارع الدول المجاورة إلى توحيد صفوفها من جديد، والتزام حكم الإسلام تجاه هذه القضية، التي تهمهم وتهم العالم الإسلامي كله.

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية أولا وأخيرا، ولكن أعداء الإسلام بذلوا جهودا جبارة لإبعادها عن الخط الإسلامي، وإفهام المسلمين من غير العرب، أنها قضية عربية، لا شأن لغير العرب بها، ويبدو أنهم نجحوا إلى حد ما في ذلك، ولذا فإنني أرى أنه لا يمكن الوصول إلى حل لتلك القضية، إلا باعتبار القضية إسلامية، وبالتكاتف بين المسلمين لإنفاذها، وجهاد اليهود جهادا إسلاميا، حتى تعود الأرض إلى أهلها، وحتى يعود شذاذ اليهود إلى بلادهم التي جاءوا منها، ويبقى اليهود الأصليون في بلادهم، تحت حكم الإسلام لا حكم الشيوعية ولا العلمانية، وبذلك ينتصر الحق ويخذل الباطل، ويعود أهل الأرض إلى أرضهم على حكم الإسلام، لا على حكم غيره، والله الموفق.

خاتمة:

هذه نتف مما تيسر جمعه من كلمات ووصايا لسماحة شيخنا الوالد العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته في نصرة جهاد الشعب الفلسطيني، ولم نرد من هذه الرسالة استقصاء كل ما كتب الشيخ أو قاله في ذلك وإلا لطال الأمر وخرجت الرسالة عن مقصودها، ولعل في ما ذكرنا من التنوع والشمول ما يبرز جهود الشيخ ومواقفه المشرقة.

واخر دعوانا آن الحمدلله رب العالمين.

مجلة بيت المقدس للدراسات – العدد السابع

• الهوامش:

(١) مقال: "يوم حزين من أيام أمة الإسلام " لفضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق

ف رثاء شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله.

(٢) المصدر: 8525/www.binbaz.org.sa/mat

(٣) سورة التوبة الآية ١١١.

(٤) المصدر: 8376/www.binbaz.org.sa/mat

(٥) سورة التوبة الآية ٤١.

(6) رواه أحمد والترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. انظر صحيح الجامع رقم ٥١٣٦.

 (٧) متفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر صحيح الجامع رقم ٤١٥١.

(٨) سورة آل عمران الآية ١٢٠.

(٩) سورة آل عمران الآية ١٢٠.

(١٠) سورة محمد الآية ٧.

(١١) سورة الحج الآيات ٤٠-41

(١٢) سورة الصافات الآيات ١٧١ - ١٧٣.

(١٣) المصدر: 8336/www.binbaz.org.sa/mat

(١٤) سورة الممتحنة الآية ٤.

(١٥) سورة الزخرف الآية ٢6-٢7.

(١٦) سورة المائدة الآية ٥٧.

(١٧) نقلا عن موقع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله. www.binbaz.org.sa

(١٨) سورة الأنفال الآية ٧٢.

(١٩) سورة الصف الآيات ١0-١3.

(٢٠) سورة التوبة الآية ٤١.

(٢١) سورة الحج الآية ٤0-٤١.

(٢٢) سورة آل عمران الآية ١١٨.

(٢٣) سورة آل عمران الآية ١٢٠.

(٢٤) سورة الزمر الآية ٢٠.

(٢٥) سورة آل عمران الآية ١٢٠.

(٢٦) سورة الروم الآية ٤٧.

(٢٧) سورة آل عمران الآية ١٢٠.

(٢٨) سورة الأنفال الآيات ٤5-٤7.

(٢٩) نقلا عن موقع الشيخ رحمه الله: 8292/www.binbaz.org.sa/mat

(٣٠) سورة محمد الآية ٧.

(٣١) سورة الأنفال الآية ٦٠.

(٣٢) سورة النساء الآية ٧١.

(٣٣) سورة آل عمران الآية ١٥٩.

(٣٤) سورة الشورى الآية ٣٨.

