فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
مدلولات التهديد بضرب غزة من جديد
مدلولات التهديد بضرب غزة من جديد
غزة – ساهر الحاج – مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
حملة إعلامية بدأها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة في صورة بدأت تعيد إلى الأذهان شلال الدم الذي سال خلال الحرب على غزة قبل حوالي أقل من عام ، وبدأت الحملة الأخيرة من خلال التصريحات التي أطلقها قادة الكيان الصهيوني حيث صرح الجنرال عاموس يادلين رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الصهيوني قبل 10 أيام أن حركة حماس أجرت بنجاح تجربة على إطلاق قذيفة صاروخية يصل مداها إلى 60 كيلو متراً مما يعني أنها تطال منطقة "تل أبيب" الكبرى ، كما وبدأت الصحف الصهيونية في إطلاق بالوناتها ومن بينها صحيفتي معاريف ويدعوت أحرنوت من أن حماس باتت تملك وقوداً للصواريخ يمكنها من تطوير منظومة الصواريخ التي تملكها ، بالإضافة إلى حصولها على صواريخ صينية مضادة للطائرات وأخرى للدروع .
الحقيقة إن هذه التصريحات لها مدلولات وأهداف صهيونية خبيثة لابد من التحذير منها ، والتنويه إليها ، من بينها ما يلي:
- الكيان الصهيوني وقبل البدء بأية حملة يبدأ حملة إعلامية واسعة النطاق حتى إذا ما وجد الظروف مواتية قام بمجازره المعهودة تماماً مثلما حدث في حرب غزة الأخيرة والتي كان الكيان الصهيوني قد حشد الكثير من الحشود الدولية وذلك لتبرير العملية التي قام بها، وبالنظر والتمعن نجد أن الكيان الصهيوني استغل جيداً تلك الظروف على المستوى الدولي التي أتاحت له الفرصة للاستفراد بغزة.
- الكيان الصهيوني لا يهتم بالتقارير الدولية التي يحاول البعض أن يضخمها ويجعلها وكأنها ستحرر القدس والأقصى وأنها ستدحر اليهود من أرض فلسطين ناسين أو متناسين أن هناك العديد من القرارات التي تم إصدارها عبر الأمم المتحدة وظل العرب وغيرهم يتغنون بها، والكيان الصهيوني لا زال يضرب بها في عرض الحائط لأن هذه القوانين وهذه المؤسسات لم تنشأ إلا لتمرير قرارات الطرف الأقوى بحسب موازين أهل الأرض وليس فيها ما يشير إلى نصرة الضعيف والواقع الحالي للمجتمع الدولي خير دليل على ذلك.
- عندما يقوم الكيان الصهيوني بإعلانه عن إمكانية حرب جديدة ضد غزة فهذا يخفف من وطأة التأثير الإعلامي للاجتياحات اليومية التي يقوم بها الكيان الصهيوني بشكل متكرر في المناطق الحدودية ، والاستعداد العسكري لدى المقاومة الفلسطينية من خلال عدم حمل هذه الاجتياحات على محمل الجد علماً بأنه مثل هذه الاجتياحات للكيان الصهيوني ولزمرة جيشه تحقق أهدافاً لا تقل أهمية عن الأهداف التي تحققها الحرب الحقيقية.
- يحاول الكيان الصهيوني من خلال إطلاقه لمثل هذه التهديدات قياس رد فعل المقاومة الفلسطينية ومعرفة مدى استعدادها لمثل هذه المواجهات ، كما أنها بإطلاقها لمثل هذه التهديدات تعكف بعدها على التمعن والتدقيق في كلمات الناطقين العسكريين للمقاومة الفلسطينية وهذه التصريحات التي قد تطلق عبر بعض رجال المقاومة الفلسطينية والتي ينبغي عليها أن تتعلم جيداً كيفية التعامل مع وسائل الإعلام الصهيونية وكيفية الرد عليها بالطرق المناسبة حتى لا تسمح للكيان الصهيوني الاستفادة ولو بكلمة واحدة سيعكف بلا شك الخبراء الصهاينة على تحليلها للوصول إلى نتائج قد تكون سلبية على المقاومة الفلسطينية .
- الكيان الصهيوني يريد من خلال هذه التصريحات إرسال رسالة للجبهة الداخلية الصهيونية مفادها أن أجهزة استخباراته ما زالت قادرة على الوصول لمعلومات دقيقة وأنها على علم بما تقوم به التنظيمات الفلسطينية من تسارع لوتيرة التسلح خصوصاً على صعيد الصورايخ بعيدة المدى .
- بعض المراقبين يرون أن الكيان الصهيوني يحقق من خلال الوضع الحالي أعلى مكاسب بأقل خسائر ممكنة ، فالكيان الصهيوني لا زال يفرض حصاراً مشدداً على قطاع غزة ومنذ الحرب على غزة التي ذبح فيها الأطفال والنساء و لم تسمح القوات الصهيونية بإدخال لو كيس أسمنت واحد لقطاع غزة بعد أن دمرت آلة الحرب الصهيونية عشرات الآلاف من منازل المواطنين لكن كل هذا لا يمنع أن يقوم الكيان الصهيوني بضرب غزة من جديد فهو لا زال يملك العديد من الأهداف على حد زعمه والتي لم تطلها آلة الحرب الصهيونية خلال الحرب على غزة.
- يحاول الكيان الصهيوني من خلال هذه التهديدات الضغط على حركة حماس والتي تقوم بتسيير قطاع غزة والتي ترى أنه من الأفضل المحافظة على الهدوء لاعتبارات ترى أن الحركة بحاجة للوقوف على أقدامها بعد الحرب على غزة لكن المشكلة الأعظم هي أن هذه التهديدات تعمل على الإيقاع بين حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية والتي لا يروق لها البقاء دون الاستمرار في ضرب الصواريخ الأمر الذي يدفع حركة حماس في بعض الأحيان إلى استخدام العصا الأمنية لوقف هذه الهجمات بحجة تأثيرها السلبي على الحركة.
.