فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

بعد فتوى الجدار الفولاذي: حملة الكترونية لمقاطعة مجمع البحوث والأزهر

 

 

التاريخ: 20/1/1431 الموافق 06-01-2010

 

أطلق مجموعة من الشباب على موقع "الفيس بوك" حملة لمقاطعة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، متهمينه بالانحراف عن الحق بإصداره فتوى بتحريم معارضة بناء الجدار الفولاذي.

ووفقًا لما نقلته صحيفة اليوم السابع حمّل مؤسسو الجروب الذى حمل عنوان "حملة مقاطعة مجمع البحوث بالأزهر" المجمع والأزهر السبب فى حصار أهل قطاع غزة.

وأوضحوا أن هذه الحملة موجهة ضد التشكيلة الحالية لكل منهما، بسبب انحرافها عن الحق وإصدارها فتوى بتحريم معارضة بناء الجدار الفولاذي بين مصر وغزة، حيث كان استنادهم في تبرئة عملية خنق الغزاوية بأن الأنفاق تستخدم لتهريب المخدرات.

وسخر أعضاء "الجروب" من مبررات المجمع لإجازة بناء الجدار الفولاذي قائلين: "قياسًا على مبررات مجمع البحوث فى مباركته لبناء الجدار الفولاذى بين مصر وغزة عندما قال: إن الأنفاق تستخدم فى تهريب المخدرات، تستطيع القول بأن السكين فى المطبخ يجب أن تُمنع، وذلك لإمكانية استخدامها فى القتل".

بيان المجمع:

وكان المجمع قد أصدر الخميس الماضي بيانًا أيد فيه بناء الجدار الفولاذي بين مصر وفلسطين ووصف فيه المعارضين للبناء بالمخالفين للشريعة الإسلامية.

وزعم البيان أن من حق كل دولة أن تقيم علي أرضها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها، ومن الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التي تمنع ضرر الأنفاق التي أقيمت تحت أرض رفح المصرية التي تهرب منها المخدرات وما شابهها مما يزعزع أمن مصر ويهدد مصالحها، زاعمًا أن هذا العمل الذي تقوم به مصر تأمر به شريعة الإسلام.

على الجانب الآخر، أبدى عدد من أعضاء المجمع استياءهم من البيان الذي يؤيد بناء الجدار الفولاذي قائلين: إن الشيخ محمد سيد طنطاوي- شيخ الأزهر- أصدر هذا البيان بقرار فردي لم يأخذ فيه رأي أغلب أعضاء المجمع، ورفض الدكتور محمد رأفت عثمان - عضو المجمع- التعليق على البيان، مشيرًا إلى أن رأي الأعضاء الآن لا يفيد؛ فقد صدر البيان وانتهى الأمر.

اعتراضات عل البيان:

وفي رد من علماء الأزهر على البيان الذي أصدره المجمع، أفتي اثنان من أبرز علماء الأزهر هما الدكتور محمد عبد المنعم البري- الأستاذ بجامعة الأزهر- والشيخ سيد عسكر- الأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث الإسلامية- بالتحريم القاطع لإقامة الجدار وحصار الفلسطينيين في غزة وعددهم يزيد علي مليون ونصف المليون فلسطيني لحساب إسرائيل.

وأكد الشيخان عسكر والبري أن إقامة الجدار حرام شرعًا ولا يجوز لأي سبب من الأسباب حصار وتجويع أشقائنا الفلسطينيين.

وقال الدكتور البري موجهًا كلامه للحكومة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، ولماذا تحاصرون أشقاءنا المجاهدين في غزة وتساهمون في تجويعهم؟!

أما الشيخ سيد عسكر فلم يكتف بالإفتاء بالتحريم القاطع للجدار الفولاذي، بل أكد أن هذا الجدار جريمة في حق الإسلام والمسلمين؛ لأنه يقدم مساعدة كبيرة للصهاينة بحصار الفلسطينيين.

وأضاف عسكر مستنكرًا التبريرات التي أعلنتها الحكومة ومجمع البحوث الإسلامية بأن الجدار يهدف لحماية الأمن القومي المصري، وقال: إن هذه التبريرات كلام فارغ ومنطق غريب وعجيب لأن الفلسطينيين لم يهددوا أبدًا الأمن القومي المصري، في حين أن الصهاينة يدخلون مصر بالبطاقة الشخصية ويهربون المخدرات ويهددون الأمن المصري، ثم لماذا لم يتم إقامة جدار مع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها "إسرائيل" وأقامت عليها كيانها الغاضب.. ثم وبنفس المنطق هل ستقيم مصر أسوارًا أخرى على الحدود مع ليبيا والسودان.

جدير بالذكر أن "إسرائيل" أعلنت ترحيبها الشديد ببيان الشيخ طنطاوي ومجمع البحوث الإسلامية، وأشارت الإذاعة "الإسرائيلية" بموقف الأزهر وفتواه، وأكدت أن الفتوى الأزهرية هدفها توفير الأمن والأمان لمصر ولجيرانها!

المصدر: مفكرة الإسلام

 

.