فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
محلل إسرائيلي: عباس صمام أمان للاحتلال في الضفة
الثلاثاء 29 ذو القعدة1430هـ 17-11-2009م
مفكرة الإسلام: رأى محللون "إسرائيليون" أن بقاء رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس في السلطة يعد صمّام أمان للاحتلال بالضفة الغربية، لاسيما في ظل التنسيق الأمني بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية هناك، مشيرين إلى أن تخليه عن منصبه من شأنه أن يثقل كاهل الاحتلال بمسئولية عن الضفة قد لا يستطيع تحملها.
وكتب المحلل شاؤول أريلي في صحيفة "هآأرتس" "الإسرائيلية" قائلاً: إنه حتى في حال عدم إجراء الانتخابات في موعدها في يناير القادم حسبما هو متوقع وبقاء عباس في موقعه الآن إلا أنه من الوارد مستقبلاً أن يفي بتنفيذ تهديده وتقديم استقالته، وبالتالي يضع "إسرائيل" في موقف يماثل موقفها في غزة قبل عملية الرصاص المصبوب ولكن مع تداعيات أكثر خطورة.
وعزا أريلي ذلك إلى أن "إسرائيل" قررت في عملية "الرصاص المسكوب" ترك السيطرة على غزة في أيدي حماس إدراكًا منها أن هذا هو البديل الوحيد لاستئناف الحكم "الإسرائيلي" هناك مع ما ينطوي عليه من نتائج كارثية لدولة الاحتلال.
السلطة تكفي الاحتلال مؤونة الضفة:
وأضاف: "قد يتصور البعض أن انفراط عقد السلطة الفلسطينية سيكون مدعاة للابتهاج الشديد في "إسرائيل"، لكن ذلك سيجبر تل أبيب على استئناف مسئوليتها عن حكم ما يربو على مليوني فلسطيني بالضفة الغربية.
وأكد أريلي أن "تفكك السلطة الفلسطينية قد يتزامن معه قرار من جانب فتح بالالتزام بالدخول في مصالحة مع حماس، مع ما يصاحب ذلك من إلغاء لخطة دايتون الخاصة بإقامة بنية عسكرية فلسطينية والإجهاز على التنسيق الأمني المزمع مع "إسرائيل".
كما أن زوال السلطة الفلسطينية قد يعني أيضًا، بحسب أريلي، انتهاء خطة فياض الرامية إلى إنشاء مؤسسات لدولة فلسطينية في المستقبل وإطلاق سراح سجناء حماس المعتقلين بالضفة الغربية وتجدد الانتفاضة الشعبية. وستصبح "حماس" هي اللاعب الوحيد على الساحة الفلسطينية بفضل نجاحها في وضع حد للوجود "الإسرائيلي" في غزة وتعهدها بإنجاز نفس الشيء في الضفة الغربية.
إعلان الدولة وفرصة لـ"إسرائيل":
ويتابع المحلل الصهيوني: لذلك ترك عباس نافذة فرصة أمام "إسرائيل" والولايات المتحدة لكي تستعيد الأخيرة رباطة جأشها والتحرك من أجل منع تحقيق هذا السيناريو. وتأتي المبادرة الخاصة بالإعلان الأحادي عن قيام دولة فلسطينية في إطار الحرص على ترك مثل هذه الفرصة، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المبادرة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
وخلص المحلل شاؤول إلى نتيجة مفادها أنه لابد "لإسرائيل" أن توجد الظروف التي تكفل في المدى القصير تحقيق خطة فياض المتعلقة ببناء دولة فلسطينية "من القاع إلى القمة" وفي المدى الطويل استئناف المفاوضات طبقًا لأجندة متفق عليها وإطار زمني لاستكمال المفاوضات بشأن ترتيب الوضع النهائي.