دراسات وتوثيقات / ترجمات وقراءات
قراءة في كتاب "يد الله"
قراءة في كتاب "يد الله"
عيسى القدومي
"غريس هالسل" كاتبة أميركية بارزة ، عملت كمحررة لخطابات الرئيس الأمريكي الأسبق "ليندون جونسون" ، وصحفية ومؤلفة لعدد من الكتب المميزة ، وكان أبرزها كتاب "النبوءة والسياسة" الذي صدر في الولايات المتحدة في نهاية الثمانينات ، وأثار ردود فعل واسعة ، ويعد من أبرز الكتب التي فتحت ملف "المسيحية الصهيونية " من داخلها، حيث كانت الكاتبة أحد أتباعها ودفعت مقابل ذلك ثمناً باهظاً فيما بعد، حيث اختفى الكتاب بعد صدوره ، وكانت نسخهُ تسحب من السوق أولاً بأول، وتعرضت الكاتبة لضغوط صهيونية لازمتها طيلة حياتها.
ومصير كتابها أعاد الذاكرة لما جرى لكتاب "هنري فورد" : "اليهودي العالمي" الذي كان يفقد من السوق في كل طبعة جديدة، حيث عمل اللوبي الصهيوني كل جهده لعدم إيصال الكتاب للقارئ الأمريكي حينذاك... .
وعلى الرغم من وقوفها لنصرة الحق العربي والإسلامي في القدس وفلسطين وتعرضها للعزلة والاضطهاد في بلدها وبين شعبها، وتحملت الكثير من أجل الوقوف مع الحق، إلا أن الإعلام العربي لم يذكرها حتى بعد مماتها في 24 يناير 2002م.
وكان صوتها من خلال كتابيها "النبوءة والسياسة" و "يد الله" هو أول صوت يصدر من داخل أميركا ويكشف عن مدى تغلغل هذه الحركة الدينية في المجتمع الأميركي، بل أول صوت إنجيلي - رفيع المستوى - يرتفع ضد هذه الحركة الإنجيلية، ويكشف خلفياتها التاريخية، وذلك من خلال عدة زيارات قامت بها إلى فلسطين، والتي كان ينظمها المسؤولون عن هذه الحركة والتي تطلق على نفسها اسم "الصهيونية المسيحية" .
كتابها الجديد "يد الله " يبحث في مدى تأثير الحركة الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة على المجتمع الأمريكي وعلى أصحاب القرار في البيت الأبيض وفي الكونغرس على حد سواء .
يقول مترجم الكتاب إلى العربية الأستاذ "محمد سماك" في مقدمته : " عملت على ترجمة الكتاب بحماس وأدركت وأنا غارق في فصولة الأربعة عشر أن قراءة هذا الكتاب ضرورية لأنه يجيب على علامة الاستفهام الكبيرة التي تلازم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ قيام "إسرائيل" ، وهي لماذا تضحي الولايات المتحدة بمصالحها من أجل إسرائيل ؟!
ولا أُخفي أن الكتاب شدني في طريقة عرضه وأسلوب كاتبته لذا قرأته أكثر من مرة ، ففصول الكتاب أجابت على الكثير من الاستفسارات والمعضلات التي تدور في ذهني ، وأهمها : لماذا يدفع وبشدة لأن تكون الحال والدماء في عالمنا الإسلامي وفي الخصوص المشرق العربي بهذا الهدر ؟!
ولماذا تزداد سعادة فئة ليست بالقليلة وذات قوى وقرار ممن يؤمنون بعقيدة لا تتحقق نبوءاتها إلا إذا اشتعلت منطقتنا حروبا ودمارا وقتلا وهرجا ؟! ولماذا الدماء التي تسفك وكأنها دماء لا بد أن تسفك ؟!!
والكتاب يلقى الضُوء على الأصولية المسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة والتي تُعد أكبر حركه دينية سياسية في العالم وأشدها خطرا ، لدورها المؤثر في صناعة القرار السياسي الأمريكي عموما وفي الشرق الأوسط خصوصا .
ما هي المسيحية الصهيونية ؟ ومتى نشأت؟
وقبل أن نبدأ في قراءة الكتاب لا بد أن نعرف باختصار من هي "المسيحية الصهيونية" وكيف بدأت فكرتها ؟ وكيف نشأت وتطورت معتقداتها ؟ وما علاقتها باليهود ؟
الإجابة على تلك الأسئلة تستلزم معرفة النظرة المسيحية اللاهوتية لليهود التي كانت ترتكز على ثلاثة أسس ومبادئ وضعها القديس "أوغسطين" وهي كالأتي:
1- أن الأمة اليهودية انتهت بمجيء المسيح .
2- إن طرد اليهود من فلسطين كان عقاباً لهم على صلب المسيح .
3- إن النبوءات التي تتحدث عن عودة اليهود قد تحققت بعودتهم من بابل على يد الإمبراطور الفارسي "قورش" .
