فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
الاقتتال الفلسطيني وإثارة الفتن هو حلم كل يهودي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أود في البداية أن أشكر كل من دعمنا في مجلتنا قولاً ونصحًا ، وأتحفنا بالتوجيه والتشجيع من قراء العدد الأول والثاني ، للسعي إلى ما نطمح إليه من الارتقاء والوضوح لنخدم قضيتنا الأولى قضية فلسطين والمسجد الأقصى . وقلوبنا وأسماعنا صاغية لكل نصح وتوجيه فالمسلم مرآة أخيه..
وها هو العدد الجديد الذي بين أيديكم يقدّم دراسات ومباحث مهمة تلقي الضوء على الأوضاع التي تمر على الشعب الفلسطيني الذي ازدادت معاناته بتسارع الأحداث واشتعال نار الحرب الأهلية وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد ، ولا شك أن الوضع الحالي في فلسطين بهذه الصورة هو أمنية وحلم اليهود الذين لطالما عملوا من أجله ..صراع داخلي بين الحكومة والرئاسة، قيادة برأسين كل يريد أن بثبت وجوده وينفذ قراراته..
حصار وتجويع.. قتل وتصفية ..تهويد وتدنيس للمقدسات.. تجاوز لكل الاتفاقيات المبرمة والمعاهدات الدولية.. تحالف عالمي لقطع جميع التحويلات ، حتى ولو كانت لمسح دمعة أرملة وكسوة يتيم وإغاثة مسكين لا يجد كسرة خبز!!
-إن أهل فلسطين لابد أن يدركوا خطر الفتن التي قال عنها حذيفة رضي الله عنه:" تكون فتنة تعوّج فيها عقول الرجال ، حتى لا تكاد ترى رجلاً عاقلاً» ، وعنه رضي الله عنه أنه سئل أي الفتن أشد؟ قال :"أن يعرض عليك الخير والشر ، فلا تدري أيهما تركب".
-كلمة نقولها للجميع لا مكان للسلاح الفلسطيني ضد الفلسطيني الذي سيحل على الشعب الفلسطيني مأساة أكبر من الاحتلال - كفانا الله وإياكم من شرها - فالحرب الأهلية لا تبقي ولا تذر .. وعلامات الخطر منذرة وشديدة الوطأة . وتبعاتها كبيرة لا يتحملها أهل القطاع ولا غيرهم .
-فيا أهل فلسطين لقد عصم الله تعالى هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة ، وجعل النجاة فيها لمن استمسك بالكتاب والسنة ولزم الجماعة . فاحذروا -حفظكم الله- أن تنخروا السفينة ، وأن توجهوا سهامكم إلى أنفسكم ، لتكونوا أنتم أول الخاسرين وآخرهم ، فليس منكم رابح .
-وهذا وجب العقلاء وأصحاب القرار في الأراضي المحتلة الذين يدركون العواقب الوخيمة والآثار المدمرة لسفك الدماء ، والتناحر والتباغض ، فلا بد من نبذ الخلاف وتوحيد الرأي والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال والمتغيرات العالمية والثبات على نهج الوحدة القائم على الشريعة الإسلامية؛ الوحدة التي لا يذّل فيها مظلوم ، ولا يشقى معها محروم ، ولا يعبث في أرضها باغٍ ، ولا يتلاعب بحقوقها ظالم .
-ولابد من دور إسلامي وعربي کوسيط يوفق بين الرؤى المختلفة للفصائل والوصول لحد أدنى من الاتفاق عن طريق دول أو لجان منبثقة من الجامعة العربية أو المؤسسات المدنية وغيرها ؛ لأن الاحتلال كان ولا يزال وسيظل متوجهًا إلى محاولة زعزعة الصفوف والنيل من وحدة الأمة ، فالأزمات والأحداث تحتاج أول ما تحتاج إلى رصّ الصف وصدق الموقف والتلاحم حتى يفوت على الأعداء والعملاء فرصتهم في البلبلة وبث الفرقة وذهاب ريح الأمة، قال تعالى:(وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(الأنفال:46)، وقال سبحانه:(وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
-ونذكر الجميع باستغلال الحكومة اليهودية وبلدية القدس والجماعات اليهودية المتطرفة انشغال الساحة الفلسطينية حكومة ورئاسة وشعبًا بأكمله بأنفسهم ، حيث عملوا بكل ما أوتوا من قوة لمسح كافة المعالم الإسلامية في القدس ، ونفذوا الكثير من الإنشاءات خلال عام 2006م ، وهي الأخطر منذ عام 1967 م ، فقد استغلوا الظروف لفرض الأمر الواقع على الأرض ، فافتتحوا كنيسًا لصلاة اليهود أسفل المسجد الأقصى ، ودشنوا المتاحف ليجعلوا لهم تاريخًا من لا شيء، ووسعوا ساحة البراق والتي جعلوها ساحة للمبکى على أمجادهم المزعومة . . واعتمدوا إنشاءات جديدة وكأنهم في سباق مع الزمن لسلب المسجد الأقصى وتهويده، أليس هذا دافعًا لتوحد صفوفنا ، ونلملم شتاتنا ونعي أمورنا؟! فلا مفر أمام الشعب الفلسطيني من أن يوحد صفوفه ويتمسك بثوابته الشرعية ويدافع عنها ، وهذا وحده كفيل بإحباط ما يمكر به الكائدون.
والحمد لله رب العالمين
كلمة العدد- مجلة بيت المقدس للدراسات-العدد(3)
.