فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

تخطيط يهودي لطباعة شعار ألواح العهد اليهودية على المصحف الشريف.

 

تخطيط يهودي لطباعة شعار ألواح العهد اليهودية على  المصحف الشريف

 

اعداد: م/نايف فارس

 

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. أما بعد:

 

يخطط اليهود لطباعة شعار ألواح العهد اليهودية، وفي وسطها السيف شعار الحاخامية الكبرى للجيش الإسرائيلي على  المصحف الشريف، كما كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية بذلك، وذلك ليتم توزيعها على المسلمين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي ، هذا ما أشار إليه موقع الجيش الإسرائيلي على شبكة الإنترنت، إلا أن الفكرة جاءت بعد الزيارة التي قام بها الحاخام الأكبر للجيش الفرنسي اللواء حاييم كورسيه لقيادة الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، ولفت الانتباه خلالها إلى عدم وجود طباعة لرمز الجيش الإسرائيلي على نسخ القرآن الكريم التي توزع على الجنود المسلمين في الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي تطبع فيه على جميع الكتب الدينية، التي توزع على زملائهم اليهود.

وهذا ما صرح به كورسيه لمجلة بمحانية «في المعسكر»، والتي يصدرها الجيش الإسرائيلي شهرياً، والذي أكد فيه أنه من الخطأ عدم طباعة رمز الجيش الإسرائيلي على نسخ القرآن، الأمر الذي يعني أن القرآن ليس جزءاً من الجيش الإسرائيلي، وتحدث كورسيه عن تجربة الجيش الفرنسي في دمج أبناء الديانات الثلاث في الجيش، ودفعهم لتبني عقيدة قتالية واحدة، مشيراً إلى أن الأمر ذاته يجب أن يقوم به الجيش الإسرائيلي في هذا الصدد.

 

والأسئلة التي تفرض نفسها:

لماذا الإهتمام الكبير بتوزيع القرآن على المسلمين في الجيش الإسرائيلي، هل لأنهم كما صرحوا بدفعهم لتبني عقيدة قتالية واحدة؟!

وكيف يكون ذلك والقرآن فيه من الآيات التي تبيّن وتوضح عداوة اليهود والنصارى للمسلمين؟!

هل القرآن الذي يوزع على المسلمين هو نفسه القرآن المحفوظ أم أنه قرآن محرّف؟ مع العلم أن هناك مواقع يهودية في الانترنت تحرّف القرآن، لينخدع بعض الذين لا يقرؤون القرآن ولا يحفظونه من غير المسلمين، فيقع في قلوبهم الشُّبه، ويجعلون الآيات المحكمة من المتشابهه، ويلبّسون على المسلمين دينهم.

لماذا يقوم اليهود بهذا العمل إذا كانوا واثقين كل الثقة من دينهم وأنه غير محرّف، وأنه الدين الصحيح؟! فيكفيهم الدعوة لكتابهم، إن كان صحيحاً فسوف يطغى على جميع الأديان، لكنهم يعلمون أن كتابهم محرّف، فيلجئون للخداع والتحريف وإهانة المصحف الشريف.

 

إنهم لا يفعلون هذه الأمور إلا استفزازا لمشاعر المسلمين، وتشويه للدين الإسلامي، لأنهم يعلمون في ذاتهم أنهم لا يستطيعون أن يتحدّوا المسلمين وينتصروا عليهم إلا بتحريف دينهم الإسلامي.

وما ينوون القيام به من وضع شعار ألواح العهد اليهودية، وفي وسطها السيف شعار الحاخامية الكبرى للجيش الإسرائيلي على  المصحف الشريف، لم يأت من فراغ وإنما هو مسيرة موازية لمسيرة تحريف القرآن ولكن بالتدريج، فإذا ما تعوّد المسلمون واستكانوا ورضوا بالشعار أن يكون على المصحف الشريف، سيكون هناك خطوة تالية تكون ببث السموم في عقول المسلمين، وتحريف المزيد منه، فهو جس لنبض وردة فعل العالم الإسلامي، فقد حدث أن طبع هؤلاء قرآن محرف ووزّع على كثير من الدول العربية والإسلامية بمساعدة اللجان التنصيرية، فتنبه لها المسلمون وأوقفوا هذا الأمر، لكن اليهود لا يستسلمون لإن قوة المسلمين في قرآنهم وأحاديث نبيهم الصحيحة.

 

ولا ننسى أنهم بذلك يريدون إهانة القرآن، بوضع شعاراتهم اليهودية عليه، فهمّهم أن يجعلوا القرآن جزءاً من الجيش الإسرائيلي كما صرح بذلك كورسيه، فكيف يكون كلام الله جزءاً من جيش نازي عنصري لا رحمة فيه ولا شفقة، هذا علاوة على أنهم لا يؤمنون به؟!

فهل يطمحون إلى جعله نوع من المتاع الذي لا يؤثّر في سلوك المسلم في الجيش الإسرائيلي، فيكون كأنه أي كتاب يُقرأ؟! لأنهم فشلوا في إبعاد المسلمين عن القرآن، فليس لهم إلا أن يشوهوه ويخرجوه عن مضمونه ويحذفون ما يحلوا لهم ولكن بدراسة متأنية وبخطى ودرجات بطيئة حتى لا يشعر المسلمون بذلك.

 

ومن العجيب أن اليهود لم يقوموا بوضع الشعار الذي ينوون وضعه على نسخ العهد الجديد (كتاب النصارى) للذين هم في الجيش الإسرائيلي، وهذا ما أشار إليه موقع الجيش الإسرائيلي على شبكة الإنترنت حيث قال: "من غير المعلوم حتى الآن إذا ما كان الجيش الإسرائيلي سيقوم بالشيء ذاته في نسخ العهد الجديد، التي توزع على الجنود المسيحيين في الجيش الإسرائيلي".

فلماذا لفت انتباه حاييم كورسيه خلو المصحف من الشعار ولم ينتبه إلى العهد الجديد للنصارى بل لم يعره اهتماماً!!

إنها محاولة لإهانة المصحف الشريف، وإهانة الدين الإسلامي (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين).

ولكن القرآن محفوظ رغم أُنوفهم، كما قال عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

 

فعلى المسلمين التنبه لما يحيط بهم من مكائد وخطط لتشويه وتحريف وإهانة الدين الإسلامي، وعليهم أن يعلّموا أجيالهم ويدرسوهم عن الحقد اليهودي، حتى ينشيء جيل واعي عالم بخبث وغدر اليهود.

 

وعلى المسلمين الرجوع إلى دينهم حتى يكونوا يدا واحدة ضد العدوان الإسرائيلي الصهيوني.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

.