واستمرت هذه المبادئ حتى عام 1607م حينما نشر لاهوتي بريطاني يدعى "توماس برايتمان" كتاباً بعنوان "أبو كالبسيس" يقول فيه : " إن الله يريد عودة اليهود إلى فلسطين لعبادته من هناك، لأنه يجب إن يعبد من هناك" . ووجدت هذه النظرية صدى واهتماما لدى بعض المشتغلين في قضايا لاهوتيه سياسية .
في ذلك الوقت كان اليهود يتعرضون إلى اضطهاد في روسيا القيصرية، وفي بعض دول أوروبا الشرقية، وكانوا يلجؤون إلى دول أوروبا هرباً من الاضطهاد، ومن أجل التخلص من أعباء هذه الهجرة، قالوا : "لماذا لا نستخدم هذه النبوءات الدينية ونعتمدها أساسا لتحويل الهجرة اليهودية إلى فلسطين " ؟
وقامت مدرسة دينية لاهوتيه على أساس هذه النظرية منذ ذلك الوقت المبكر. وفي عام 1649م وجه لاهوتيان بريطانيان كانا يعيشان في هولندا رسالة إلى الحكومة البريطانية طلبا فيها أن يكون لبريطانيا شرف نقل اليهود على متن البواخر البريطانية إلى فلسطين تحقيقا للإرادة الإلهية بوجوب عودتهم إلى هناك ؟
ولماذا إلى فلسطين ؟!
تقول هذه النظرية : إن للمسيحية عودة ثانية، وإن لهذه العودة شروطاً لا بد من توافرها منها:
· المسيح لن يظهر ثانية إلا وسط مجتمع يهودي، وإنه لن يعود إلا في صهيون، ولذلك تحقيقاً للإرادة الإلهية بتسهيل وتسريع العودة الثانية للمسيح لا بد من تجميع اليهود، ولا بد من إقامة صهيون حتى يظهر بينهم .
· وهذه النظرية التوارتية، يفسرها إنجيل "سكوفيلد" الذي وضعه القس "سايروس سكوفيلد" في عام 1903م، ويشرح فيه ويُؤَول ما ورد في التوراة من نبوءات، ويرسم السياسات العملية لهذه النظرية .
· وأصبح إنجيل "سكوفيلد" مرجعاً لهذه الحركة الدينية، والذي يناقض الشروح اللاهوتية التي وضعها القديس" أوغسطين" .
· ويدعي "سكوفيلد" إن لله مملكتين مملكة على الأرض هي إسرائيل وشعبها اليهود، ومملكة في السماء هي الكنيسة وشعبها المسيحيون، وبالتالي فإن على كل مسيحي يسعى للحصول على بركة الله ورضاه، أن يعمل على تحقيق الإدارة الإلهية بإقامة مملكة على الأرض .
وتنتشر المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة، ووجودها في أوروبا أقل بكثير ويعزو المختصون ذلك للأسباب التالية :
· إن المجتمع الأميركي مجتمع متدين، ومن أخر الإحصاءات تقول إن 14% فقط من الأوروبيين الغربيين يذهبون إلى الكنيسة مرة في الأسبوع .
· وفي أوروبا الشرقية لا تتعدى النسبة 12% .
· أما في الولايات المتحدة فإن النسبة ترتفع لتصل إلى 47% .
حروب الشرق الأوسط
من معتقدات المسيحية الصهيونية الأساسية إشعال الحروب والتعجيل بها حتى تعجل بعودة المسيح، وهنا كان السؤال : هل المسيحية الصهيونية وراء عملية تأجيج الحروب الموجودة في منطقتنا العربية والإسلامية"الشرق الأوسط" أي المشرق الإسلامي؟!
الجواب تقرأه في كتاب "النبوءة والسياسية" بتفصيل دقيق .. وملخصه أن الولايات المتحدة تتعامل "بسياستين خارجيتين "، الأولى : للعالم والتي تراعي فيها المصالح السياسية. والثانية : المتعلقة بما أسموه "الشرق الأوسط" أي المشرق الإسلامي والتي تتجاوز فيه الولايات المتحدة مصالحها، وتعتبر أن مساعدة الكيان الصهيوني والالتزام بديمومته ليس أمرا سياسياً ولا يقع في إطار حسابات المصالح السياسية أو الاقتصادية، بل هو تنفيذ لإرادة إلهية، ممارسته عبادة، ولذلك فإن هذا الإيمان يجعل القرار الأميركي مضطراً إلى عدم الوقوف بالضرورة أمام المصالح الأميركية عندما يجد نفسه مدعوا لاتخاذ قرار يتعلق بأمن الكيان الصهيوني أو بمستقبله، أو بالصراع اليهودي القائم مع الدول العربية والإسلامية، والحقيقة لا توجد للولايات المتحدة إلى مشكلة مع العالم العربي لا بمصالحها الأمنية أو الإستراتيجية ولا النفطية أو التجارية والسياسية كذلك .
