فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
ضابطان صهيونيان يفضحان الممارسات الوحشية ضد شابيْن فلسطينييْن

الثلاثاء16 من جمادى الثانية1430هـ 9-6-2009م
مفكرة الإسلام: ظهرت شهادتان جديدتان لاثنين من ضباط قوات الاحتلال الصهيونية تكذبان ادعاءات وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك بأن جيش الاحتلال من أكثر جيوش العالم التزامًا بالأخلاقيات.
وأثارت هاتان الشهادتان مزيدًا الشكوك بشأن درجة الانضباط الأخلاقي لدى جنود قوات الاحتلال الصهيونية، حيث أكد الضابطان أن جنود الاحتلال في الضفة الغربية قاموا بضرب شابيْن فلسطينيين وعصب أعينهم وتقييد أيديهم رغم عدم تجاوز أعمارهم الرابعة عشرة.
وتحدث الضابطان، وهما برتبة رقيب من لواء "كفير"، عن الجرائم والتنكيل والبشاعة التي شاهداها خلال عملية تفتيش واعتقال شارك فيها مئات من الجنود في بلدة حارس التابعة لقضاء نابلس في 26 مارس الماضي.
وقد وقفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية على الشهادتين اللتين تكذبان مزاعم الكولونيل ايتاي فايروب، قائد لواء "كفير"، عن أن العنف ضد المعتقلين الفلسطينيين مبرر وله ما يستدعيه لتحقيق الأهداف المطلوبة.
يُهان ويُضرب فقط لأنه عربي:
وتطرق الضابطان وهما من كتيبة "هاروب" إلى الحديث عن التقييد المحكم باستخدام قيود بلاستيكية توضع على أيدي المعتقلين، وقال أحدهما: "هناك أشخاص يعتقدون أنك بحاجة إلى إحكام تثبيت القيود بشدة، حتى لا تمر أي قطرة دم من هنا إلى هناك، ولا يستغرق الأمر وقتًا قبل أن تصبح الأيدي زرقاء، وهناك الكثير من الأشخاص فقدوا القدرة الإحساس بأيديهم".
وأضاف : "150 فلسطينيًا، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن الرابعة عشرة، تم تقييدهم وعصب أعينهم واحتجازهم في مدرسة القرية خلال العملية، التي استمرت ما بين الساعة الثالثة فجرًا وحتى الثالثة بعد الظهر، وأبلغ الجيش بأن العملية تهدف إلى منع شباب القرية من إلقاء الحجارة على طرق استيطانية مجاورة، وكان من الواضح أن الكثير من الأشخاص المحتجزين لم يفعلوا أي شيء خاطىء، ولكنهم احتجزوا لجمع معلومات استخباراتية".
وأردف الضابط الصهيوني في شهادته: "أسوأ عمليات الضرب حدثت في المراحيض، والجنود الذين كانوا يأخذون المعتقلين إلى المرحاض كانوا يوسعونهم ضربًا، ويشتمونهم بدون سبب، وعندما أخذوا عربيًا إلى المرحاض ليتبول، قام أحدهم بصفعه مما أدى إلى وقوعه أرضًا، وكان مقيدًا من الخلف برباط بلاستيكي ومعصوب العينين، رغم أنه لم يكن وقحًا، ولم يفعل أي شيء لإثارة أعصاب أحد، لقد كان ذلك فقط لأنه عربي، في حين أنه كان في الخامسة عشرة من عمره تقريبًا".
وقال: "كان هناك الكثير من جنود الاحتياط ممن شاركوا في حفل شتائم وشد للشعر والآذان وركل وصفع، وكانت هذه الممارسات أساس التعامل معهم".
واختتم شهادته بقوله: "لقد شاهدت الكثير من الجنود يركلون فلسطينيين فقط لأنهم يشعرون بالملل، فأنت قد تقف هناك لـ10 ساعات ولا تفعل شيئًا، ولذلك فإنهم يضربون الناس".
سرقة المقتنيات الشخصية:
أما الضابط الآخر فقد تحدث عن أجواء التعصب خلال عمليات التفتيش، وقال: "كنا ندخل إلى المنزل ونقلبه رأسًا على عقب، ولا يتم العثور على أي أسلحة فنقوم بمصادرة سكاكين المطبخ".
وأضاف: "بعض الجنود سرقوا مقتنيات شخصية من المنازل التي فتشوها، حتى على الرغم من أن الناس كانوا فقراء جدا وكان من الصعب العثور على أي شيء لأخذه".
وكان الكولونيل فايروب قد أدلى الشهر الماضي بشهادت أمام محكمة عسكرية، قال فيها إن ضرب الفلسطينيين المعتقلين قد يكون مبررًا.
وقامت مجموعة "كسر الصمت" وهي منظمة تجمع شهادات الجنود، بإدانة ملاحظات فايروب واعتبرتها دليلاً على انتهاكات مزعومة في بلدة حارس لا يمكن نفيها واعتبارها حوادث معزولة أو ارتجالاً منخفض المستوى.