أنشطة المركز / للمركز كلمة

المستقبل للإسلام والمسلمين في فلسطين.

المستقبل للإسلام والمسلمين في فلسطين

 

نعم ... المستقبل للمسلمين في فلسطين بمدنها وبساتينها وبحارها وسهولها وجبالها ووديانها... ليس شعاراً نرفعه لنتكئ على الأمل والرجاء ... بل هو منهج وعقيدة ، نؤمن يقيناً ، بأن أرض فلسطين ستعود .. ولن يطول الانتظار إن رجعنا وتمسكنا بأسباب عزنا ونصرنا ؛ مهما أدلهمت الظلمات ، وتكالبت الأعداء ، وتداعت الأمم ، وتحالف المخذلون ، سيبزغ نور الفجر من جديد بإذنه تعالى . 

 

نعم ... مرت ستون عاماً من الاحتلال ... ولكن الظلم سيزول كما زال ظلم الجبابرة على مر العصور ... ونقول لكم يا من احتللتم أرضنا فأنكم راحلون ... ونحن باقون ... رغم المآسي والآلام ... ورغم الجراح والشتات ... ونحن على يقين بأن المستقبل لنا ... لعودتنا إلى فلسطين ... وعودة فلسطين إلى أمتنا التي دافعت عنها ، وروتها بدمائها وفلذات أكبادها ...

 

فيا أهل فلسطين ... كونوا على عقيدة ثابتة مستمدة من كتاب ربنا وسنة نبينا ، لا يوهنها أكاذيب اليهود الباطلة ... ولا يفترها تقادم الأيام والسنين... ففلسطين لأهلها مهما بعُد الزمان ... فالعاقبة للمتقين ... وستعود بإذن الله تعالى ... وهذا وعد الجبار والله لا يخلف الميعاد .

 

يا أهل فلسطين ... إن النصر حليفكم والمستقبل لكم ما التزمتم بدينكم قال الله تعالى : " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " ؛ فاجعلوا التوحيد أساس دينكم ، والإتباع أصل منهجكم ، يمكّن الله لكم دينكم ، ويستخلفكم في أرضكم .

 

يا أهل فلسطين ... المستقبل للإسلام في أرضكم .. وعد من الله .. ووعده حق ... وسيعُم فيها دين الحق والهدى الذي تحمله الفرقة الناجية المبرورة ... وتذب عنه الطائفة المنصورة .

 

يا أهل فلسطين ... أبشروا بقول الله تعالى : " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" . وبخبر معاوية بن أبي سفيان y حيث قال : سمعت رسول الله r يقول : " لا تَزَالُ طائفة منْ أُمَّتي أمّة قائمة بأمر الله ، لا يَضُرّهم من كَذَّبَهُم ، ولا مَن خَذَلهمْ حَتى يَأتيِ أَمْرُ اللهِ وهُم عَلى ذلِكَ " متفق عليه ؛ وفي رواية أخرى صحيحة: " لا تزال طَائِفَة من أمَّتِي يقاتلونَ على الحَق ظَاهِرِينَ على من ناوأَهُمْ حَتَّى يقاتلَ آخِرهم المَسِيحَ الدجال" . ومن المعلوم أن عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يدرك المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله.

يا أهل فلسطين ...  إن نور هذه الأمة تام ، ومستقبلها هام ، ولن يستطيع اليهود وأعوانهم أن يستأصلوكم ولو اجتمعوا مادمتم متمسكين بدينكم " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " ؛ بإعلاء دينه وإظهار كلمته ، وإتمام الحق الذي بعث به رسوله محمداًً صلى الله عليه وسلم .

 

يا أهل فلسطين ...  المستقبل لأهل المسجد الأقصى الذي جاء ذكره في كتاب ربنا : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " . وقيل فيه : لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية ، وبجميع البركات وافية ، لأنه إذا بورك حوله ، فالبركة فيه مضاعفة . ومن بركته أن فُضل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . فالمسجد الأقصى وما حوله مما يحيط به من بلاد كلها مباركة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه" .

