فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
121 عالمًا يدينون بناء الجدار الفولاذي
الثلاثاء10 من صفر1431هـ 26-1-2010م
مفكرة الإسلام: أصدر 121 عالمًا مسلمًا بعدد من الدول الإسلامية بيانًا للتنديد ببناء مصر للجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة وإغلاق معبر رفح في وجوه الفلسطينيين، مؤكدين حرمة هذا الفعل.
وبرر البيان حكمه بالحرمة على بناء الجدار الذي تشيده مصر حاليًا لسد الأنفاق الحدودية التي تستخدم في تمرير الغذاء والمواد الأساسية إلى الفلسطينيين بالقطاع، لما سيترتب على ذلك من "إحكام الخناق على إخواننا في الإنسانية والإسلام والعروبة والجوار والجهاد".
وانتقد العلماء ومن بينهم، عوض القرني وصلاح سلطان، وأحمد الريسوني في بيانهم فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر المؤيدة لبناء الجدار الفولاذي باعتباره ضرورة للحفاظ على الأمن القومي المصري.
إدانة لفتوى الأزهر:
وجاء في البيان: "غرابتنا أشد ودهشتنا بلا حد، أن ينقلب الأزهر على رسالته السامية مشيخة ومجمعًا للبحوث فيصدر بعض أعضائه قرارًا تسويغيًا لجريمة بناء الجدار وهو تلفيق باطل شكلاً ومضمونًا وليس اجتهادًا شرعيًا".
وكان المجمع قد أصدر الشهر الماضي بيانًا أيد فيه بناء الجدار الفولاذي بين مصر وفلسطين ووصف فيه المعارضين للبناء بالمخالفين للشريعة الإسلامية.
وزعم البيان أن من حق كل دولة أن تقيم علي أرضها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها، ومن الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التي تمنع ضرر الأنفاق التي أقيمت تحت أرض رفح المصرية التي تهرب منها المخدرات وما شابهها مما يزعزع أمن مصر ويهدد مصالحها، زاعمًا أن هذا العمل الذي تقوم به مصر تأمر به شريعة الإسلام.
القتل بالتسبب:
وأكد العلماء المسلمون في بيانهم أن المشاركة في الحصار وبناء الجدار يدخل في الفقه الإسلامي في باب "القتل بالتسبب"، وهو يوجب عند فقهائنا القصاص أو الدية، خاصة إذا كان مع سبق العلم والعمد أن هذا الحصار والجدار سيضاعف قتل النساء والأطفال والرجال، كما أن المشاركة تعني بكل وضوح أننا أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين؛ بما قد يدخلنا في الولاء والنصرة للمحتلين الظالمين، والبراء والخذلان للمؤمنين المجاهدين. وفقًا لموقع المصريون.
وأكد البيان بطلان قرار المجمع من نواح عدة؛ إذ إن الفتوى باطلة من الناحية الشكلية حيث لم تقدم فيها بحوث، ولم يُدعَ كل أعضاء المجمع، ولم يناقَش باستفاضة، ولم يعرف الموافق من المخالف، وهذا كله يخالف لوائح مجمع البحوث الإسلامية، وأصول المجامع الفقهية في اتخاذ القرارات والاجتهادات الشرعية، كما أن الفتوى تجعل مجمع البحوث الإسلامية يناقض نفسه في فتاواه السابقة التي أكدت على أن الخطر الأكبر على الأمة ومقدساتها هو الكيان الصهيوني.
وشدد البيان على وجوب جهاد الصهاينة وتحرير فلسطين كاملة وتحرير المسجد الأقصى، والمساندة بالمال والسلاح للعمل الفدائي، وأن ذلك واجب الأمة كلها، ومما كان يوجب على المجمع أن يبيِّن العلل التي جعلته يناقض نفسه، وينقلب على قراراته السابقة.