واعتبرت هذه الحركة إن قيام إسرائيل في عام 1948م كان المؤشر الأول من ثلاثة مؤشرات على تحقيق الإرادة الإلهية بالعودة الثانية للمسيح والمؤشر الثاني : احتلال القدس في عام 1967م . أما المؤشر الثالث المنتظر هو تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل في مكانه . فالذي أضرم على النار في المسجد عام 1969م لم يكن يهودياً ، بل كان صهيونياً من هذه الحركة .
فقادة اليمين المسيحي الجديد أمثال "جيري فولويل" و "هول لندسي" و "بان روبرتسون" : يعتقدون إن الكتاب المقدس يتنبأ بالعودة الحتمية الثانية للمسيح بعد مرحلة من الحرب النووية العالمية أو الكوارث الطبيعية والانهيار الاقتصادي والفوضى الاجتماعية .
وفي إحصاء أميركي إن ثمة 2000 حركة دينية تتبع الكنائس وكل له أيديولوجية ومعتقدات وتفسيرات ونبوءات مختلفة ولا شك إن الدراسات تكشف وبوضوح إن الولايات المتحدة تمثل الينبوع الأساس للحركات الأصولية الدينية بما تتسم به من تطرف وعنف وإلغاء الآخر، وإن لهذه الحركات تأثيراً مباشراً وفعالاً في صناعة القرار السياسي الأميركي المتعلق تحديداً بالشرق الأوسط .
فعندما زار الرئيس الأميركي الأسبق" جيمي كارتر" الكيان اليهودي في مارس 1979م، ألقى خطاب أمام الكنيست قال فيه : " إن علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل هي أكثر من علاقات خاصة، إنها علاقات فريدة لأنها متأصلة في ضمير الشعب الأميركي نفسه وفي أخلاقه وفي دينه وفي معتقداته، لقد أقام كلا من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، مهاجرون رواد، ثم إننا نتقاسم معكم تراث التوراة " .
ويعكس الموقف الذي اتخذه في أكتوبر من عام 1995م الكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ، وبنقل مقر السفارة الأميركية إليها من تل أبيب، مدى قدرة هذه الحركة الدينية الأصولية على التأثير في صناعة هذا القرار، ورغم أن الرئيس كلينتون نفسه أعلن أنه لا يجد في توقيت القرار على الأقل، أي خدمة للمصالح الأميركية الإستراتيجية أو لمساعي التسوية السياسية في الشرق الأوسط التي تقوم بها إدارته.
وعاد مجلس النواب الأميركي وأكد قراره في يونيو 1997م من خلال الدعوة إلى نقل مقر السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ورصد الاعتماد المالي اللازم لذلك .
لا شك إن معتقدان "المسيحية الصهيونية" تقف وراء قرار إضعاف العرب، وضرورة تعزيز الترسانة العسكرية للكيان الصهيوني، وتقسم المنطقة العربية تقسيمات وأجزاء جديدة، وإشعال الحروب والخراب في عالمنا العربي.. .
قامت في بريطانيا أولاً تم في الولايات المتحدة حركات دينية مسيحية إنجيلية انطلاقاً من هذه المعتقدات ولعل أهم وأقوى هذه الحركات اليوم هي الحركة "التدبيرية"، والتي تؤمن بأن الله مدبر كل شيء - وهذا من عقيدتنا الإسلامية الثابتة- ولكنهم يعتقدون بأن الله رتب الأمور بهذا التسلسل :
· عودة اليهود إلى فلسطين .
· قيام إسرائيل .
· هجوم أعداد الله على إسرائيل .
· وقوع محرقة هرمجيدون النووية .
· انتشار الخراب والدمار ومقتل الملايين .
· ظهور المسيح المخلص .
· مبادرة من بقى من اليهود إلى الإيمان بالمسيح .
· انتشار السلام في مملكة المسيح مدة ألف عام .
ولهذا هناك كنائس تتفانى في العمل من أجل مصلحة إسرائيل، لا حباً باليهود ضرورة، لكن للمساعدة على تحقيق النبوءات التوراتية التي تمهد لعودة المسيح . تقول "غريس هالسل" في مقدمة كتابها"النبوءة والسياسية" إن الدكتور"جايمس ديلوخ" راعى الكنيسة المعمدانية في هيوستن زارها في شقتها في مدينة واشنطن، وتباهى أمامها بأنه مع آخرين أنشؤوا مؤسسة "معبد القدس" خصيصاً من أجل مساعدة أولئك الذين يعملون على تدمير المسجد وبناء "المعبد". وهؤلاء يعبرون عن حبهم لليهود ليس لأنهم يهود، ولكن يرون فيهم الممثلين الذين لا بد منهم على مسرح النظام الديني الذي يقوم على أساس تحقيق المسيحية الكاملة !!.
