فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
الاحتلال يشرع بتهويد كامل منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى
إقامة مسار توراتي باسم "المطاهر" يتصل بالدرج الذي أقامه باراك خارج البوابة الجنوبية للمصلى المرواني بالأقصى
مسيرة لليهود المتطرفين بقيادة "مارزل" في سلوان الأسبوع القادم
القدس المحتلة, الخميس, 22 - 4 - 2010م, 8 - 5 - 1431 هـ - كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن شروع سلطات الاحتلال بتنفيذ مخطط لتهويد كامل منطقة القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك من الخارج, وربطها بمشروع تهويد بلدة سلوان, الحامية الجنوبية للمسجد.
وأكدت المؤسسة في تقرير صحفي لها يوم الأربعاء (21-4) أن الاحتلال شرع بأعمال إنشائية لتحويل منطقة القصور الواقعة ما بين الزاوية الجنوبية الشرقية لسور المسجد الأقصى وزاوية سور القدس عند المدرسة الختنية الواقعة أمام محراب المسجد الأقصى المبارك الى مسار تهويدي باسم "المطاهر التوراتية", كجزء من مسارات تشمل الأسوار الإسلامية التاريخية للبلدة القديمة بالقدس.
ويرتبط هذا المسار مع درج افتتحه "إيهود باراك", رئيس الحكومة الصهيونية عام 1999م, أمام الباب الثلاثي في السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك, والذي يطلق عليه المحتلون اسم باب خلدة. ويقود الباب إلى المصلى المرواني الذي يقع تحديدا في التسوية الجنوبية الشرقية للمسجد.
ولفظ "مطاهر" هو مسمى لموقع ديني يهودي يتم من خلاله حسب ادعائهم التطهر قبل دخول "المعبد/ الهيكل" المزعوم.
تأتي هذه الإنشاءات بعد حفريات احتلالية واسعة استمرّت لأشهر في المنطقة في أواخر العام الماضي بزعم "تنظيف منطقة الإمارة الأموية", وشملت سرقة وطمس معالم أثرية إسلامية, وإلقاء قسم منها في مزبلة مستوطنة "معالي أدوميم" ووضع قسم آخر في مخازن "سلطة الآثار العبرية ", وأعقبها إعلان عن اكتشاف آثار يهودية تعود لعهد "المعبد" الأول المزعوم.
وقالت المؤسسة في تقريرها: "لوحظ قبل فترة أن المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية بدأت بأعمال تجهيزية تمهيدية في طرف منطقة دار الإمارة الأموية من الجهة الجنوبية الغربية قريبا من تقاطع مدخل وادي حلوة (ببلدة سلوان), شملت افتتاح مدخل جديد لهذه المنطقة, وأعمال جرف وتجهيز طريق ترابي من "الكركار", تبعه وضع أبنية مؤقتة ونصب خيام, وإدخال معدات حفر إليها."
وأضافت: "بعد وقت قليل جرت أعمال حفريات وتغييرات في أحد المواقع الواقعة أسفل موقع الأمارة الأموية من ناحية المدرسة الختنية جنوبي محراب المسجد الأقصى." وبحسب المؤسسة, تتصل هذه الحفريات بمنطقة الآبار الواقعة في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى, المبارك وتحديدا قرب مصلى الأقصى القديم.
وتابعت المؤسسة أن الاحتلال "بدأ قبل أيام بأعمال إنشائية شملت نصب أخشاب ومدّ حبال كمقدمة لتحضير وتحديد مسارات سياحية في منطقة الإمارة الأموية, ونصب قبل أيام لافتة ملونة لجزء من المخطط التهويدي, تحت عنوان ("مسار المطاهر – هعوفل" – الحدائق الوطنية حول أسوار يروشالايم).
وتقع القصور الأموية فوق تلال أوفل خارج السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك. وهذه التلال يعتقد أنها شهدت إقامة النواة الأولى لمدينة القدس في عهد اليبوسيين العرب. ويزعم اليهود أن داود عليه السلام هو من أقامها في هذا المكان.
وتعد الحجارة اليبوسية التي عثر عليها في الزاوية الجنوبية الشرقية لسور المسجد الأقصى المبارك, أقدم الآثار الإنسانية في المدينة على الإطلاق, ولعلها تدل على أن اليبوسيين جددوا بناء هذا السور الذي هو أيضا سور للبلدة القديمة في هذه الناحية.
وسيحاول الاحتلال أيضا, بحسب المؤسسة, ربط هذا المشروع الذي تقوم عليه "سلطة الآثار", و"سلطة الحدائق والطبيعة", و"شركة تطوير شرقي القدس", وبلدية القدس الاحتلالية, ووزارة السياحة في دولة الاحتلال, بمشروع تهويد سلوان, خاصة منطقة وادي حلوة, والذي أقيم فيه موقع تهويدي أطلق عليه "مركز الزيارات في مدينة داوود", وذلك من خلال نفق أرضي تحت الشارع القاطع بين جنوب المسجد الأقصى ووادي حلوة.
ويهدف الاحتلال من هذه المشاريع إلى تطويق المسجد الأقصى بمواقع تهويدية, كنقاط انطلاق لأي عدوان مستقبلي عليه, كما أوضحت المؤسسة. كما أن الحفريات التي تصحبها والتي تصل الى الآبار الواقعة أسفل المنطقة الجنوبية من الأقصى, تشكل خطرا مباشرا على مباني وأسوار المسجد المبارك.
ودعت مؤسسة الأقصى الى ضرورة التحرك السريع على صعيد الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني على مستوى الشعوب والحكام والأمراء والعلماء من أجل إنقاذ المسجد الأقصى والقدس ومواجهة مخططات التهويد والتدمير والتزييف.
مسيرة متطرفين في سلوان
في سياق متصل, ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية صباح الأربعاء (21-4) أن شرطة الاحتلال تستعد لتأمين مسيرة للجماعات اليهودية المتطرفة برئاسة الإرهابي المتطرف "باروخ مارزل" في بلدة سلوان الأسبوع القادم.
يشارك في المسيرة الاستفزازية فيها نحو السبعين والمائة عنصر يسيرون مسافة نحو 700 متراً رافعين الأعلام الصهيونية ومُردّدين الهتافات العنصرية ضد المقدسيين من أهل البلدة التي تشرف على السور الجنوبي للأقصى.
وحذرت لجان الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان وأحيائها من تبعات مثل هذه المسيرات والفعاليات المتطرفة والاستفزازية وحملت سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن نتائجها.
المصدر: مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (بتصرف)
.