فتوى المجمع مخالفة للنصوص الشرعية:
ويرى العلماء أن الفتوى تخالف النصوص الشرعية القطعية دلالة وثبوتا الموجبة لدعم - لا خنق - الجهاد بالنفس والمال لتحرير الأرض والمقدسات، وإنقاذ الأسرى والانتصار لإخواننا في الدين والعروبة والإنسانية ضد ما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم حرب هزت أحرار العالم أجمع.
كما أن مخالفة الفتوى لاتفاق العلماء الأثبات ذوي الخشية القلبية والحجة الشرعية على وجوب قتال كل من غزا ديار الإسلام، والحد الأدنى إن لم نساعد إخواننا في غزة ألا نشارك في تكريس الحصار أو بناء الجدار، كما لا يجوز إمداد العدو بالغاز والحديد والأسمنت بأبخس الأثمان ونفتح الأسواق لمنتجاته بأعلى الأسعار.
ويؤكد العلماء أن الفتوى لم تراعِ الجانب الإنساني في حق إخواننا في غزة في الحياة الكريمة، ولا حق الإخاء الإسلامي الذي يوجب كفالتهم شرعًا، وليس حصارهم قهرًا، ولا حقهم في الجوار الذي يوجب لهم منا غاية الإحسان، ولا حقهم في ميدان الجهاد والمقاومة الذي يوجب تجهيزهم على الأمة عامة ومن جاورهم خاصة، كما لم يراعِ أن أهل غزة أهل اضطرار ويجب بذل الفضل لهم، وأنهم في الحقيقة صمام أمان للأمن القومي المصري ويجب التحالف معهم لا المشاركة في حصارهم والتحالف مع أعدائهم.
كما قالوا: إن القرار يخالف فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وفتوى جبهة علماء الأزهر، ورابطة العلماء في سوريا والجزائر وفلسطين ولبنان، وعلماء من السعودية، وآخرين من أحرار العالم مسلمين وغير مسلمين، بل إنها تخالف الضمير الإنساني الحي في كل مكان.
ودعا البيان علماء الأزهر ممن قال بهذه الفتوى "المسوغة لمخازي الرضوخ لإرادة أعدائنا الصهاينة والأمريكان أن يرجعوا إلى الحق"، كما دعا الحكومة المصرية ألا تصم آذانها عن الاستجابة لعلماء الأمة وأحرار العالم الذين يؤلمهم مشاركة مصر الكبيرة - تاريخًا وتضحيات- في قتل وإذلال أهلنا في غزة، وهي معركة خاسرة في الدنيا والآخرة، ودعا كل علماء الأمة ورجالها ونسائها إلى التعاون على البر والتقوى في مزيد من دعم أحرار وأبطال غزة والوقوف أمام خنق القطاع سواء بغلق المعابر أو ببناء جدار الموت اللعين.
حملة الكترونية لمقاطعة مجمع البحوث والأزهر:
وقد أطلق مجموعة من الشباب على موقع "الفيس بوك" حملة لمقاطعة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، متهمينه بالانحراف عن الحق بإصداره فتوى بتحريم معارضة بناء الجدار.
ووفقًا لما نقلته صحيفة اليوم السابع حمّل مؤسسو الجروب الذى حمل عنوان "حملة مقاطعة مجمع البحوث بالأزهر" المجمع والأزهر السبب فى حصار أهل قطاع غزة.
وأوضحوا أن هذه الحملة موجهة ضد التشكيلة الحالية لكل منهما، بسبب انحرافها عن الحق وإصدارها فتوى بتحريم معارضة بناء الجدار الفولاذي بين مصر وغزة، حيث كان استنادهم في تبرئة عملية خنق الغزاوية بأن الأنفاق تستخدم لتهريب المخدرات.
وسخر أعضاء "الجروب" من مبررات المجمع لإجازة بناء الجدار الفولاذي قائلين: "قياسًا على مبررات مجمع البحوث فى مباركته لبناء الجدار الفولاذى بين مصر وغزة عندما قال: إن الأنفاق تستخدم فى تهريب المخدرات، تستطيع القول بأن السكين فى المطبخ يجب أن تُمنع، وذلك لإمكانية استخدامها فى القتل".