" وقد أنكر مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي يمثل كل الكنائس في المنطقة العربية هذه التسمية التي أطلقوها على أنفسهم، وأصدر المجلس في عام 1985م، يباناً جاء فيه : "إننا ندين استغلال التوراة واستثمار المشاعر الدينية في محاولة لإضفاء صبغة قدسية على إنشاء إسرائيل ولدمغ سياستها بدمغة شرعية . إن هؤلاء لا يعترفون لكنائس الشرق الأوسط بتاريخها وبشهادتها وبرسالتها الخاصة ويحاولون زرع رؤية لاهوتية غريبة عن ثقافتنا ".
وبعد هذا السرد آن الأوان للعودة إلى كتاب "هالسل" "يد الله" لنعرف الكثير من الأسرار حول عقيدة وممارسات تلك العقيدة الخطيرة ... .
نشأة مسيحية
كتبت "هالسل" في مقدمة كتابها عن نشأتها المسيحية حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من كيانها ، وتساءلت : لماذا يصلي البعض - وهم ليسوا بالقليل – من أجل نهاية العالم ؟! وهل يجب أن ندمر العالم تدميرا كاملا حتى نجد مكانا في جنة جديدة !! وفي عالم جديد ؟!
وفي الفصل الأول من كتابها ابتدأته في مدى "انتشار عقيدة هرمجيدون" وسردت أقوال القساوسة والبارزين في وسائل الإعلام الإنجيلية ومعتقداتهم في حركة هرمجيدون ... وكيف أنهم كما قال أحدهم : يعيشون في سباق نحو "هرمجيدون" وأن نهاية العالم تقرب أكثر وأكثر !! وأنه لابد من حدوث حروب قبل هرمجيدون يقتل فيها واحدا من كل اثنين ، وأن ثلاث مليارات شخص سوف يقتلون ، وهذا ما أعلنه القس " كين بوغ " في كنيسة ماكلين للكتاب المقدس ، ويُدَرسه للكثير من القادة وأصحاب القرار !! ونقلت كذلك كلمات المبشر الإعلامي الإنجيلي "فولويل" أن : " هرمجيدون حقيقة وهي حقيقة مرعبة وأن المليارات من البشر سوف يموتون في محرقة هرمجيدون " .
وعن مدى تصديق أتباعهم بما يقولون فتقول الكاتبة أن : "أورال روبرتس" قسيس تولسا أخبر المستمعين مرة : أنه بحاجه إلى ثلاث ملاين دولار وإلا فإن الله سوف يستدعني إليه وقد استجاب أتباعه وأرسلوا إليه المبلغ المطلوب !!
وسردت الكاتبة قصصا كثيرة لإيضاح كيف أن الكثير من المال الذي يجمع لهذه العقيدة يستخدم لمشاريع ذات طبيعة سياسية، وخاصة لدى التحالف المسيحي الذي يملك ألف وستمائة مركز في خمسين ولاية، وكيف أن هذا التحالف يشكل منفردا المنظمة السياسية الأوسع نفوذا في الولايات المتحدة ؟!
وعن مدى انتشار الكتب التي تتحدث عن هرمجيدون تقول "هالسل" : لقد بيع من كتاب هول ليندسي "الكرة الأرضية العظيمة المأسوف عليها" أكثر من 25 مليون نسخة، وأنهت الخاتمة بكلمات الرئيس الأميركي السابق ريغان، متحدثا في عام1980م إلى الإنجيلي "جيم بيكر" : " ربما تكون الجيل الذي سوف يرى هرمجيدون ".
ما هي هرمجيدون ؟
هو عنوان الفصل الثاني من الكتاب وبدأته الكاتبة في تفاصيل رحلتها في عام 1983م إلى ما أسمتها "أرض المسيح" - فلسطين المحتلة - مع 629 أمريكياً بإشراف "جيري فولويل"، ونزولهم في مجيدو ، وكيف تعرفت إلى " كلايد" وهو رجل مسيحي يؤمن بنبوءات الحرب القادمة ... وتقول "هالسل" : اعترفت لكلايد كغيري من الملايين بأنني طالما سمعت الكثير عن هرمجيدون، ولكن رغم معرفتي بالكلمة (هرمجيدون) فإنني لا أعرف مصدرها، فأوضح كلايد : " تعرفين أننا نجد كلمة هرمجيدون مرة واحدة فقط في الكتاب المقدس، وفي سفر الرؤيا وبالتحديد في الفصل 16، الآية16. ويقرأ كلايد الآية: "وجمعهم في مكان يدعى باللسان العبري هرمجيدون".ويضيف : " إن دراسة النبوءة ترينا كيف أن الله أطلعنا مسبقاً على كل التطورات ، إن كل ما نقرؤه اليوم عن الأحداث التي تقع في العالم تشير بوضوح إلى قرب وقوع هذه المعركة " .
