القدس والأقصى / عين على الاقصى

هدم الأقصى مسألة وقت

الأقصى المبارك في خطر أكثر من أي وقت مضى, هذا صحيح تماماً ففي 2/رجب /1425هـ الموافق 18/8/2004م نشر موقع مفكرة الإسلام خبراً مفاده أن يهوداً مغتصبون قاموا بمسيرة حول المسجد الأقصى وقاموا بتمزيق المصاحف وقد أحاطت بهذه المسيرة الشرطة اليهودية حيث طافت البلدة القديمة من القدس المحتلة وفي محيط المسجد الأقصى ومقبرة الرحمة. وقد أوضح الشيخ محمد حسين خطيب المسجد الأقصى المبارك أن اليهود قاموا بمسيرة حول المسجد الأقصى انطلاقاً من ساحة حائط  البراق مروراً بباب السلسلة وباب القطانين وباب الحديد وسوق البلدة القديمة وجميع أبواب المسجد الأقصى حتى باب الأسباط باتجاه باب الرحمة.

 

وهناك أيضاً مخاوف فلسطينية من احتمالات عدوان جويّ يهودي يستهدف المسجد وكلها حقيقة ماثلة وملموسة، والمعلومات اليهودية المتسربة من الشباك ووزارة الداخلية اليهودية في الأيام الأخيرة حول نية متطرفين يهود تفجير الأقصى إنما تعزز جملة كبيرة من المعلومات والوثائق المتراكمة أصلاً على مدى سنوات الاحتلال والتي تتحدث كلها عن نيات ومخططات وسيناريوهات وإجراءات يهودية لهدم الأقصى،

 

إذن النيات والمخططات والجماعات الإرهابية كلها قائمة والمسألة وقت وتوقيت فقط.

 

ولكن استهداف المدينة المقدسة لا يقتصر على تلك التنظيمات الـ25 تنظيماً إرهابياً فهناك الدولة اليهودية بكل مؤسساتها الوزارية وغيرها تعمل بلا كلل من أجل إحكام قبضتها الاستيطانية والدينية والسياسية السيادية على القدس وحسب بعض التقارير الفلسطينية  (فإن مايجري في القدس من إجراءات يهودية ليس إلا تطهيراً عرقياً وباتت الدولة اليهودية في المرحلة النهائية محكمة سيطرتها على القدس).

 

ولذلك حين تعرب المخابرات والداخلية اليهودية عن خشيتها من احتمال تفجير الأقصى على يد متطرفين يهود فإن ذلك لا يبرئ ساحتها من أي عدوان قادم على الأقصى قد تكون هناك اعتبارات وحسابات يهودية داخلية عديدة تتعلق بالأزمة الحكومية والليكودية تقف هذه الأزمة وراء الكشف عن مخططات العدوان على الأقصى وقد تكون هناك اعتبارات خارجية أيضاً تضاف إلى تلك الداخلية ولكنها كلها تهدف إلى الخداع وذر الرماد على العيون ولكي نعرف الدوافع لا بد أن نلقي الضوء على عقلية تدمير المقدسات وعلى المنطلقات والأدبيات الأيدلوجية الصهيونية التي تقف وراء التنظيمات والمخططات الرامية إلى هدم المسجد الإقصى وبناء الهيكل.

 

وفي 10/أغسطس /1999م قامت حكومة باراك بإغلاق نافذة كانت قد فتحتها الأوقاف الإسلامية في جدار المسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية بهدف تهوية المسجد وإنارته ولم يكن ذلك تعجلاً اعتباطياً وإنما حمل معه مؤشرات ودلائل كثيرة وأبعاداً تتعلق بالأمر الواقع من جهة أولى وتتعلق بسياسة الخطوط الحمراء من جهة ثانية والأهم والأخطر أن هذا الأبعاد لها صلة بسياسة الحفريات تحت الأقصى من جهة ثالثة.

 

قرار الحكومة هذا هو تطبيق لسياسة احتلالية يهودية مبيتة راسخة تكرس واقع الهيمنة والسيادة على القدس وتسعى لإضفاء البعد الديني والصبغة الدينية اليهودية على القدس باعتبارها مدينة يهودية الطابع والواقع وما الحفريات المحمومة المسعورة إلا في هذا الإطار وهذا البعد تحديداً. 

 

وهل تحمل كل هذه المعطيات والوقائع معها احتمالية ترجمة النيات والمخططات الإرهابية اليهودية بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه؟

 

يمكننا بالتأكيد ليس فقط ألا ننفي هذه الاحتمالية بل نؤكدها استناداً إلى جملة قرائن ومعطيات موثقة هي موجودة في مصادرهم فاليهود بأجهزتهم وتنظيماتهم وأطيافهم السياسية المتشددة والعنصرية على وجه التحديد يسابقون الزمن لهدم الأقصى إذ يعتقدون أن دورة جديدة من التاريخ اليهودي على وشك أن تبدأ، ولإنهاء "دورة ملك السلام" الذي سيتخلص من كل أعداء إسرائيل حسب زعمهم وهذا المنتظر من عالم الغيب يستلزم قدومه تهيئة عالم الشهادة المتمثل في إقامة الدولة وقد تم ذلك، وتوحيد العاصمة وقد تم ذلك، وتجهيز منبر الهيكل والمعبد الذي هو الهيكل وهو مهمة الوقت الآن عند اليهود.

 

فهل يعي المسلمون مخططات الصهيونية تجاه المسجد الأقصى ويدركون أن مايحاك في الأروقة والكواليس الصهيونية اليوم هو حيز التنفيذ غداً في مخططاتهم .

 

 

 

عبد الرقيب العزاني      

 

 

.