فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
دلالات إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين في فلسطين

دلالات إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين في فلسطين
اللجنة العلمية بمركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
بمجرد إعلان الكيان الصهيوني حربه على إيران ليلة الجمعة الموافق 13-6-2025م، اتخذت سلطات الاحتلال عدة إجراءات تعسفية في مدينة القدس بحجة حالة الطوارئ ومنع التجمعات؛ حيث أغلقت شرطة الاحتلال جميع أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وأجبرت أصحاب المحال التجارية في القدس القديمة على إغلاقها بالتزامن مع هذا المنع.
انتهاك صارخ :
في انتهاك صارخ لشعائر المسلمين واعتداء على حرمة المقدسات، فإن الجمعة الماضية كانت أول جمعة يُمنع فيها المصلون من أداء شعيرة الجمعة وباقي الصلوات، وقد استمر ذلك المنع لمدة ستة أيام، ليتم السماح بعد ذلك لعدد محدد وقليل جدا من الفلسطينيين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وما ذاك إلا استجابة لدعوات قطعان المستوطنين لاقتحام المسجد، وهذا ما حصل صبيحة الخميس الموافق 19-6-2025م حيث اقتحم مستوطنون بقيادة المتطرف "يهودا غليك" المسجد الأقصى من باب المغاربة، وذلك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، مع استمرار فرض قيود مشددة على المقدسيين في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
إجراءات تعسفية وشعائر تلمودية:
وفي ذات الوقت أقام المستوطنون صلاة جماعية بقيادة مؤسسة تراث الحائط الغربي مساء الاثنين 16-6-2025م أمام حائط البراق المحتل غرب المسجد الأقصى، بحضور كبار الحاخامات والشخصيات الصهيونية العامة، وتمت خلالها تلاوة أسفار من التوراة المحرفة، والصلاة من أجل سلامة جنود الاحتلال!
هذه الإجراءات التعسفية تأتي في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات على قرى ومدن الضفة الغربية، وتقطيع أوصالها وإغلاقها ومنع المرور منها إلا عبر الحواجز، وإطلاق يد قطعان المستوطنين للبطش والانتقام من الفلسطينيين، والإجرام بحق الأسرى والتضييق عليهم وامتهان كرامتهم.
مؤشرات خطيرة:
هذا التصعيد الخطير والتغول الصهيوني تجاه المقدسات له مؤشرات مقلقة ودلالات عديدة منها:
أولا: تكريس مخططات تهويد القدس، وفرض سياسة الأمر الواقع، وتغيير الواقع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، والتمكين بشكل أكبر لمشروع التقسيم الزماني والمكاني.
ثانيا: استغلال الأحداث الجارية، وانشغال الناس بها لعزل المسلمين عن المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، ومنعهم من الوصول إليهما، وهذا يعدّ من أهداف الاحتلال الاستراتيجية.
ثالثا: عدم مبالاة الاحتلال بأي مشاعر للمسلمين، وعدم الاكتراث بتلك الاستفزازات والإجراءات التصعيدية.
رابعا: كسر إرادة ونفسية ومعنويات المسلمين تجاه مقدساتهم، لا سيما وأن الأقصى هو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وقبلته الأولى، وثالث المساجد المعظمة.
خامسا: تنكرُ سلطات الاحتلال لجميع الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات المحلية والإقليمية والدولية بخصوص المقدسات.
سادساً: خشية الاحتلال من أن اجتماع المصلين في المسجد الأقصى المبارك سيكون بمثابة تجمع احتفالي كبير بالأحداث الجارية، والتخوف من إشعال مشاعر وعواطف الفلسطينيين من قلب المسجد الأقصى.
سابعا: تقويض رمزية المقدسات الدينية وهويتها الإسلامية، وتهيئة الأجواء أمام المستوطنين لمواصلة اقتحاماتهم وإقامة شعائرهم التلمودية.
يمكن تحميله PDF من هنا 👇
. تحميل الملف المرفق