وتعليقاً على ذلك قالت "هالسل": "قلت لكلايد إن المسيحيين لم يولوا من الاهتمام قولا وعملا لأي مكان عدا الجنة وجهنم، ما أولوه لفكرة هرمجيدون " . وختمت الفصل الثاني بالنتيجة التي توصل إليها البروفيسور جون درين من جامعة أكرون بقوله :" أظهرت استطلاع للرأي أجرته جامعة أكرون في عام 1996م حول الدين والسياسة أن 31 بالمائة من المسيحيين يؤيدون الاعتقاد بأن العالم سوف يجد نهايته في معركة هرمجيدون. وهذا يعني أن 62 مليون أمريكي يوافقون على هذا النظام الإيماني ".
حروب يأجوج ومأجوج
تشرح هالسل في الفصل الثالث : معتقد هؤلاء ومنهم " كلايد" أن حروباً كتبت عليهم خوضها قبل وقوع المعركة الكبرى "هرمجيدون" ، ومنها حرب "يأجوج ومأجوج"، وتختم الفصل بقول الكاهن كين باخ من فرجينيا : " ستكون المحنة الكبرى أكثر مأساوية من الهولوكوست.. ستكون يوم انتقام الرب من عالم غير مؤمن .. إن المحنة هي من أجل إسرائيل " .
أوردت "هالسل" معتقدات الدكتور جون فالوورد من كلية اللاهوت في دالس وكيف يعد فالورد وغيره من الأصوليين المسيحيين أن إقامة إسرائيل في عام 1948م كان تحقيقاً لنبوءة توراتية . فقد أعلنوا أن ذلك يعتبر إشارة مؤكدة أن ساعة النبوءات التوراتية تدق وأننا نقترب بسرعة من الأحداث الأخيرة التي تقود إلى عودة المسيح.
القدس في التاريخ
وفي الفصل الثامن تؤكد "هالسل" أن القدس هي المسرح المركزي ، وتصف رحلتها إلى القدس بقولها : سرت في الشوارع الحجرية للمدينة مع عربي مسلم يدعى محمود علي حسن وهو من مواليد القدس، فمن أسواقها اشترى أول بدلة وأول حذاء له. وعلى يد أحد حلاقيها حلق ذقنه للمرة الأولى، وفي القدس تزوج وأنجب أطفاله الذين رعاهم وقرت عينه بهم وهم يكبروه داخل أسوار المدينة القديمة.
وتضيف : اعترفت لمحمود أني أمريكية نموذجية من حيث إنني لم أدرس أبدا تاريخ القدس وفلسطين. إنني مثل معظم البروتستانت الغربيين مرجعي الأساسي هو القصص الإنجيلية التي سُجلت وكتبت منذ ألف سنة، ليس عندي سوى القصص الإنجيلية ، وأخبار اليوم حيث يدعي اليهود الإسرائيليون أن لهم حقا مطلقاً وأبدياً في القدس ، وتضيف : لم يهضم محمود هذه الأساطير عن أرض لشعب واحد فقط. كان ذلك أمرا مقلقاً.
المسيحيون غير المرئيين
وتصف هالسل رحلاتها إلى فلسطين في الفصل التاسع وكيف كانت أول رحلة نظمها فولويل في عام 1983م ( إلى الأراضي المسيحية المقدسة في فلسطين) كنت واحدة من بين أكثر من 600 مسيحي مشترك. وفي الرحلة الثانية في عام 1985م كنت واحدة من بين أكثر من 800 مسيحي مشترك. وفي المنشورات الملونة حول تفاصيل الرحلة، لم يشر فولويل إلى أننا سنكون في أرض المسيح، حيث ولد عيسى وحيث أقام أبرشيته ومات. وبدلا من ذلك ركز في هذه المنشورات على إسرائيل. لقد رافقنا أدلاء سياحيون إسرائيليون فقط، وأقمنا في فنادق إسرائيلية، وأكلنا في مطاعم إسرائيلية.
كان يحيط بنا عشرات الآلاف من المسيحيين، غير إن فولويل لم ينظم لنا أي لقاء معهم. فإن المسيحيين الأصوليين يحذفون 2000 سنة ويختصرون تاريخ فلسطين بالوجود اليهودي هنا.
