فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

مسيرة يونانية لفك حصار غزة

 

الاثنين11 من محرم1431هـ 28-12-2009م

 

مفكرة الإسلام: انطلقت المسيرة اليونانية لفك الحصار عن قطاع غزة بعد الكثير من الاستعدادات والتجهيزات، وذلك عبر مطار أثينا الدولي لتلتقي بسائر المجموعات والناشطين الدوليين المطالبين بفك الحصار.

وتتكون المجموعة من عشرات اليونانيين والعرب الذين آثروا التضحية بقضاء فترة الأعياد بين ذويهم وقرروا السفر إلى الحدود المصرية مع غزة، في إطار حركة عالمية تطالب بإنهاء الوضع القاسي لسكان القطاع.

وكان الناشطون اليونانيون والعرب قد قاموا بعدة أنشطة ومؤتمرات صحفية، وعقدوا أكثر من اجتماع لتنسيق الجهود والاتفاق على الموقف الذي سيتخذونه حيال أي طارئ تتعرض له المسيرة.

وسافر الناشطون على دفعتين إلى مطار القاهرة، وكان في وداعهم بعض المواطنين اليونانيين والعرب.

وقال الناشط المعروف فاغيليس بيساياس المشارك في المسيرة: إن "السلطات المصرية كانت قد تشددت في موقفها خلال اليومين الماضيين، لكن بعد توتر على الحدود مع غزة، وبعد التوتر الذي خلفته العمليات "الإسرائيلية" في الضفة، يبدو أنها تتساهل خلال فترة الأعياد تجاه المصريين الذين يريدون التوجه باتجاه غزة، وبعض الفلسطينيين الذين يريدون الخروج منها"، ورغم الأنباء التي تستثني النشطاء الدوليين من هذا التساهل فالجميع متفائل أن السلطات المصرية ستغير موقفها، الأمر الذي سيكون بالتأكيد في صالحها.

 وأوضح بيساياس أنه في حال عدم السماح للمسيرة بالمرور فسيكون خيار الناشطين البقاء في مصر للقيام بعمليات احتجاج مختلفة للفت الأنظار إلى خطورة الحصار المفروض على غزة، معربًا عن "اعتقاد سائد بين الناشطين وهو أنهم مسافرون إلى بلد عربي من الطبيعي أن يسمح لهم بالمرور بشكل قانوني وحيوي للاحتجاج على ما جرى لغزة خلال الفترة الأخيرة، ولا يرون سببًا للعودة دون إظهار هذا الأمر".

واختتم بيساياس حديثه معربًا عن اعتقاده أن حوالي 1400 ناشط من أربعين دولة سيكونون قريبًا في القاهرة، ليعطوا حضورهم القوي في المسألة الفلسطينية.

وضع غير محتمل:

من جهته أكد الطبيب الفلسطيني الجراح فيصل المصري أن "رسالة النشطاء موجهة أولاً للعالمين العربي والإسلامي ثم للدول الغربية، وهي أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل على الإطلاق، ولا بد من تغييره بكل سبيل ممكن، معتبرًا أن الاحتجاج حركة عالمية تهدف لتفعيل القضية ولفت النظر إليها".

أما ديانا -الطالبة الفلسطينية، والتي جاءت من بريطانيا بعد معاناة كبيرة في المطارات البريطانية واليونانية- فقالت : إن التضامن مع غزة صار اليوم رسالة دولية لا بد أن تصل إلى جميع العالم، ولا بد أن تؤتي ثمارها المطلوبة، حيث لم يعد من المعقول القبول باستمرار الوضع الراهن.

أصغر المشاركين.. ست سنوات:

يوسف - ابن الست سنوات وأصغر المشاركين في المسيرة - كان يشير للآخرين أنه يعرف كيف يرسم علم فلسطين، وكان قد زار غزة قبل عام ونصف العام وأعرب عن أمله في الدخول إلى غزة ورؤية أصدقائه الذين تركهم فيها.

وتوجهت سناء قاسم - منسقة الحملة - بنداء إلى وسائل الإعلام لتغطية المسيرة وأنشطتها، لأنها كما تقول تهدف إلى لفت أنظار العالم لمعاناة سكان القطاع المحاصر وليس لديها أي أهداف أخرى. وفقًا للجزيرة نت.

