فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
رابطة مكافحة التشهير ADL وصرخة تحذير!!

رابطة مكافحة التشهير ADL وصرخة تحذير!!
اللجنة العلمية
اللوبي الصهيوني في الغرب هو مصطلح يستخدم لوصف النفوذ اليهودي المنظم من أجل الدفاع عن مصالح اليهود، عرفه والتر جون ريموند "اللوبي اليهودي" في قاموس السياسية بأنه مجموع ما يقارب 34 منظمة يهودية سياسية في أمريكا تقوم بجهود منفردة ومشتركة من أجل مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني.
ولأجل ذلك كونوا مؤسسات علنية ابرزها اللجنة اليهودية الأمريكية للشؤون العامة (ايباك) و (رابطة مكافحة التشهير) التي اتخذت من العنوان التقليدي المثير للجدل "معاداة الساميّة" ( أي معاداة الصهيونية وليس اليهودية) شعاراً لها في وجه كل من يعارضها، الأمر الذي دفع بالكاتب الأميركي اليهودي المعروف "ريتشارد كوهين" للقول: "لو لم أكن يهودياً فربما أتهم بمعاداة السامية اذ انني وجهت من وقت لآخر انتقادات الى اسرائيل وانحزت مرات اخرى للموقف الفلسطيني".
ونجحت الصهيونية وكيانهم الغاصب لأرض فلسطين في الهيمنة على المال والاقتصاد الأميركي والغربي، وتبعه فرض النفوذ السياسي لدعم هذا الكيان سياسياً وعسكرياً واعلامياً.
رابطة مكافحة التشهير ADL
تعتبر رابطة مكافحة التشهير (Anti-Defamation League) منظّمة يهودية غير حكومية تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية في الشكل العام، إلا أنّها في الواقع تسعى لتأمين مصالح الكيان الإسرائيلي رافعة شعار معاداة الساميّة.
وقد تأسست رابطة مكافحة التشهير عام 1913 ومقرها الرئيس في نيويورك "كـردٍّ على تصاعد معاداة السامية والتعصب". تُروّج لنفسها بأنها مؤسسة مجتمع مدنيّ رائدة في مناهضة الكراهية، مهمّتها "وقف التشهير ضدّ اليهود وضمان العدالة للجميع بهدف حماية يهود العالم من القمع والتشهير، ولها فروع بأكثر من دولة، إذ توصف بأنها صاحبة تأثير على دوائر صناعة القرار السياسي ببعض الدول. كما تمنح جائزة سنوية باسم "جائزة رجال الدولة الموقرين" حصلت عليها شخصيات بارزة بالسياسة الدولية مثل ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون.
ورغم أن المنظمة تقدم نفسها باعتبارها مؤسسة حقوق مدنية تكافح معاداة السامية، لكن الواقع يقول إنها تدعم المصالح الإسرائيلية وتهاجم كل منتقدي الاحتلال باعتباره "معاد للسامية"، وترصد الرابطة ما تنشره وسائل الإعلام عامة عن اليهود والصهاينة، وخاصة وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلاميّة. وتصدر نشرات دورية بهذا الخصوص ترفعها إلى الساسة الأمريكيين ونواب الكونغرس الأمريكي.
شعار المنظّمة هو مكافحة التشهير بالشعب اليهودي وتأمين العدالة للجميع، والرئيس الحالي للمنظمة هو جوناثان جرينبلات الناشط في مجال العدالة الاجتماعية وكان يعمل مستشارا خاصا للرئيس باراك أوباما.
الهدف الحالي للرابطة هو إيقاف التشهير بالأشخاص اليهود، من خلال مناشدة العقل والضمير، وإذا لزم الأمر من خلال اللجوء إلى القانون. هدفها الأساسي هو ضمان العدالة والمعاملة بإنصاف لكل المواطنين على حدّ سواء، ووضع حدا للأبد للتمييز الظالم وغير العادل أو السخرية من أي طائفة أو مجموعة من المواطنين.
الخلاصة:
رغم أن منظمة الأيباك (AIPAC)، لجنة الشؤون العامة الأمريكية "الإسرائيلية"، تعد أبرز مجموعات الضغط "اللوبيات"، إلا أنها في الواقع تعد الوجه الظاهر أو العلني للوبي الصهيوني هناك. في المقابل، تعد رابطة مكافحة التشهير الوجه الخفي أو السرّي للوبي الصهيوني في أمريكا ويتم استخدامها في اللحظات الحرجة لذلك تعمد إلى إظهار نفسها كمؤسسة حيادية، بخلاف منظمة الأيباك.
وسابقاً أشار تقرير "رابطة مكافحة التشهير " (ADL) إلى أن 71% من البالغين في تركيا يحملون مواقف معــادية للإسرائيليين، حتى قبل اندلاع حــرب غزة، التي أسهمت في تأجيج هذا الاتجاه بشكل أكبر.
تتبعهم للأنشطة في الجامعات:
ما إن يُحاول أحدهم التعبير عن تأييده لفلسطين أو نقد سياسات الاحتلال الاستعماريّة، حتى تُوَجّه له أصابع الاتّهام بحجّة "معاداة السامية". هذا الرصد والتحريض تقفُ وراءه شبكةُ مؤسساتٍ بعضها أقدم من دولة الكيان، إحداها "رابطة مكافحة التشهير" في أميركا ويعمل ممثّلو الرابطة على مقربةٍ من رجال القانون ووسائل الإعلام والمؤسّسات التعليميّة والحكوميّة في أميركا، ويرسلون لهم رسائل للتحريض على النشطاء لأجل فلسطين.