حصار مسجد
وفي الفصل العاشر من الكتاب وتحت عنوان حصار مسجد تصف "هالسل" زيارتها للمسجد الأقصى بقولها : " وقفنا في منخفض تحت المسجد مقابل الجدار الغربي الذي يبلغ 2000 قدم ارتفاعا و 1600 قدم طولا، والذي يعتقد أنه الأثر الوحيد الباقي من الهيكل اليهودي الثاني. قال لنا مرشدنا السياحي، وهو يشير إلى القبة والصخرة والمسجد الأقصى "هناك سنبني الهيكل الثالث. لقد أعددنا كل الخطط اللازمة للهيكل حتى أن مواد البناء أصبحت جاهزة أيضا. إنها محفوظة في مكان سري. هناك عدد من المحلات التي يعمل فيها الإسرائيليون لإعداد اللوازم التي سنستخدمها في الهيكل الجديد. ويقوم أحد الإسرائيليين بنسج قطعة من الكتان الصافي لاستخدامها في ملابس كهنة الهيكل" .
وتعلق " هالسل " على قول المرشد بالآتي : " مرشدنا يقول إن الهيكل يجب أن يعاد بناؤه في موقع قبة الصخرة، من دون أن يقول شيئاً عن الصروح الإسلامية .
اليمين المسيحي واللاسامية
وفي الفصل الحادي عشر ناقشت الكاتبة موقف الكنيسة المسيحية السلبي من اليهود في السابق ، ودللت على أقوالها بما كتبه في دراسة له البروفيسور " كيلي إينجرام" الأستاذ المتقاعد من مدرسة اللاهوت في جامعة دوك : "إن الكنيسة المسيحية كانت على مدى تاريخها معادية للسامية". وقد نشرت الدراسة مجلة "لينك" في نوفمبر 1983م، وهي بعنوان " جذور المسيحية اللاسامية". وتشير دراسته إلى أنه على مدى 1700 سنة مارست الكنيسة الكراهية المؤسسة على قضايا عقائدية.
وأوضحت كيف أغلقت أوروبا الغربية المسيحية كل أبوابها في وجه اليهود. ففي عام 1290م طرد اليهود من إنجلترا، وفي عام 1492م طردوا من أسبانيا، وبعد ذلك بوقت قصير طردوا من البرتغال. وكيف أبدى مارتن لوثر قائد (حركة الإصلاح الديني) كرها ضد اليهودية واليهود. فقال "يجب أن يطرد اليهود من الدولة (ألمانيا) وأن يمنعوا من عبادة الله، وأن تصادر التوراة وسائر كتب الصلاة لديهم، وأن كنسهم يجب أن تحرق وبيوتهم يجب أن تدمر".
وتفسر هذا التغيير بأن : " حركة الإصلاح استطاعت أن تحول العديد من المسيحيين من كراهية اليهودية واليهود إلى نوع آخر من التمييز يدعى السامية الفلسفية التي تدعو إلى اعتبار اليهود الشركاء "المحبوبين" ليس لأنهم يهود ويمارسون اليهودية، ولكن لأن لهم دوراً في خلاص المسيحيين " .
اليمين المسيحي .. ويهود أمريكا
وذلك عنوان الفصل الثاني عشر نقلت فيه الكاتبة أقوال اليهود وقيادتهم الدينية في اليمين المسيحي ، ومنها أقوال " ناثان بيرلموتر" اليهودي المتطرف - عضو عصبة مقاومة الافتراء التابعة لمنظمة " بناي بريث " وهي منظمة يهودية متطرفة – "بأن الأصوليين الإنجيليين يفسرون النص الديني على أنه يقول إن على جميع اليهود الإيمان بالمسيح أو القتل في معركة هرمجيدون، ويقول : " في الوقت الحاضر نحتاج إلى جميع الأصدقاء لدعم إسرائيل.. فإذا جاء المسيح، يومذاك نفكر بالأمر. أما الآن فلنمجد الرب ولنرسل الذخيرة (إلى إسرائيل) .
ويقول الحاخام الإصلاحي الكسندر م. شيندلر رئيس اتحاد المؤتمرات العبرية الأمريكية: "إن معظم القادة اليهود على استعداد للتسامح في كل شيء طالما أنهم يسمعون كلاماً طيباً عن إسرائيل" .
ولقد ذهب جاك تورزايمر، المدير التنفيذي للفرع الأمريكي في المنظمة الصهيونية العالمية، إلى أبعد من ذلك عندما قال إنه من الطبيعي أن يتعانق الصهيونيون مع اليمين المسيحي. ذلك إن المتطرفين في الجناح اليميني هم حلفاء طبيعيون للصهيونية وليس الليبراليون" .
وأعرب إليك رسنيك رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية عن اعتقاد واضح بأنه يؤيد التحالف اليهودي- الأصولي. وقال روسينك أمام مؤتمر قادة المنظمات الصهيونية الذي عقد في القدس في يونيو 1984م : "إننا نرحب ونؤيد هذا النوع من الدعم المسيحي لإسرائيل" . وتحدث في المؤتمر أيضا لاري هوروفيتز ضابط الارتباط بين إسرائيل والإنجيليين، والذي يعمل في مكتب رئيس الوزراء فشدّد على أن إسرائيل ترحب بدعم اليمين الإنجيلي وقال : " إن الأصوليين المسيحيين هم في الدرجة الأولى مؤيدون لإسرائيل. وعندما يتعلق الأمر بتجييش الدعم فإننا نتجنب عملية التمييز والاختيار بين المؤيدين " .
