فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

جهود اليهود التضليلية المتواصلة لتهميش مكانة القدس لدى المسلمين

                                              جهود اليهود التضليلية المتواصلة

لتهميش مكانة القدس لدى المسلمين

       على الرغم من اهتمام سلفنا الصالح من علمائنا الأعلام  بالمسجد الأقصى والأرض المباركة ؛ فمؤلفاتهم ومصنفاتهم التي صنفت في فضائل القدس وبيت المقدس والمسجد الأقصى ، والحض على شد الرحال إليها ، وذكر ما جاء في فضائلها في كتاب الله تعالى ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانت وما زالت موضع اهتمام علماء المسلمين إلى وقتنا الحاضر ، وما كتبه علماء المسلمين في فضائلها في القرون الأولى وما تلاها لدلالة عظيمة على مكانتها، وما زالت إلى اليوم تدّرس وتحقق تلك المخطوطات والتي جرى عليها من الدراسات الإسلامية والدراسات الأخرى ذات الصبغة العالمية ما لم يجرِ على أية بقعة إسلامية أخرى.

      إلا أن جهود اليهود ما زالت تتظافر للوصول إلى الغاية المنشودة عندهم ، وهي التدليل على المكانة الهامشية التي تحتلها القدس وبيت المقدس في الشريعة الإسلامية ، ومقابل ذلك السعي لإثبات أهميتها ومكانتها المركزية في التصورات اليهودية !! رادفه جهد كبير يبذله مستشرقون يهود وآخرون غربيون يشايعونهم ، بغرض إظهار أن لا مكانة مميزة لبيت المقدس في صدر الإسلام ، ولم يكن ذا أهمية شرعية أو حضارية للمسلمين الأوائل ، وأن فتح بيت المقدس كان طارئاً ولم يكن مقصودا لذاته ، والاستدلال على ذلك بمرويات واهية وساذجة لا يعتد بها.

      لذا  كانت كلمتنا بتوجيه الدعوة للاهتمام بتراثنا وتحقيق ونشر المخطوطات في فضائل بيت المقدس والمسجد الأقصى وفلسطين ، وإعادة تحقيق وطباعة ونشر المخطوطات التي عمل عليها محققين ودارسين يهود ، و مستشرقين قريبين من وجهة نظر اليهود ... للحفاظ على التراث العلمي المتعلق ببيت المقدس والمسجد الأقصى وفلسطين ، وتنقية ما تم تحقيقه من قِبل كُتاب وباحثين وأكاديميين مستشرقين ويهود ، اللذين أضافوا إلى تلك التحقيقات الكثير من الأكاذيب والتشكيك ، لبث السموم وتوهين الثوابت في نفوس المسلمين ، ليخلصوا بأن بيت المقدس والمسجد لأقصى والقدس لا مكانة لهم ولا رابط ديني بينها وبين الإسلام . وذلك للانتقاص من مكانة القدس والتهوين من شأنها في الإسلام ، والإصرار على التشكيك في كل ما جاء في الكتاب والسنة حول فضائل المسجد الأقصى المبارك  .

      لذا كان لزاماً على مؤسساتنا العلمية والأكاديمية العمل بكل جد على كتب التراث الإسلامي وقطع الطريق أمام "جيش البروفسورات" ، الذي يجمع ويسرق ويحقق وينشر تاريخنا وتراثنا ، ونحن مكتوفي الأيدي !! فهذا التراث العلمي وبالأخص ما يتعلق بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى ، حري بنا أن نقف أمامه وقفة احترام وتقدير لما صنعه أسلافنا وعلماؤنا .

        وما أجدرنا أن ننهض بعبء نشر ذلك التراث وتجليته ليكون ذلك وفاءً لعلمائنا ووفاءً لأنفسنا وأبنائنا لأرض المسلمين في فلسطين . كما ينبغي تقديم الدعم الكامل لتلك الجهود العاملة على حفظ التراث الإسلامي ونشره ، وبالأخص كلياتنا الجامعية العلمية لتتبنى مشروع تكليف طلبة الدراسات العالية بقيام كل منهم بتحقيق مخطوط يمت بصلة إلى موضوع الرسالة التي يتقدم بها الدارس .

 رئيس التحرير

 

كلمة العدد(4)-مجلة بيت المقدس للدراسات-2007

.