فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

حصار الإبادة ... وسخرية قادة اليهود !!

حصار الإبادة ... وسخرية قادة اليهود !!

من صفات اليهود المتأصلة في نفوسهم المريضة الاستهزاء بالمسلمين وقسوة قلوبهم على المؤمنين ، وهذا ما جاء في آيات ربنا التي تتلى ، وأحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم التي تروى ، فما وصف به اليهود من صفات نراها في كل زمان ومكان منطبقة عليهم وملاصقة لهم لا تنفك عنهم ما داموا هم يهود .

قال تعالى مخبراً عن استهزاءهم : (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا ) سورة المائدة : 58 ، وقال سبحانه : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا..) ، وذلك من قسوة قلوبهم كما أخبر الأعلم بحالهم : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً .. ) البقرة : 74 ، وقال سبحانه : (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً .. ) المائدة : 13

وخُلق الاستهزاء متأصل في نفوسهم حتى مع الرسل والأنبياء ، قال تعالى:(وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون) الزخرف:7. فلم يكتفوا بنقض العهود من الرسل والأنبياء ومع رب الأرض والسماء ، بل أضافوا لعنادهم وكفرهم الاستهزاء والسخرية بمن أصفاهم رب العالمين لتبليغ رسالاته . 

وهذا صنيعهم كذلك مع خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، فطيَّب الله نفس النبي صلى الله عليه وسلم أن أخبره أن ذلك حدث لرسلٌ من قبله فعاقب الله المستهزئين : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون) الأنبياء:41. وتكفل الله تعالى لخير رسله أن أبعد عنه أذاهم واستهزاءهم : (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) الحجر:95 .

ومن صفاتهم أيضاً الحيف في المعاملة مع الأمم الأخرى قال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) آل عمران : 75.

فهؤلاء هم اليهود سلسلة متصلة من البغي والفساد عملوا بكل ما أوتوا من قوة ليصدق فيهم القول: " يهود الأمس سلف سيئ لِخَلفٍ أسوأ " وسخريتهم بآلام غيرهم خير دليل على تلك المقولة .

الحصار ... مادة للسخرية !!

الضائقة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة أضحت مادة للسخرية والنكات من قادة اليهود ، فحين تجولت نائبة وزير الداخلية النائبة "روحاما ابراهام" في محيط قطاع غزة في بداية الحصار عام 2006م ، وعندما سمعت بأنه في أعقاب إغلاق المعابر لقطاع غزة في وجه البضائع ارتفع سعر كيلو غرام السكر إلى "6 شيكل"، بينما كيلو غرام التوت الأرضي يبلغ سعره شيكل واحد فقط ، قالت ابراهام بسخرية : "إذا لم يكن هناك سكر، فليصنعوا المربى".

نقلت الخبر أكثر من صحيفة يهودية ، وتساءل بعض كتابهم إلى أي درجة انعدمت الحساسية والشعور تجاه حاجات الفلسطينيين في غزة ، وكيف أن تلك المقولة أعادت إلى الأذهان عبارة زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر التي قالت لأبناء شعبها الجائعين : " إذا لم يكن لديكم الخبز ، فكلوا الكعك". وفي النهاية أعدم الشعب الفرنسي "انطوانيت" بالمقصلة لكرهه إياها.

ومن التصريحات - المضحكة المبكية - التي نشرتها الصحف العبرية كذلك ما قاله "دوف فايسغلاس" في لقاء لقيادة حزب كديما : " سنجعل الفلسطينيون يضعفون دون أن يموتوا " فانفجر المشاركون ضحكا !!

وآخرها ما قاله "أيهود أولمرت" بعدما قطع الوقود عن غزة : " وليمشي جميع السكان في غزة على أرجلهم ، ولا يستعملون السيارات"!!

و"أيهود باراك" قرر باستهزاء : " أن أهل غزة لا يجب السماح لهم باقتناء هواتف محمولة " !!

وتساءل بعض كتّاب اليهود !! لماذا تحرص القيادة اليهودية على إفهام الشعب الفلسطيني أن الحصول على الطعام ولوازم الحياة يلزمه العودة إلى رشده والقبول بكل ما تريده القيادة اليهودية !!

وهكذا أضحت آلامنا مادة للسخرية من إخوان القردة والخنازير ، ومعاناتنا تصدر فيها الفتاوى الحاخامية التي تدعو لاستمرارها ، فلم يكتفي اليهود بفرض الاعتقالات والاغتيالات والواقع المؤلم على أهل فلسطين بل أجبروهم على سماع الشماتة والسخرية في معاناتهم وآلامهم .

وهذا خُلق متأصل في نفوسهم الخبيثة فنقلت لنا كتب السير كيف كانوا يستهزئون بالمؤمنين ، وما هي ممارساتهم مع المسلمين ، وتلك الحوادث لتؤكد أن يهود اليوم هم يهود الأمس ، أهل التآمر والخيانة والغدر والمكر ونقض العهود والتحايل وتدنيس المقدسات ، وسفك الدماء ، عداءهم لنا دائم ، وكرهم لنا ثابت ، لا نقول عنهم هذا تجنيا ، ولا مزايدة ، ولا ادعاءا ، بل هو واقعا ثابتا ، شهد بذلك كتاب ربنا عز وجل ، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأفعالهم وطباعهم وأخلاقهم تشهد عليهم في الماضي والحاضر . 

فهذه هي جبلة اليهود ، هذه هي طباعهم ، وهذه عاداتهم وتلك صفاتهم واضحة جلية لكل ذي لب، وهل يجرب من جُرب؟! لا والله لقد ضاقت منهم الأمم والشعوب والحكام والجميع ، ولاقوا حيثما حلوا ومنذ كانوا اضطهادات قد تثير الشفقة !! في قلب كل إنسان لا يعرف حقيقتهم !! وحقيقة أخلاقهم وصفاتهم التي تميزوا بها عن الأمم ، وكانت السبب في مقت الناس لهم واضطهادهم عبر القرون والأجيال .

ولهذا على الأمة الإسلامية أفراداً ومربين وحكاماً ومحكومين أن يتعاملوا مع اليهود وفق القواعد الشرعية ووفق ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فتلك هي البلسم الشافي لأمراض هذه الأمة والحل الأساسي لمشكلتنا مع اليهود .

والحمد لله رب العالمين ،،،

كلمة العدد الخامس – مجلة بيت المقدس للدراسات

.