وفي عام 1993، نشر المدعي العام لسان فرانسيسكو وثائق أظهر عضوها تجسسَ واختراقَ الرابطة لـ 700 مؤسسة حقوقيّة وأكثر من 10,000 ناشط خاصّة العرب منهم، وتسريب معلومات سريّة لسلطات الاحتلال. كما تعمل الرابطة اليوم بشكل علني مع "في بي أي".
وتعقد الرابطة تدريبات للطلاب "ضدّ التحيّز"، وتنشر تقييماً سنويّاً للنشاطات المناهضة "لإسرائيل" في الجامعات الأميركية. وفي تقاريرها الأخيرة حرّضت ضد المجموعات الفلسطينية ونشاطها خصوصاً في الجامعات الأمريكية.
وبضغط من الرابطة على إدارة جامعة فلوريدا أتلانتيك، تعرّض 5 من طلابها الناشطين في مجموعات فلسطينيّة لمجموعة تهم أدّت إلى منعهم من قيادة أي مجموعة طلابيّة، ووضعهم تحت المراقبة فترة تعليمهم، وإجبارهم على حضور دورة تدريبية للرابطة.
وتنص رابطة مكافحة التشهير أن: الغضب من إسرائيل هو القوة الدافعة وراء معاداة السامية في الولايات المتحدة، قالت "رابطة مكافحة التشهير": إن تقريرا صدر في نهاية عام 2024 أفاد بأن عدد حوادث معاداة السامية في الولايات المتحدة بلغ مستوى قياسيا في العام وأشارت الرابطة إلى أن 58% من الحوادث الـ 9354 متعلقة بإسرائيل، وخاصة الأغاني والخطابات واللافتات في التجمعات التي تعترض على السياسات الإسرائيلية وحربها في غزة وممارساتها في الضفة والقدس.
مقطع يكشف الخفايا:
انتشر مؤخراً فيديو يحوي حديث مسرب لمدير رابطة مكافحة التشهير "جوناثان جرينبلات"، داخل غرف مغلقة، يتحدث فيه بانفعال: كيف أن الجيل الجديد في أمريكا وأوروبا بل ومنهم أبناء يهود، قد تبنوا الرواية الفلسطينية وأيدوا المقاومة وجرموا ما يمارسه الاحتلال الصهيوني، فأضحى جيل كامل يقف مدافعاً وناشطاً لحقوق أهل فلسطين، بل ويعتبر ما جرى في السابع من أكتوبر مبررًا وله أسبابه.
يقول نصاً (بعد ترجمة المقطع): "جميع الاستطلاعات التي اطلعت عليها - سواء من ADL، أو ICC، أو حتى استطلاعات مستقلة - تشير إلى أن هذه ليست فجوة بين اليسار واليمين، يا جماعة، الدعم الأمريكي المتناقص لإسرائيل ليس بين اليسار واليمين، بل بين الأجيال: بين الكبار والصغار في السن".
ويضيف: "نسبة الشباب الذين يرون أن ما فعلته حماس من مجزرة مبرر هي نسبة مرتفعة بشكل صادم ومرعب ولذلك، نحن فعليًا نواجه مشكلة "تيك توك"، ومشكلة "الجيل زد"، ويجب على مجتمعنا أن يوظف نفس العقول التي ابتكرت تقنيات مثل Tag League وكل هذه الابتكارات المذهلة…أن تُوجَّه هذه العقول والطاقات نحو هذه القضية، وبشكل عاجل.
لأننا حتى الآن كنا نلاحق انقسام اليسار واليمين، وهذا ليس هو الصراع الحقيقي، الصراع الحقيقي هو الجيل القادم، ومع حماس وحلفائها، وما يسمى بـ"الأغبياء المفيدين" في الغرب الذين ينجرّون خلف هذا الخطاب بطريقة مرعبة.
وينهي كلامه: أخيرًا أقول: لقد رأينا تغييرًا كبيرًا في خطاب النشطاء هنا في أمريكا بعد السابع من أكتوبر". انتهى كلامه.
فالمشكلة الكبيرة التي يواجهها الإعلام الصهيوني والمؤسسات المنحازة لروايته وسرديته هي تغير مزاج وتعاطف وتبني الشباب في الغرب نهجاً جديداً حيث يقفوا خلف الرواية الفلسطينية، ترتب على ذلك ضعف بل وانعدام التأثر بالرواية الصهيونية، بل أن هذا الجيل الجديد يؤيد حقه الشعب الفلسطيني بالمقاومة والدفاع عن حقوقه ضد الوجود الصهيوني على أرضه بل ويعتبر ما جرى في 7 أكتوبر مبرر وله أسبابه الطبيعية. بل وهؤلاء، عندهم قناعة بزوال إسرائيل وأنها لن تبقى إلى عقد آخر.
وهم يحاولون الآن تدارك هذه المشكلة الخطيرة، ويستغيث بالمخترعين لإيجاد حل لها، ويدعوا إلى العمل لإغلاق التيكتوك للتضييق في أمريكا للسيطرة على الرأي العام، لأنهم بدأوا يخسروا.
ماذا خسر الصهاينة من الإعلام الجديد وماذا بعد 7 أكتوبر؟
خسر اليهود وأعوانهم المتصهينين كل ما زرعوه وأنتجوه في الإعلام العالمي نصرة لليهود ومشروع احتلالهم للأرض فلسطين {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.
فظنوا أن خداعهم سينطلي على العقول إلى آخر الزمان!! وتفاجئوا بأن الجيل الجديد من أبنائهم في الغرب وحتى أبناء اليهود في أمريكا وأوروبا أضحت الرواية اليهودية لا تؤثر فيهم، بل يروا رواية صادقة أمام أخرى وسردية كاذبة، والتي مارسوها لأكثر من 100 عام.
يمكن تحميله PDF من هنا 👇
. تحميل الملف المرفق