 

يا أهل فلسطين ... لا خير في المسلمين إذا فسدتم ؛ فعن معاوية y ، قال : قال رسول الله r : " إذا فسد أهل الشام ، فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " رواه الإمام أحمد وصححه الألباني   فنفي الخيريّة عن الأمة عند فساد أهل الأرض المقدسة ، فلا بدَّ من الإيمان والعمل الصالح والجهاد في سبيله، فما أجمل اجتماع قداسة المكان مع قداسة العمل.

 

يا أهل فلسطين ... أرضكم هي الأرض المقدسة ، الأرض المباركة ، أرض الرباط والجهاد ، ومحل حزب الله من عباده ، وهم الطائفة المنصورة : أهل الحديث والعلم بالآثار ، ومن تبعهم بإحسان واقتدى بمنهج السلف الصالح  رضوان الله عليهم عقيدة ومنهجاً وسلوكاً وتربية.

يا أهل فلسطين ...من سنن الله تعالى أن تكون العاقبة للمتقين طال الزمان أو قصر، فالنصر والتمكين لدين الله قادم لا محالة بنا أو بغيرنا قال تعالى: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".

يا أهل فلسطين ...لا شك أن قتال اليهود حادث ولا ريب، وسيقضي المسلمون المجاهدون على الدجال ومن معه من اليهود جميعاً، وتستريح البشرية جمعاء من شرور اليهود وأطماعهم وإفسادهم ؛ روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".

يا أهل فلسطين ... لقد وعد الله تعالى المؤمنين بأن ينصرهم على عدوه وعدوهم وإن طال الزمان بنظر المؤمنين أو قصر، وربط الرسول صلى الله عليه وسلم الأرض المقدسة بأصلها الأصيل وهو الإسلام، فهو مستقبلها وبه حياتها، ولن يتم لها أمر، أو يعلو لها شأن إلا من خلال هذا الدين وأهله المصلين الموحدين المؤدين فرائضه، والمجتنبين معاصيه، فالنصر موعود الله سبحانه وتعالى للجباه الساجدة، والقلوب الموحدة، والأيدي المتوضئة، قال تعالى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون" النور 55.

يا أهل فلسطين ...أيقنوا أن النصر لا يكون بالتمني والأماني والركون إلى الدنيا إنما النصر بالجهد والجهاد وبتحقيق التوحيد لله تعالى "يعبدونني لا يشركون بي شيئاً" فلا يتنـزل النصر مع الإشراك بالله تعالى، وبهذا نعلم مقدار بعد الأمة الإسلامية عن النصر وأسبابه، وذلك لشيوع أسباب الشرك ومظاهره وغلبة الهوى والجهل، وظهور الفرق الضالة في الأمة وتمكنها في بلادنا ، ومتابعة جماهير المسلمين اليوم لهذه الضلالات إلا ما رحم الله والتي أبعدتهم عن الجادة والنهج القويم.  

يا أهل فلسطين ... إن العودة إلى الإسلام هو الطريق لإنقاذ فلسطين والمسجد الأقصى السليب، وبتمسكنا بالإسلام ترجع إلينا إن شاء الله مقدساتنا التي اغتصبت في بيت المقدس، وديارنا السليبة في جميع أنحاء الأرض ويتحقق لنا شرط التمكين والنصر قال تعالى: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" الحج 41. وتكون بهذا العاقبة للمتقين والنصر للمؤمنين.

يا أمتنا .... لا بد من نبذ الخلاف وتوحيد الرّأي ، والوقوفُ صفّاً واحداً في مواجهَة الاحتلال اليهودي ، والثبات على نهجِ الوَحدة القائم على الشريعة الإسلامية ؛ الوحدة التي لا يذّل فيها مظلوم، ولا يشقى معها مَحروم، ولا يعبَث في أرضِها باغ، ولا يتلاعب بحقوقِها ظالم؛ فالأزمات والأحداثُ تحتاج أوّل ما تحتاج إلى رصّ الصّفّ وصِدق الموقِف والتّلاحم حتّى يفوتَ على الأعداء والعُملاء فرصتُهم في البلبَلة وبثّ الفُرقة وذهاب ريح الأمّة ؛ قال تعالى: "وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ". وقال سبحانه "وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".

