فتاوى فلسطينية / السياسة الشرعية

الدواء الناجح للعالم الإسلامي للخروج من الدوامة

س/ ما الدواءُ الناجحُ للعالمِ الإسلاميِّ للخروجِ بِهِ مِنَ الدَّوَّامَةِ التِي يُوجَدُ فيها ؟ ([1])

                                           

الإجابَةُ: إنَّ الخُروجَ بالعالَمِ الإسلاميِّ مِنَ الدوامَةِ التِي هُوَ فيها، مِنْ مُختلَفِ المَذاهَبِ والتياراتِ العقائديَّةِ، والسياسِيَّةِ، والاجتماعيَّةِ، والاقتصاديَّةِ، إنَّما يَتَحقَّقُ بالتزامِهِمْ بالإسلامِ، وتَحكيمِهِمْ شَريعَةَ اللهِ عَزَّ وجلَّ في كُلِّ شَيْءٍ، وبذَلِكَ تَلْتَئِمُ الصفوفُ وتَتَوحَدُ القُلوبُ.

وهذا هُوَ الدواءُ الناجِحُ للعالَمِ الإسلامي،ِّ بَلْ للعالَمِ كُلِّهِ مِمَّا هُوَ فيهِ مِنَ اضطرابٍ واختلافٍ وقَلَقٍ وفَسادٍ وإفسادٍ، كَما قَالَ اللهُ تَعالَى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [محمد : 7]، وقَالَ عَزَّ وجَلَّ:( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )[الحج : 40-41]، وقَالَ سُبْحَانَهُ (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ  )[النور : 55] ، وقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) [آل عمران : 103] ، والآياتُ في هَذا المَعنَى كَثيرَةٌ.

ولَكِنْ ما دَامَ أنَّ القادَةَ إلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ مِنْهُمْ، يَطلبونَ الهُدى ، والتوجيهَ مِنْ غَيْرِ كِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وسُنَّةَ رَسولِهِ عليه الصلاة والسلام، ويُحَكِّمونَ غَيْرَ شَريعَتِهِ، ويَتَحاكَمونَ إِلَى ما وَضَعَهُ أعداؤُهُمْ لَهُمْ، فإنَّهُمْ لَنْ يَجِدوا طَريقًا للخروجِ مِمَّا هُمْ فيهِ مِنَ التخلُفِ والتناحُرِ فيما بَينَهُمْ، واحتقارِ أعدائِهِمْ لَهُم، وعَدَمِ إعطائَهَمْ حُقوقِهِمْ، قَالَ تَعالَى( وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [آل عمران : 117].  

فَنسأَلُ اللهَ أنْ يَجْمَعَهُمْ عَلى الهُدى، وأنْ يُصْلِحَ قُلوبَهُمْ وأعمالَهُمْ، وأنْ يَمُنَّ عليهِمْ بتحكيمِ شريعَتِهِ والثباتِ عَليها وتَرْكِ ما خَالَفَها، إنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ والقادِرُ عَليهِ، وصَلِّي اللهُ وسَلَّمَ عَلى نَبيّنا مُحَمٍَّد وآلِهِ وصَحْبِهِ.

 

المصدر: موسوعة الفتاوى الفلسطينية



([1]) المرجع: مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رَحِمَهُ اللهُ ، (1/282).

.