وتختم بقولها : " لقد أنشأ قادة الميليشيات اليهودية وقادة المسيحيين القدريين حلفا يتبنى هذه العقيدة. لا تتعلق هذه العقيدة بالقيم الروحية أو بتوفير حياة رغيدة بقدر ما تتعلق بالقوة السياسية والتملك، وبمجموعة من الناس تحتكر لنفسها حق تملك أرض مقدسة هي للرسالات الثلاث. إنها عقيدة تتمركز بصورة كلية حول كيان سياسي صغير هو إسرائيل . إن كلا من القادة اليهود، والقادة القدريين يضعون تملك الأرض على رأس الأولويات في حياتهم حتى أنهم يصنعون لذلك فرقة دينية. إن كل فريق منهم يقوم بذلك بخبث، ولأهدافه الأنانية الخاصة .
اليمين المسيحي وسياسة الشرق الأوسط
وفي الفصل الثالث عشر تقول الكاتبة إن خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية اجتمع الرئيس روزفلت في أعالي البحار مع الملك عبد العزيز آل سعود ملك العربية السعودية. قال روزفلت للعاهل السعودي : إن هتلر والنازيين اضطهدوا اليهود. فاليهود يحتاجون إلى وطن . ولكن ماذا عن فلسطين ؟
رد الملك عبد العزيز قائلا : " ليس الفلسطينيون هم الذين اضطهدوا اليهود . النازيون هم الذين فعلوا ذلك . إن من الخطأ معاقبة الفلسطينيين بسبب ما فعله النازيون. لا يمكن أن أوافق على سلخ وطن عن شعب لإعطائه لشعب آخر" .
وتعلق الكاتبة : " كان للأصوليين المسيحيين شعور آخر، اعتبروا أن نقل اليهود إلى فلسطين- حيث عاشت قلة منهم طوال الألفي سنة الأخيرة - تعني "تحقيق" النبوءة التوراتية.
ففي عام 1980م ومن أجل تجاوز ردود الفعل المعارضة بسبب ضمها شرقي القدس العربية دعمت الحكومة الإسرائيلية إنشاء منظمة مسيحية يمينية تدعى "السفارة المسيحية الدولية". وجهزت الحكومة الإسرائيلية لها منزلا في غرب القدس كانت تملكه عائلة سعيد العربية، وينحدر من هذه العائلة الكاتب الأمريكي- الفلسطيني المعروف إدوارد سعيد الأستاذ في جامعة طولومبيا .
إن آل سعيد هم من بين الملايين من الفلسطينيين الذين انتزعت منهم بيوتهم والذين يعيشون في المنفى .
وبمناسبة الإعلان عن إنشاء السفارة المسيحية الجديدة أقام الإسرائيليون والصهيونيون المسيحيون احتفالات حضرها كبار المسئولين الإسرائيليين كما حضرها ألف شخصية مسيحية تمثل 23 دولة. ولقد زرت مرتين هذه القاعدة الخاصة بدعاة هرمجيدون المدعومة إسرائيليا. قابلت المدير "يوهان لاكهوف"، وهو مسيحي من جنوب أفريقيا، الذي قال : " أنه يشعر بالاعتزاز لو إن ابنه يستطيع أن يقاتل العرب وأن يموت وهو بملابس الجنود الإسرائيليين ".
وختمت الفصل الثالث عشر بعدة أقوال خطيرة لشخصيات بارزة منها :
· "إذا أدارت أمريكا ظهرها لإسرائيل لن تبقى إسرائيل كاملة" . الكاتب هول ليندسي .
· "دينياً ، على كل مسيحي أن يدعم إسرائيل، إذا فشلنا في حماية إسرائيل لن نبقى مهمين في نظر الله ". جيري فولويل.
· " نحن - دافعي الضرائب - قد قدمنا لإسرائيل أكثر من 83 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 14 ألف دولار سنويا لكل إسرائيلي ".ريتشارد كورتيس. متقاعد من وزارة الخارجية ، ورئيس تحرير "تقرير واشنطن عن شئون الشرق الأوسط" .
اليمين المسيحي والسياسة المحلية
الفصل الرابع عشر هو الفصل الأخير من كتاب " غريس هالسل" " يد الله " والذي حمل عنوان اليمين المسيحي والسياسة المحلية أوضحت فيه كيف تتعامل القيادة اليهودية مع قادة اليمين المسيحي ؟ وتوثق علاقاتها بهم أكثر كلما اهتزت صورتها أمام اليهود الليبراليين في أمريكا، بسبب استمرار احتلالها للأراضي العربية وإقامتها للمستعمرات في الأراضي التي احتلتها في العام 1967م ، ورفضها لمبادرات السلام مع العرب . وكيف أن هؤلاء القدريين هم الصديق الوفي لإسرائيل مهما تغيرت السياسات والممارسات والإجراءات ، مما لا تجد ذلك عند بعض اليهود !! بل تملء القيادة اليهودية بهم الفراغ كلما اهتزت صورتها السياسية عالميا وفي أمريكا بالخصوص .
