فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
صفقات أسلحة صهيونية مشبوهة في أفريقيا
الأحد 10 من محرم1431هـ 27-12-2009م
مفكرة الإسلام: كشفت مصادر صحافية عبرية النقاب عن بعض صفقات الأسلحة الصهيونية المشبوهة فى القارة الأفريقية، والتى تتم فى مقابل استنفاذ المصادر الطبيعية لدول القارة السمراء فى إطار مخطط صهيوني منظم لاختراقها.
وأشارت صحيفة هاآرتس العبرية على موقعها الإلكتروني إلى تورط مجموعة من كبار المسئولين "الإسرائيليين" في أنشطة عسكرية مشبوهة في دولة غينيا الأفريقية عبر القيام بتزويدها بالسلاح مقابل الحصول على ثرواتها الطبيعية، كاشفة عن تورط كل من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق أيهود أولمرت ووزير الخارجية شلومو بن عامي وسفير "إسرائيل" لدى فرنسا نسيم زولاي وكذلك سفيرها في السنغال دنيال بنحاسي وعدد من كبار الضباط في الجيش "الإسرائيلي" بالتعاون مع مجموعة من رجال الأعمال "الإسرائيليين" فى هذه الأنشطة المشبوهة.
تغلغل صهيوني:
وزعمت الصحيفة أن النشاط "الإسرائيلي" في دولة غينيا ذات الأغلبية المسلمة والتي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب يعود لسنوات ويتجدد كلما جاء رئيس جديد لحكم البلاد أراد أن يثبت ويرسخ من دعائم حكمه, والذي يجد حوله فور توليه مجموعة من رجال الأعمال وتجار السلاح "الإسرائيليين" الذين يهرعون إليه لتقديم ما يحتاجه من دعم عسكري وأمني يمنحه القدرة على البقاء في السلطة لأطول مدة ممكنة، وهو ما حدث مع الرئيس الغيني الحالى موسى كامارا.
وأوضحت الصحيفة أن النشاط العسكري "الإسرائيلي" المشبوه في دولة غينيا وجد طريقه منذ سنوات من خلال قيام مجموعة من رجال الأعمال الذين يحملون الجنسية "الإسرائيلية" ومعها جنسيات أجنبية أخرى بالتردد عليها ومنهم تاجر الماس "الإسرائيلي" المعروف بني شتينامتس صاحب شركة BSGR الذي نجح منذ سنوات في الفوز بحصة الأسد في مشروعات لاستخراج الحديد, وكذلك شركة أل أر ومقرها مدينة هيرتزاليا الصهيونية والتي تدير حالياً شركة سلكوم غينيا العاملة في مجال الاتصالات والأكبر من نوعها هناك وتستأثر بالنصيب الأكبر في سوق الاتصالات الغيني، وخلف هذه الأنشطة التجارية والاقتصادية يتم إدارة أنشطة عسكرية مشبوهة.
زيارات مشبوهة:
وكشفت هاآرتس فى تقريرها النقاب عن الزيارة التي قام بها إسرائيل زيو صاحب شركة Global CST للأنشطة الأمنية لغينيا في مارس الماضي لتدريب القوات الرئاسية الغينية الخاصة، وتزويدها بالسلاح "الإسرائيلي" وذلك بمساعدة وزير الخارجية "الإسرائيلي" السابق شلومو بن عامي الذي يشغل الآن منصب رئيس معهد تولدو لتسوية النزاعات الدولية ومقره أسبانيا.
وأوضحت أن بن عامي قد سبق له مساعدة زيو على تنمية نشاطه العسكري المشبوه في أمريكا الجنوبية وحصل منه على وعود بدعمه كذلك في توسيع نشاطه في دول القارة الأفريقية والعمل قدر الإمكان على إيجاد أهداف جديدة في القارة السمراء.
ثروات طبيعية فى مقابل السلاح:
وأوضحت الصحيفة العبرية أن تجار الأسلحة "الإسرائيليين" فى القارة السمراء لا يحصلون على مقابل مادي لصفقات الأسلحة التى يبرمونها، بل يحصلون فى مقابلها على ثروات طبيعية فى تلك الدول، وهو ما حصل عليه رجل الأعمال الصهيوني زيو، حيث حصل على عقود لاستخراج الحديد واليورانيوم والماس والذهب والملح، فى مقابل أسلحة قام ببيعها للرئيس الغيني كامرا، بل وتمكنت شركات "إسرائيلية" عدة من الفوز بحصص كبيرة مما تنتجه غينيا من هذه الثروات, مشيرة إلى أن الرئيس كامرا منح "الإسرائيليين" الحق في المزيد من الثروات ببلاده وقام بإلغاء عقود مع شركات أجنبية كانت تعمل هناك ونقل المشروعات التي كانت تشرف عليها "للإسرائيليين" ومن بينها شركة ريو تينتو الأسترالية التي أعربت عن قلقها البالغ مما يحدث هناك.
أنشطة خارجة على القانون:
وأنهت صحيفة هاآرتس تقريرها بالإشارة إلى أن مسئولي وزارة الحرب "الإسرائيلية" أكدوا من جانبهم أن الوزارة لم تمنح أحد الحق في القيام بأية أنشطة أمنية في غينيا وأن أي نشاط تقوم به شركات خاصة "إسرائيلية" يندرج تحت الأنشطة الخارجة على القانون، وأن من يثبت تورطه فيها سيتم محاكمته.