فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
ذكرى النكبة وتسليط الأضواء على معاناة الفلسطينيين
ذكرى النكبة وتسليط الأضواء على معاناة الفلسطينيين
استذكر العرب والفلسطينيين قبل عشرون يوما ذكرى النكبة وقيام الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين المسلمة عام 1948 ، فقد جرت العادة أن تغطي القنوات الإعلامية والفضائيات والإذاعات وتعرض التقارير والأفلام الوثائقية عن ما حصل في ذلك الوقت من احتلال وسلب للأراضي وقتل وتشريد الألوف من سكانها المسلمين ومذابح القرى وهدم البيوت ....وغيرها . وما تلاها من أحداث الاستيطان والجدار العازل وغيرها .
وللأسف الشديد فان كل سنة يتم إعادة نفس التقارير التي تتحدث عن المعاناة في ذلك الوقت فقط أو معاناة الفلسطينيين وجرائم الاحتلال حتى يومنا هذا داخل فلسطين فقط ، ونحن نتساءل لماذا لا يتحدث الإعلام عن المعاناة الأخرى التي انبثقت عن هذه المعاناة ، نعم فنحن نعلم أن سبب المعاناة الحقيقة للفلسطينيين هم اليهود لعنهم الله تعالى الذين احتلوا الأرض المسلمة في فلسطين وشردوا أهلها ، ولكن هنالك معاناة حقيقية تبعت هذه المأساة ونعيشها حتى اليوم لا تقل عن معاناة أهلنا عام 1948 فلماذا لا يتم ربطها بأحداث 1948 واعتبارها السبب الرئيس لها ، فقد حصلت معاناة كثيرة فقد عانى الفلسطينيون في الدول العربية حصراً معاناة وقسوة كثيرة إما بسبب ظلم الأنظمة فيها أو بسبب كره شعوب هذه البلدان لاختلافهم في المذهب الديني والعقيدة مع الفلسطينيين وأما بسبب المتغيرات السياسية التي تحدث في الدول وإلقاء اللائمة دوماً على الفلسطينيين وغيرها من الأسباب .
فقد عانى الفلسطينيون في الأردن حينما حصلت مذابح أيلول عام 1970 وسقط عشرات القتلى والجرحى ، وعانى الفلسطينيون في مذابح تل الزعتر في سوريا وأيضاً سقط عشرات القتلى والجرحى ، أما لبنان فكان الفلسطينيون الذين شردوا إليها على مدى عشرات السنين يتعرضون للمذابح من قبل مختلف الطوائف في لبنان فقد تعرض الفلسطينيون للمذابح من قبل النصارى بزعامة بشير الجميل وأنطوان لحد في بداية الثمانينات من القرن الماضي وقد ساعد النصارى اليهود بل وشاركوهم في ارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها أكثر من 5000 قتيل فلسطيني فضلاً عن الجرحى وهدم المنازل واغتصاب النساء ، وفي نهاية الثمانينات من القرن الماضي قامت حركة أمل الشيعة بمحاصرة المخيمات الفلسطينية وقام الشيعة بارتكاب أبشع المجازر بحق الفلسطينيين في لبنان مما اضطر الفلسطينيين إلى أكل الكلاب والقطط بسبب هذا الحصار .
قولوا لي بربكم هل تقل هذه المذابح جرماً عن إجرام الاحتلال الصهيوني .
وعند دخول العراق الكويت حصل تهجير كبير وانتهاكات ومذابح ضد الفلسطينيين بدعوى أنهم كانوا أعوان الرئيس العراقي صدام حسين وراحوا ضحية تصريحات قياداتهم السياسية.
لماذا لا يذكر الإعلام هذه الأحداث واعتبارها أحداث انبثقت عن الاحتلال اليهودي لفلسطين وتشريد أهلها لماذا يصر الإعلام على جعلها أحداثاً مستقلة ، حتى يذهب عن الأذهان أن اليهود هم السبب الرئيس لكل ما يحدث للفلسطينيين من انتهاكات مستمرة في كل دول العالم بسبب عدم وجود وطن يؤويهم .
وما حدث للفلسطينيين في العراق عنا ليس ببعيد انتهاكات وتشريد وقصف ومذابح واعتقالات وفقدان اثر لا لشيء إلا لأنهم فلسطينيون مسلمون سنة بالدرجة الأساس. مما دفع المتبقين إلى الهجرة إلى مخيمات الصحراء بسبب عدم قبول الدول العربية إدخالهم إلى أراضيها ومنها سوريا (العروبة) التي تحيى قيادتها كل عام ذكرى النكبة .
لماذا لا يذكر الإعلام أن اليهود ونكبة فلسطين هم السبب الأساس في عدم قبول الأنظمة العربية إدخال الفلسطينيين إلى أراضيها ، هم السبب في تأرجح الفلسطينيين بين الدول العربية وخصوصاً القادمين من العراق فتلك الدول تقبل الدخول بشرط العمل وأخرى بشرط كفيل وأخرى لمدة محددة ....وغيرها ، حتى فريضة الحج قد حرم منها الفلسطينيون في العراق والله المستعان .
وهذا ما دفع الكثير من الشباب الفلسطيني إلى المغامرة بأنفسهم وبأموالهم من الذين لديهم بعض المال إلى الهجرة إلى دول أوروبا وأمريكا اللاتينية وغيرها من اجل الحصول على أي شيء قانوني يستطيعون العيش من خلاله في أي دولة في العالم . لماذا لا يسلط الإعلام الضوء على أن اليهود واحتلالهم لأرض فلسطين منذ عام 1948 هم السبب الأساس في ضياع الشباب الفلسطيني المسلم في دول أوروبا وأمريكا وانحراف البعض منهم في هذه المجتمعات الكافرة والله المستعان .
مراسل مركز بيت المقدس في بغداد