أنشطة المركز / للمركز كلمة

ويتجدد العدوان ... في يوم الغفران !!

 

 

 

ويتجدد العدوان ... في يوم الغفران !!

 

عيسى القدومي

 

 

يوم الغفران مناسبة دينية يهودية يزعمون أنها لغسل الخطايا وتكفير الذنوب ، ويعتبروه أقدس أيام السنة لذلك يُطلَق عليه مسمى "سبت الأسبات" وهو اليوم الذي يُطهِر فيه اليهودي نفسه من كل ذنب!! لذا يطلبون فيه الرحمة والاستغفار؛ ويعد يوم عطلة يحظر فيها أي عمل كيوم السبت؛ ولهذا اليوم مكانة خاصة، حيث يحترم تعاليم هذا اليوم أيضاً اليهودي الغير متدين - مع أنهم لا يحترمون هذا الحظر الديني في أيام السبت والأعياد الأخرى - وعدم الصيام في هذا اليوم عند اليهود أحد الدلائل الرئيسية على ترك الدين بشكل تام أو على الانتماء إلى مسمى اليهود.

وقد انقلب يوم "الغفران" اليهودي إلى يوم عدوان على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته وتدنيسه، حيث تجدد هذه الممارسات كل سنة وبالأخص في ذلك اليوم، ويتعبدون فيه بدخول المسجد الأقصى والتنكيل بأهله المسلمون، وهم لا يعتبرون الاعتداء على مقدسات المسلمين، وعلى أهل فلسطين ذنب يذكر!! فهؤلاء بعقيدتهم أغيار خلقوا على هيئة البشر ليستأنس بهم اليهود!! وهذا ما كرره حاخاماتهم في كل مناسبة!!

وتحت حماية الشرطة اليهودية دخل المتطرفون من الجماعات اليهودية المسجد الأقصى في يوم الأحد 27/9/2009 م وأُغلقت لهم الأبواب ليُفسح لهم المجال للتجول في باحات المسجد الأقصى، وقد تصدى لهم أهل المسجد الأقصى وسقط منهم الجرحى والمصابين، وفي اليوم التالي منعوا المصلين من دخول المسجد الأقصى.

ورصدت سلطات الاحتلال المُشاركين بأحداث الأقصى ومواجهة قوات وأفراد شرطة الاحتلال من خلال كاميرات المراقبة الموجهة إلى الأقصى المبارك، وتلك الموجودة والمنتشرة في كافة أنحاء المدينة وشوارعها وطرقاتها وأحيائها، ونفذت حملة اعتقالات طالت أكثر من خمسين شاباً في أنحاء مختلفة في البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وقد منعت السلطات اليهودية الآذان في جامع الجزار في مدينة عكا في يوم الغفران هذا العام!! نسأل الله تعالى أن ينزل عليهم سخطه وعقابه، قال تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

وفي العام الماضي حصلت تعديات من اليهود على الفلسطينيين في المناطق التي احتلت في عام 1948م لإجبارهم على التقيد بتعاليم الدين اليهودي في هذا العام. وقد تم اعتقال بعض الفلسطينيين بسبب عملهم في يوم الغفران، ورجمت سيارة بعض المارة بالحجارة، مما أشعل المواجهات بين الفلسطينيين واليهود ، وقد تم إحراق منازلهم في ذلك الحين.

ومن المضحك المبكي أن يطلب المغفرة من يفعل هذه الممارسات من قتل وتشريد الآلاف من البشر، ثم يتوجهون إلى الله سبحانه وتعالى لكي يغفر لهم ذنوبهم!!

رسائل إلى الرب :

اعتادت سلطة البريد في الكيان الصهيوني أن تستقبل سنوياً آلاف الرسائل موجهة إلى (الله) في يوم الغفران!! وفق ما نشرته صحيفة هاآرتس العبرية التي ذكرت أن هذه الرسائل معنونة بـ (ليهوه) و(لإيلوهيم) و(لإيل) وكلها كلمات عبرية تعني إلى الرب.

ويقول التقرير الذي كتبه الصحفي اليهودي "جوناثان ليس" إن أحد الفقراء اليهود ممن أرسلوا رسالة من هذه النوعية، كتب فيها طلباً للرب بأن يرسل له مبلغ خمسة آلاف (5000) شيكل!!  - ما يعادل 1200دولار - وقد زاد فيها الفقير من كلمات الرجاء والتوسل للرب أن يستجيب لدعائه.

وحيث أن موظفو سلطة البريد يقومون بفتح هذه الرسائل المعنونة بـ (عنوان الرب) لتحويلها  إلى حائط البراق الذي أسموه زوراً "حائط المبكى" ، وقد جذبتهم رسالة هذا الفقير، فقاموا بتجميع الأموال لمساعدته، ووصلت حصيلة ما جمعوه من أموال 4 آلاف وثلاثمائة (4300) شيكل، ثم أرسلوه في مظروف خاص على عنوان الفقير المكتوب بطبيعة الحال في رسالته الأولى. تتابع هاآرتس: بعد أسبوعين وصلت لسلطة البريد رسالة أخرى من الرجل نفسه، وعندما فتحوها وجدوا فيه كلمة شكر من الفقير إلى الرب يقول فيها: " أنا ممتن جداً لأنك أجبت دعائي، وأرجوك في أن لا ترسل لي أموالاً  في المرات القادمة عن طريق سلطة البريد لأنهم قد سرقوا  مبلغ 700 شيكل!!

ووصل الكسل عند اليهود حداً لا يوصف فحتى رسائلهم إلى الرب لا يحملوها ويضعوها بأنفسهم في حائطهم المزعوم فأردوا وسيطاً لإيصالها!! ومطالبهم حسب رواية سلطة البريد تتركز على الأمور الدنيوية والاستزادة من متاعها!! وصدق فيهم قوله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره" لأن المخادعة تجري في عروقهم قال تعالى: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون".

حقاً أننا نعيش في عالم ظالم يرى بأم عينيه كيف تدنس مقدسات المسلمين، ويعتدى على المصلين، وتستخدم الأسلحة وكل أنواع القمع داخل المسجد المقدس لمليار والنصف مليار مسلم، ولا يحرك ساكناً!! على الرغم من أن ظلم المؤسسات الدولية والكيل بمكيالين اعتدنا عليه منذ أن خرجنا إلى الدنيا!! ونستهجن إن لامست أسماعنا كلمات من هنا وهناك لعلها تنصف أصحاب الحق والمقدسات!! ولكن المفارقة الغريبة العجينة أن نرى هذا السكون والخشوع من أبناء جلدتنا أمام ممارسات تقشعر منها الأبدان ، وتصيبنا بالذل والهوان !!

.