"بتسيلم" تعلن بدء حملة إعلامية ضد الحصار:

من جانبها أعلنت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان أنها بدأت حملة عامة بمناسبة مرور سنة على حملة "الرصاص المسكوب" على غزة. وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب "الإسرائيلية" على القطاع، وذلك بالتزامن مع استمرار فعاليات بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على الحدود بينها وبين القطاع.

وقالت "بتسيلم" في بيان لها: إن "رفع الحصار ضروري من أجل إتاحة ترميم القطاع من جديد" مشيرة إلى أن "الحملة مصحوبة بنشر فيلم كرتوني جديد من إنتاج الفنان ألون سيمون. ويُظهر الفيلم كيفية تهريب البضائع التي تمنع "إسرائيل" إدخالها إلى سكان قطاع غزة، عن طريق مصر بواسطة الأنفاق".

وتهدف "بتسيلم" من خلال الفيلم إلى تجسيد المفارقة في سياسة الحصار الذي تفرضه "إسرائيل"، حيث تمس "إسرائيل" بصورة بالغة بمليون ونصف مواطن غزاوي تحت عنوان "الرغبة في إسقاط حكومة حماس"، بينما تحصل "إسرائيل" من الناحية العملية على نتيجة معكوسة.

وذكر البيان أنه" في 2007، بعد أن سيطرت "حماس" على الحكم في قطاع غزة، أغلقت "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة. معبر رفح مغلق طيلة الوقت وذلك بسبب الضغوطات التي تمارسها "إسرائيل" والولايات المتحدة بصورة غير مباشرة على مصر. منذ ذلك الحين، حظرت "إسرائيل" تقريبًا جميع عمليات التصدير من القطاع وقيدت الاستيراد بما تسميه "إسرائيل" "البضائع الإنسانية". وقد أدى الحصار إلى انهيار الاقتصاد، وعزل مليون ونصف مواطن في غزة عن العالم الخارجي، وانزلاق معظم سكان القطاع إلى دائرة الفقر والبطالة، التطرف وفقدان الأمل. اليوم، يعيش حوالي 80% من سكان القطاع تحت خط الفقر فيما يحتاج حوالي مليون ومائة ألف إلى المساعدات من الوكالات الدولية من أجل البقاء. وما يزال حوالي 20 ألف شخص بلا مأوى بعد أن هُدمت بيوتهم أو لحق بها ضرر بالغ خلال حملة "الرصاص المسكوب"، لكن لا يمكن إعادة بنائها بسبب الحظر الذي تفرضه "إسرائيل" على إدخال مواد البناء مما يحول دون ترميم القطاع كله".

الحصار يشكل حماقة:

وقال البيان: "إن الحصار المفروض على غزة ليس فقط غير قانوني وغير أخلاقي، بل يشكل حماقة أيضًا. بعد مرور عامين ونصف على فرض الحصار، فشلت "إسرائيل" في زعزعة مكانة حكومة "حماس" ما أتاح تقوية مكانة هذه الحكومة، ومن بين أسباب ذلك، قيام الفلسطينيين بحفر مئات الأنفاق تحت الحدود المصرية مع غزة والتي تستعمل لتهريب البضائع المختلفة، وإغراق القطاع بالوسائل القتالية".

ورغم أن المنظمة ادعت بأن من حق "إسرائيل" وواجبها حماية مواطنيها من الهجمات الصادرة من قطاع غزة، إلا أنها قالت إنه "يُحظر عليها استغلال سيطرتها على المعابر من أجل فرض عقاب جماعي على مليون ونصف مواطن".

تظاهرة نسائية ضد بناء الجدار :

من جانب آخر تظاهرت مئات النساء الاثنين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تلبية لدعوة من حركة (حماس) للاحتجاج على بناء السلطات المصرية الجدار الفولاذي على الحدود المصرية - الفلسطينية لمنع التهريب إلى غزة عبر الأنفاق.

وحملت المتظاهرات رايات "حماس" الخضراء ورفعن لافتات كتب عليها "لا لجدار الموت" و"أين جامعة الدول العربية عما يحدث في غزة؟"

ورددت المتظاهرات شعارات تطالب السلطات المصرية بـ"وقف بناء الجدار وفتح معبر رفع".

 

.