 

يا أمتنا ... ستون عاماً مضت واليهود يعيثون الفساد في أرض الأنبياء ولكن هذا لن يطول بإذن الله تعالى ... ولن يدوم ظلمهم ... فدولة الظلم لن تعيش طويلاً ... لأنها قامت وليدة متعلقة بحبل سري ... فلولا الغرب لما كان لهم جولة وصولة !! ومهما احتفلوا وابتهجوا فإن المستقبل لديننا على أرضنا ... أرض المسلمين ... وكلما تقادم الزمان ازددنا تمسكا ومطالبة بحقوقنا المسلوبة ، فلا يظن ظان أننا سنتنازل على أرضنا .

 

يا أمتنا ... ستزول دولة العدوان أسرع مما تتوقعون ، إن تمسكنا بديننا وثوابتنا ووحدنا صفوفنا ، فنحن على يقين بأن كيانهم لن يدوم ... وظلمهم سيزول ، وسيبزغ نور جديد يعيد لأرض المقدسات وأرض المسرى مكانها ومكانتها ...

 

يا أمتنا ... ستون عاماً مضت ولكنها كانت قاسية لتعلمنا كيف نحافظ على أرضنا ومقدساتنا وثوابتنا وأن لا نتنازل عن شبر منها ... ولا نخدع بالوعود الزائفة ... والتي امتدت منذ الثورة العربية حينما وعد قادتها باستقلال العرب وتمكينهم من قيادة أنفسهم ، فإذا بتقسيم جديد بين دول الاستعمار تلاه وعد بلفور ثم انتداب ثم تمكين اليهود على أرض المسلمين .. لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه فلقد سئمنا الوعود ممن لا يفي بالعهود !!

 

يا أمتنا ... لقد صرف اليهود مليارات الأرض وذهبها من أجل أن يجعلوا فلسطين وأهلها ذاكرة في التاريخ ، وأنى لهم ذلك !! بل نقول لهم أنتم التاريخ الزائل ونحن باقون .. مدافعون .. متمسكون بكتاب ربنا ، وسنة نبينا ... فهي أرضنا الطاهرة ... فما زلنا نحمل مفاتيح بيوتنا ومساجدنا وبساتيننا .

 

 يا آل صهيون ... لا يأخذكم الغرور ... فعقارب الساعة إن توقفت .. لا بـد أن تدور ... وطنوا ما شئتم .. هي ليالي وأيام تفصل قدومكم عن رحيلكم ..ونحن يقيناً عائدون ... وأنتم يقيناً خارجون ؛ وبمشيئة الله تعالى سيعود أهل الديار إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها .

 

يا آل صهيون ... لن تحميكم الجدر والحصون فإن أردتم الحياة ... فاخرجوا من أرضنا وديارنا إلى شتات الأرض كما كنتم ... فاسدون مفسدون ... وليعود "الأشكناز" إلى ديارهم ،  و" السفارد" إلى مأواهم ، و"الفلاشا" إلى قارتهم ... ويعود أهل فلسطين إليها ... فإنها لن تكون إلا لأهلها المسلمين ، وستقوم الساعة على ذلك هذا ما أخبرنا عنه الله تبارك وتعالى ...

 

يا آل صهيون ... ظل الصليبيون محتلين لبيت المقدس إحدى وتسعين عاماً ، هتكوا خلالها الحرمات ، وقتلوا نحو سبعين ألفاً من المسلمين ، وغيروا المعالم وعاثوا فساداً .. وفي النهاية كان مصيرهم الزوال عن أرض المسلمين بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، فأرض الرسل والرسالات لن تدوم بيد قتلة الرسل والأنبياء .

 

 

ستون عاماً ... ولنا النصر والعودة بإذن الله تعالى

 

عيسى القدومي

 

 

.