وتسرد الكاتبة قصة استضافة الكيان اليهودي لـ جيري فولويل ، وتسديد نفقات رحلته ، وتجواله فوق مرتفعات الجولان بطائرة هيلكوبتر ، وزراعته لبعض الأشجار في الغابة التي أطلقوا عليها اسم " غابة فولويل" . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كرم بيغن في عام 1980م فولويل في احتفال كبير أقيم في نيويورك ومنحه أعلى جائزة يهودية لم يسبق لأي شخص من غير اليهود أن حصل على هذا التكريم من قبل . وقدمت له طائرة نفاثة كهدية له لتسهيل تنقلاته .. .
الخاتمة
أطلقت الكاتبة على خاتمة كتابها عنوان الصفات الإلهية، وأوضحت فيها مدى اتساع شهرة القدرية، وهي نظام إيماني جديد نسبيا - يقل عمره عن 200 سنة- وقد اتسع في السنوات الأخيرة اتساعاً ملحوظا ، وحددت الكاتبة أربع صفات أساسية للقدرية :
أولاً: هؤلاء الذين يبشروهن بعقيدة هومجيدون هم لا ساميون فجيري فولويل وغيره من القدريين يبدون حبا جامحا لإسرائيل. لا أحد ولا حتى الإسرائيليين يعلنون بصراحة أكثر عن تأييدهم للدولة اليهودية بلا قيد أو شرط. غير أن دعمهم لإسرائيل لا ينطلق من شعور بالذنب بسبب اضطهاد سابق ارتكبوه، أو حتى من تعاطف مع اليهود الذين عانوا خلال المحرقة الهولوكوست- إنما ينطلق دعمهم من قاعدة أخرى وهي أنهم يريدون أن تقوم إسرائيل "في مكان" ليكون هذا المكان محطة نزول المسيح في مجيئه الثاني. وفي الوقت نفسه فإن فولويل وغيره من القدريين يتحدثون باحتقار عن اليهود كيهود.
ثانياً: ينظر القدريون نظرة ضيقة لله وللبلايين الستة من البشر على الأرض إنهم يعبدون إلها قبلياً لا يهتم إلا بشعبين فقط هما اليهود والمسيحيين. ويقولون أن كل ما هو مهم لهم كمسيحيين يتمحور حول إسرائيل ، إنهم يتمسكون بفكرة تقول أن الله وضع اليهود الذين يبلغ عددهم الآن حوالي 14 مليون، على مسار "أرضي". ووضع ملياراً من المسيحيين على مسار "سماوي" ، أما البلايين الخمسة الباقون من البشر فإن شاشة الرادار الإلهي لا تسجل وجودهم إلى أن يدعوهم الله للتقدم إلى محرقة هرمجيدون.
صفة ثالثة: وهي أنهم يعتقدون بجزم أنهم يفهمون عقل الله . إنهم يطرحون سيناريو كالنص السينمائي يكشف مع الوقت عن حقب (زمنية) أو عما هو مقدر: نهاية سعيدة وهروب من نهاية الزمن عبر ما يسمى بالنشوة الدينية، لقلة من المختارين أمثالهم .
وفي الختام نقول :
· لقد أجادت الكاتبة عرض فصول الكتاب لتصل إلى وصف سعادة فئة ليست بالقليلة وذات قوى وقرار ممن يؤمنون بعقيدة لا تتحقق نبوءاتها إلا إذا اشتعلت منطقتنا حروبا ودمارا وقتلا وهرجا !! وأصبحت الدماء التي تسفك وكأنها دماء لا بد أن تسفك !!
· وأجادت كذلك في تبيان أن اللاساميه لا ساميتان ، الأولى : تكره اليهود وتريد التخلص منهم وإبعادهم بكل الوسائل الممكنة ، والثانية : تكره اليهود أيضا بَيْد أنها تريد تجميعهم في مكان محدد هو فلسطين ليكون هذا المكان مهبط المسيح في مجيئه الثاني المنتظر .
· ودعوتنا بعد عرض هذا الكتاب أن لا تقتصر معرفتنا وقراءاتنا على ما يعتقد الغرب وما يحاك لنا ! لا بد أن ننتقل من مرحله القراءة والإحباط إلى الردود العلمية الوافية على أكاذيبهم وأباطيلهم ، ونذكر أخبارنا الثابتة في أحداث المستقبل .
العدد الرابع – مجلة بيت المقدس للدراسات
.