(٣٥) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها، انظر: صحيح الجامع رقم ٢٢٩٣.

(٣٦) نقلا عن موقع الشيخ رحمه الله: 8560/www.binbaz.org.sa/mat

(٣٧) لقاء مع سماحة الشيخ أجرته مجلة المجتمع الكويتية بتاريخ ١٧/ ٧/ ١٤١٠هـ- انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

(٣٨) سورة محمد الآية ٧.

(٣٩) سورة النور من الآية 55.

(٤٠) نشرت ف مجلة (البحوث الإسلامية) العدد ٢٨ عام ١٤١٠هـ.

(٤١) سورة الصف، الآيات ١٠- ١٣.

(٤٢) سورة التوبة، الآية ٤١.

(٤٣) سورة التوبة، الآية ١١١.

(٤٤) رواه البخاري في (الآداب)، باب (رحمة الناس والبهائم) برقم ٦٠١١، ومسلم في (البر والصلة والآداب)، باب (تراحم المؤمنين وتعاطفهم) برقم ٢٥٨٦.

(٤٥) رواه البخاري (المظالم والغصب)، باب (نصر المظلوم) برقم ٢٤٤٦، ومسلم في (البر والصلة والآداب)، باب (تراحم المؤمنين وتعاطفهم) برقم ٢٥٨٥.

(٤٦) رواه البخاري في (الجهاد والسير)، باب (فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير) برقم ٢٨٤٣، ومسلم في (الإمارة)، باب (فضل إعانة الغازي في سبيل الله) برقم ١٨٩٥.

(٤٧) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين من الصحابة)، مسند آنس بن مالك برقم ١١٨٣٧، وأبو داود في (الجهاد)، باب (كراهية ترك الغزو) برقم ٢٥٠٤. انظر: صحيح الجامع رقم: ٣٠٩٠.

(٤٨) سورة المعارج، الآيات ٢٤-٢5.

(٤٩) سورة الحديد، الآية ٧.

(٥٠) سورة البقرة، الآية ٢6١.

(٥١) سورة البقرة، الآية ١٩٥.

(٥٢) سورة المزمل، الآية ٢٠.

(٥٣) سورة سبا، الآية ٣٩.

(٥٤) رواه مسلم ي (البر والصلة والآداب)، باب (استحباب العفو والتواضع) برقم ٢٥٨٨.

(٥٥) رواه الترمذي ف (الجمعة)، باب (ما ذكر ف فضل الصلاة) برقم ٦١٤، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. انظر: صحيح الجامع رقم ٥١٣٦.

(٥٦) رواه البخاري في (الزكاة)، باب (اتقوا النار ولو بشق تمرة) برقم ١٤١٧، ومسلم في (الزكاة)، باب (الحث على الصدقة ولو بشق تمرة) برقم ١٠١٦.

(٥٧) سورة النساء، الآية ١.

(٥٨) سورة الحشر، الآية ١٨.

(٥٩) رواه مسلم في (الزكاة)، باب (الحث على الصدقة ولو بشق تمرة) برقم ١٠١٧.

(٦٠) سورة المزمل، الآية ٢٠.

(٦١) سورة سبا، الآية ٣٩.

(٦٢) رواه البخاري في (النفقات)، باب (فضل النفقة على الأهل) برقم ٥٣٥٢، ومسلم في (الزكاة)، باب (الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف) برقم ٩٩٣.

(٦٣) مجلة الدعوة الصادرة في ٩/٨/140٩ هـ- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله.

(٦٤) سورة التوبة، الآية ١٢٣.

(٦٥) سورة التوبة، الآية ٤١.

(٦٦) سورة الصف، الآيات ١0-١3.

(٦٧) رواه أحمد وأبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر: صحيح الجامع رقم: ٣٠٩٠.

(٦٨) متفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما.

(٦٩) رواه أحمد والبخاري والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر: صحيح الجامع رقم: ١٥٠٢

(٧٠) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الأول لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

.