فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
صحيفة مصرية: نقل المعدات لبدء المرحلة الثانية من الجدار الفولاذى بسرعة صاروخية
التاريخ: 8/1/1431 الموافق 26-12-2009
تواصلت أعمال الحفر فى إنشاء الجدار الفولاذى بين الحدود المصرية وقطاع غزة، فى مناطق مختلفة على طول الشريط الحدودى بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من تركيب وغرس مواسير المياه من ساحل البحر المتوسط حتى منطقة البراهمة وبناء غرف للمضخات على مسافات قريبة-وذلك حسب ما ذكرته صحيفة المصري اليوم القاهرية اليوم.
وقال شهود عيان إن الأجهزة المعنية بدأت نقل معدات الحفر إلى منطقة صلاح الدين وبجوار الجندى المجهول للبدء فى المرحلة الثانية من الحفر.
وقالت منظمات حقوقية: «الجدار يهدد بكارثة بيئية لمخزون المياه الجوفى بمدينتى رفح المصرية والفلسطينية بعد البدء فى ضخ مياه البحر لإغراق الأنفاق، كما أنه يمثل أحد العوائق الاصطناعية والسياسية التى تؤثر بخطورة على المياه الجوفية».
وذكر الخبير الفلسطينى نزار الوحيدى أن الجدار سيحدث التلوث، بسبب سهولة نقل الملوثات إلى باطن الأرض، نتيحة لحدوث خلخلة فى التربة وسيحاصر غزة اقتصادياً ومائياً.
من جانبه، تقدم عباس عبد العزيز، نائب مجلس الشعب المصري، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء حول بناء الجدار.
وتساءل النائب فى بيانه: هل المقصود من بناء الجدار الذى يجرى بسرعة الصاروخ هو إحكام الحصار على شعب غزة، الذى لا يجد قوت يومه، أم غلق الأنفاق المنفذ الوحيد لحياتهم، بعد أن تخلى عنهم الجميع؟ وطالب النائب الحكومة بالتراجع عن موقفها فى هذا الشأن.
المصدر: فلسطين الآن
الغزيون يخزنون الوقود والبضائع تحسبا لتوقف تهريب الأنفاق
على عجل توجه ماجد إبراهيم إلى منزل شقيقته الذي يبعد مسافة مائة متر عن منزله للبحث عن غالونات فارغة. فقد كان هذا المحاضر الجامعي في عجلة من أمره، وبعدما ناوله ابن أخته ثلاثة غالونات انطلق ماجد بسيارته إلى أقرب محطة وقود للتزود بالبنزين وذلك لضمان تخزينه ما يكفي لتمكينه من التحرك وقت الضرورة القصوى بالسيارة، ولتشغيل مولد الكهرباء في منزله الذي يقوم بتشغيله عندما يتم قطع التيار الكهربائي، الذي عاد ليمتد إلى أكثر من خمس ساعات متواصلة في ظل رفض إسرائيل السماح بتزويد محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالوقود الكافي لتشغيلها. وماجد مثله مثل كثيرين في قطاع غزة هرعوا لتخزين الوقود والمواد التموينية التي يتم تهريبها عبر الأنفاق، بعد أن ترامى إلى مسامعهم أن مصر تعكف على بناء الجدار الفولاذي الذي سيؤدي في حال إنجازه إلى انهيار كل الأنفاق التي باتت تمثل الرئة التي يتنفس بها أهالي القطاع.
عاد ماجد بعد أن قام بملء الغالونات، لكن غالبية الناس الذين توجهوا إلى محطات الوقود عادوا بخفي حنين، بعدما أنكر أصحاب المحطات وجود الوقود بحجة أن التجار لم يعودوا يزودونهم به. ولا خلاف بين الناس على أن الأنفاق حتى الآن تعمل بكامل إمكانياتها، إذ إن السلطات المصرية شرعت في إقامة الجدار من الناحية الشرقية من الحدود وهي المنطقة التي لا توجد فيها أنفاق، إذ إن الأنفاق تصطف في المنطقة الواقعة بين معبر رفح وشاطئ البحر. لم يتمالك فتحي التعبي صاحب إحدى سيارات الأجرة الذي يعمل على خط غزة رفح، نفسه وانفجر غاضبا عندما أخبره صاحب محطة الوقود التي تقع عند مفترق الطرق المفضي إلى مخيم المغازي وسط القطاع، بعدم وجود وقود.. فقفل عائدا إلى سيارته. وقال فتحي لـ«الشرق الأوسط» «إن الأنفاق التي تستخدم في تهريب الوقود تقع في أقصى الناحية الغربية من الشريط الحدودي، والسلطات المصرية ستحتاج إلى أربعة أسابيع على الأقل حتى تشرع في إقامة الجدار في هذه المنطقة تحديدا». وتوجه سالم العثمان، الذي يقطن مخيم النصيرات وسط القطاع يملك محل بقالة وهو مهتم بتخزين أكبر قدر من البضائع تحسبا لتوقف عمليات التهريب، إلى أحد تجار الجملة في مدينة دير البلح المجاورة لتأمين الحصول على ما يحتاجه، لكنه فوجئ أن التاجر ينكر وجود ما يطلب. وغادر سالم محل التاجر وهو يضمر التوجه لقسم حماية المستهلك في وزارة التموين لتقديم شكوى في هذا التاجر. وعلى غير العادة في مثل أيام الخميس، شهدت الأسواق الشعبية في مدينة غزة ورفح وغيرها من المدن الفلسطينية الكبرى التي تعرض المنتجات المصرية حركة نشطة جدا، حيث يقبل الناس على شراء كل ما تقع عليه عيونهم قبل أياديهم. وقد أدت حالة انعدام اليقين إلى ارتفاع الأسعار بشكل واضح، رغم التحذيرات التي حرصت الحكومة المقالة وأجهزتها على توجيهها للتجار عبر محطات الإذاعة المحلية. في هذه الأثناء أصبح الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر هو حديث الناس هنا. ويلاحظ من يدخل المنتديات الفلسطينية - التي تجذب الشباب بشكل خاص - أن الشباب الفلسطينيين في غزة يتبادلون الأفكار حول كيفية جعل الجدار الفولاذي غير فاعل. ومن خلال متابعة ردود أفعال الناس هنا على هذا الجدار، فإن حدوث هبّة شعبية ضد هذا الجدار ستكون مسألة وقت.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط