أنشطة المركز / بيانات
بيان مركز بيت المقدس بشأن الاعتداء على أسطول الحرية لنجدة أهل غزة
![](/Admin/libertyshipattack90_310_.jpg)
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
بشأن الاعتداء على أسطول الحرية لنجدة أهل غزة
قال تعالى : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " ( المائدة : 82 )
على مسمع ومشهد العالم كله ، انطلقت آلة القتل اليهودية لتحصد أرواحاً بريئة ، أرادت هذه الأرواح أن تسير في قافلة المعاني الإنسانية ، لتقدم شيئاً من هذه المعاني لأهلنا في غزة ، المحاصرين داخل سياج القمع والابتذال اليهودي ، انفجرت في فجر يوم الإثنين الموافق 17 / جمادي الآخرة /1431هـ الموافق 31 /5/2010م رصاصة يهود ، لتعلن أمام العالم كله أنه لا متاجرة مربحة ، ولا أمل يفلح ، ولا احتمال يبقى لتاريخ علاقة حميدة مع بني صهيون .
إن عمل يهود في هذه المجزرة ليبرهن لهؤلاء الذين أوجدوا لأنفسهم القناعة بإمكانية وجود سلام ، أو صداقة مع يهود ، أن هذه القناعة زائفة وغير مبررة ، وأن المتاجرة بعلاقات الأمان والسلام ، والإنسانية والإخاء ، لا يمكن أن توجد مع من كان من طبعه الغدر والخيانة ، وحب القتل ووأد القيم الإنسانية ، التي عليها تعيش البشرية في سلام مع اختلاف المذاهب والأديان .
إن العالم كله ليعلم أن أسطول الحرية المقصوف كان قد حشد طاقاته البشرية من مختلف الأديان والمذاهب والأعراق ، وحَّدتهم القيم الإنسانية ، وقادتهم عاطفة كراهية الظلم والاستبداد ، والطغيان ، أظهروا للعالم إنسانيتهم من خلال اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم ، ومن خلال ما جمعوه من مساعدات إنسانية قليلة ، شعارهم واحد هو لا للظلم ، نعم للحياة الكريمة ، هذا الشعار الذي فقده إخواننا في غزة منذ سنوات ، ورأى العالم كله كيف قوبل هذا السلوك الإنساني بآلة السحق الصهيونية .
إننا في بياننا هذا لا نقصد بيان عوار عقيدة يهود ، ولا إظهار نقائص صفاتهم ، ولا سوء أخلاقهم ، بقدر ما قصدنا إظهار إفلاس من تودد وتقرب ، وتزاحم على أبواب يهود طلباً للصداقة ، أو سكت عن إنكار فسادهم ، إنما أردنا بيان أن صفحة يهود التاريخية لن تتغير ، هذه الصفحة التي أملاها علينا ديننا الإسلامي ، وتاريخ تعاملهم مع أنبيائهم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
إن يهود باعتدائهم الساخر على قافلة الحرية يعطينا دروساً مهمة ، ينبغي علينا أن لا نتجاوزها إبَّان دراستها ، أو التفكير في مجرياتها ، هذه الدروس هي :
1- أن يهود قتلوا برصاصتهم ( اعتدائهم ) وسائل الخلاص والنجدة البشرية ، فلا وسيلة أخلاقية ، أو إنسانية في نظر يهود معتبرة أو محترمة .
2- أن اعتداءهم كان فجراً ، والفجر بداية زمن اليوم ، فكأنهم بفعلهم هذا أدلوا لنا : أن كل زمن التاريخ إذا كان فيه ما يجدي وينفع البشرية فلابد من وأده ، وهذا ما فعلوه .
3- إصرارهم على حصار المعتقلين في سجن غزة الكبير ، وإصرارهم على أن يقدم أهل غزة على الموت الرحيم ، وهو الموت البطيء في ظل الحصار الغاشم الظالم .
هذه الدروس لوحدها تبين لنا طبيعة هذا السجان !!
هذا وإن مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية في بيانه هذا ليقدم للعالم من خلال بيانه بعض التوصيات ، والتي يرجو أن تكون هذه التوصيات بمثابة وعود جازمة ، يأخذها من المسلمين على اختلاف أوضاعهم .
التوصية الأولى : للدول الإسلامية والعالمية :
أما الدول الإسلامية فرجاؤنا يكمن في أن تعيد هذه الدول نظرتها في موقفها من هذا الورم الخبيث الذي يعيش في وسطها ، ويبث فساده في أوصالها ، عليهم الحراك الفعلي على سبيل الدولة ، أو على سبيل العالم وفق المنظمات العالمية ، على تلك الدول أن تعيد حساباتها ، وأن تضع أثناء صياغة تلك الحسابات عنصر تاريخ يهود.
أما الدول العالمية فعليها أن تعي مصالحها من خلال إنسانيتها ، كيف لا ، ومن شعوبهم من قتل واعتدي عليه في هذا الأسطول ؟؟؟
التوصية الثانية : للمجتمعات الإسلامية :
فعلى المجتمعات الإسلامية يقع العبء الكبير ، فهم أصحاب البطولة والعطاء ، والتغيير والتبديل ، على المجتمعات الإسلامية أن تنظر إلى يهود نظرة عقاب وحساب ، فتقوم بكل ما من شأنه أن يضر يهود ومن سار في فلكهم ، بالإنكار ، والمقاطعة بكل أنواعها .
التوصية الثالثة : للعلماء المسلمين :
في أن يهبوا لنجدة الأمة المسلمة المستكينة ، فهم قبلة أنظار الناس ، وهم كهرباء حياتها ، فبانتفاضتهم ينتفضوا ، وبأوامرهم المستمدة من الإسلام يأتمروا ، عليهم النصح والنطق بالحق ، والتفكير بما يخدم أمتهم المسلمة .
التوصية الرابعة : للفرد المسلم :
أما توصيتنا الأخيرة فهي للفرد المسلم أينما كان ، في أن تكون له آثار في هذه الحياة ، وأن تكون له بصمات فعَّالة ، تعمل على غرس حقيقة يهود في الأجيال ، والأنباء ، والمنتديات ، والمقالات والأبحاث ، وكل ما من شأنه أن يخط منهج التعامل الحق مع تلك الشرذمة الباقية لأسلاف خلت ، وأقيم عليها حكم الله من بني يهود .
على كل فرد مسلم أن يقيم في قلبه صورة يهود كما أوضحها لنا ديننا ، وكما أظهره لنا التاريخ ، وكما نراه اليوم عياناً ، على أن هذا لوحده لا يكون خلاصاً ، إلّا بعد أن ينقل تلك الصورة من قلبه إلى وجوده ومحيطه.
وختاماً فإن المركز ليسأل الله تعالى أن يثيب من اعتدي عليه من أهلنا في أسطول الحرية ، وأن يكتب الشهادة لمن مات منهم ، وأن يعجل الله فرجه على من أسر ، أما إخواننا في غزة ، فدعاؤنا ودعمنا لهم مستمر استمرار الزمن .
هذا ونختم بقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ( محمد : 7 )
والله نسأل أن يفرج الهم ويزيل الحزن ، إنه على كل شيء قدير .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.