فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

رائد صلاح: إسرائيل بدأت مخطط إزالة المصلى المرواني

 

 

التاريخ: 10/1/1431 الموافق 27-12-2009

 

تسير قدماك تجاهه دون أن تشعر بذلك.. يجذبك الفضول إلى معرفة ما الذي تخبئه الأرض بداخله.. وما إن تطؤه قدماك حتى تنبعث منه رائحة التاريخ الأموي.. فتجذبك أقواسه ونقشات أحجاره.

شعور ينتاب زائري "المصلى المرواني" الذي يقع تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك الجنوبية الشرقية، ليتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى.

غير أن هذا الشعور الروحاني، بات الكثيرون يتخوفون من أن يحرموا منه بعد تحذيرات أطلقها الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، عن وجود مخطط للاحتلال الإسرائيلي لتحويل المصلى إلى كنيس يهودي.

وفي حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" أعرب الشيخ صلاح، الذي ارتبط اسمه بالدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، عن مخاوفه من "البدء الفعلي لعملية الاستيلاء على المصلى وتحويله إلى كنيس".

وقال الشيخ صلاح: "هذا المخطط كشفنا عنه قبل 3 سنوات، ونشر عنه بشكل رسمي تحت اسم (كيديم أورشليم) ومعناه (القدس أولا).. لكن ما جعلنا نعيد التحذير بشأنه اليوم هو قيام الاحتلال بهدم أجزاء من القصور الأموية الملاصقة تماما للجهة الجنوبية للمصلى".

وتابع: "ظهور الكثير من الدلالات تجعلنا نطلق صرخة تحذير مما قد يحدث خلال الفترة المقبلة بحق المصلى المرواني".

الاستيلاء على الأقصى

وأشار رئيس الحركة الإسلامية إلى أن "إزالة بعض من حجارة القصور الأموية الملاصقة للمصلى هدفها توسيع الساحة أمام "الباب الثلاثي" الواقع في الجهة الجنوبية للمصلى والمغلق منذ عشرات السنين، والهدف هو إعادة فتحها وجعلها المدخل الأساس للكنيس".

وأوضح أن "الاحتلال يهدف من خلال الاستيلاء على المصلى المرواني تحقيق الهدف العام، وهو الاستيلاء على المسجد الأقصى من خلال مرحلتين، الأولى تتمثل في الاستيلاء على باطن وأسفل الأقصى، من خلال الاستيلاء على المصليات وتحويلها إلى كنس، ثم المرحلة الثانية من خلال الاستيلاء على الأقصى نفسه وتنفيذ المشروع بإقامة هيكل سليمان المزعوم".

بدوره قال محمود أبو عطا، المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن الجماعات اليهودية بدأت بتنفيذ الشعائر والطقوس الدينية بالقرب من الجهة الجنوبية للمصلى المرواني، وهو ترسيخ الجانب الديني بحسب معتقداتهم لهذا المكان.

وكشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في 23-12-2009 عن قيام الاحتلال للمرة الثانية على التوالي خلال العام الجاري بسرقة عدد كبير من أحجار القصور الأموية جنوب شرق المسجد الأقصى، وتم أخذها إلى جهة مجهولة بواسطة رافعة كبيرة، ثم تم وضعها بشاحنة.

المصلى المرواني

وعرف المصلى المرواني قديما بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب؛ حتى يتسنى بناء المسجد القبلي فوقه؛ ليكون على أرضية مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى القسم الشمالي.

ويرجح الكثير أنه بني في زمن مروان بن عبد الملك قبل بناء المسجد القبلي؛ لكي يستخدم للصلاة فيه، ريثما يتم الانتهاء من بناء المسجد.

ويضم المصلى 16 رواقا حجريا قائما على دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف (4.5 كيلومتر).

ويمكن الوصول إليه من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي تم الكشف عنها مؤخرا.

وخلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة، وأسموه "إسطبلات سليمان"، ولا يزال بالإمكان رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى لربط خيولهم، وبعد تحرير بيت المقدس، أعاد صلاح الدين الأيوبي تطهيره وإغلاقه.

وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة؛ نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وفي نوفمبر 1996 أعادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه للصلاة، بهدف حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود من الصلاة فيه، ومن ثم الاستيلاء عليه؛ حيث أقاموا درجا يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى.

وتعاني كثير من أعمدة المصلى المرواني وجدرانه، خاصة في رواقه الأخير الملاصق للجدار الشرقي للمسجد الأقصى، وكذلك سقفه، من تصدعات خطيرة تهدده بالانهيار، مما يتطلب ترميما عاجلا يحظره المحتلون في إطار حصارهم المتواصل للمسجد الأقصى.

المصدر: إسلام أون لاين

 

.