فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

زيارة العريفي للقدس.. جدل متوقع

 

التاريخ: 21/4/1431 الموافق 06-04-2010

 

بعد نحو أسبوعين من إعلان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنه يرفض زيارة القدس ويدعو جميع المسلمين لعدم زيارتها إلا بعد تحريرها، أعلن الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي على الهواء مباشرة عبر قناة «اقرأ» الفضائية أنه يعتزم الذهاب إلى القدس المحتلة الأسبوع المقبل.

ويتوقع أن تؤجج تصريحات العريفي الجدل حول ما إذا كانت قضية زيارة المسلمين  للقدس تدخل في إطار التطبيع كونها تتطلب الحصول على تأشيرة إسرائيلية أم هي شكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين، ولا سيما أن هناك جدلا متصاعدا بالبحرين هذه الأيام بعد إعلان الاتحاد البحريني لكرة القدم اعتزامه خوض مباراة ودية مع المنتخب الفلسطيني بالقدس.

غدر اليهود

وقال الشيخ محمد العريفي خلال آخر حلقة من برنامجه "ضع بصمتك" التي تبثه قناة "اقرأ": «سأصوّر الحلقة المقبلة من البرنامج في القدس»، مؤكدا أن «لفلسطين حقا على المسلمين».

ووعد العريفي مشاهدي «اقرأ» بمفاجآت «مدهشة» في الحلقات المقبلة من البرنامج. ولم يخفِ العريفي خوفه من «غدر اليهود». وقال: «نسأل الله السلامة والعافية». بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتأتي هذه الخطوة من العريفي رغم حظر القوانين والأنظمة المتبعة في السعودية سفر السعوديين إلى فلسطين بغرض عدم إعطاء الشرعية للمحتل .

ولم يُفصح العريفي عن طريقة حصوله على التأشيرة التي تسمح له بالدخول ولا الجهة التي منحتها له، وفي حال تمكنه من تسجيل برنامجه من القدس ستكون هذه سابقة بالنسبة لعلماء الدين في العالم الإسلامي.

شروط إسرائيلية

واهتمت الصحافة الإسرائيلية بما أعلنه العريفي، عن نيته زيارة القدس الأسبوع القادم، كتحرك للمطالبة بحق المسلمين بالقدس، لتكون هذه أول زيارة تقوم بها شخصية سعودية بارزة إلى القدس.

و نقلت صحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية، عن مصدر في بلدية القدس قوله: "القدس تحت راية إسرائيل مفتوحة لجميع الناس من جميع الأديان للقدوم إليها والاستمتاع فيها."

ولكنه اشترط لإتمام هذه الزيارة  عدم السماح: " بأي نشاط سياسي يؤدي إلى العنف في مدينة محتدمة أصلاً."

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور ان بإمكان العريفي الحصول على تأشيرة دخول عبر السفارة الإسرائيلية في عمّان.

وأضاف أنه «لسنوات عديدة قام العديد من الأشخاص من دول لا تقيم علاقات مع إسرائيل، كليبيا واندونيسيا، بزيارة للقدس... وهذه الزيارات كانت تتم بطبيعة الحال من خلال التنسيق مع السلطات الإسرائيلية». بحسب جريدة السفير اللبنانية.

حماس ترفض

وفي المقابل رفض الدكتور عمر عبد الرزاق، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ممثل حماس، أي محاولات قد يعمد إليها مواطني الدول المجاورة بزيارة القدس، حتى وإن كانت من قِبل دعاة. بحسب جريدة الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء 6/4/2010.

وأكدا أن مثل هذه الخطوات هي إعطاء الشرعية الدولية لدولة إسرائيل، «فمساعدة أهل القدس وفلسطين ممكنة بطرق شتى عدا عن هذه الطريقة».

وأشار أبو مرزوق إلى أن فتوى علماء المسلمين حرمت شد الرحال إلى فلسطين والقيام بأي زيارات إلى القدس، باعتبارها تطبيعا مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن سلبيات خطوة الداعية (العريفي) أكبر من إيجابياتها.

تجدد الجدل

يأتي إعلان العريفي بعد نحو أسبوعين، من تصريح للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أكد فيه  أنه يرفض زيارة القدس فى الوقت الراهن، كما أنه يدعو جميع المسلمين لعدم زيارتها إلا بعد تحريرها.

وقال الطيب فى تصريحات لـجريدة «المصرى اليوم»: «لن أزور القدس والمسجد الأقصى إلا بعد تحريرهما تماماً من الاحتلال الإسرائيلى، وأرفض زيارتهما فى الوقت الراهن، لأن ذلك يعد اعترافاً بشرعية الاحتلال».

يأتي موقف الشيخ الطيب متفقا مع عدد من العلماء أعلنوا رفضهم الذهاب للقدس بتأشيرة إسرائيلية، أبرزهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي سبق وأن أكد أنه : "لن نصلي في الأقصى إلا والقدس محررة ".

ويتوقع أن تثير تصريحات العريفي الجدل مجددا بين المؤيدين والمعارضين للذهاب للقدس بتأشيرة إسرائيلية.

و ينقسم العلماء إزاء هذا الأمر إلى فريقين، أغلبية تعارض وترى أن الزيارات الإسلامية إن تمت، لن تفيد إلا إسرائيل وأنها ستكرس للاحتلال، وتكون بمثابة اعتراف إسلامي بسلطة إسرائيل على القدس والمسجد الأقصى، ومن هذا الفريق الدكتور نصر فريد واصل  مفتي مصر السابق، والمفكر الإسلامي الكبير د.محمد سليم العوا، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء العالم الإسلامي، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو مجمع البحوث الإسلامية.

بينما الفريق المؤيد ينظر لهه الزيارات باعتبارها دعما لصمود المقدسيين وتأكيدا على الحقوق الإسلامية في القدس، وضغطا شعبيا إسلاميا لإيقاف مخططات تهويد القدس، ومن أبرزهم  وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمود حمدي زقزوق. والدكتور مصطفى الشكعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية.

تطبيع رياضي

يأتي هذا فيما تشهد البحرين جدلا متصاعدا على خلفية عزم الاتحاد البحريني لكرة القدم خوض مباراة ودية مع المنتخب الفلسطيني على ملعب الشهيد فيصل الحسيني بالقدس المحتلة يوم 28 مايو القادم.

وأكد رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الرغبة في تلبية الدعوة التي تلقاها من قبل الاتحاد الفلسطيني لإقامة مباراة بين المنتخبين .

وقال الشيخ سلمان في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية " تلقيت الدعوة من رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل رجوب للعب مباراة ودية في فلسطين، والاتحاد البحريني سيلبي دعوة الأشقاء في فلسطين لخوض مباراة ودية معهم ".

وبين: "أن اتحاد الكرة البحريني يرفض الاعتراف باسرائيل، والمنتخب البحريني لن يلعب على اراضيها". مؤكدا:"سنلعب ضد فلسطين في فلسطين فنحن لن نذهب إلى إسرائيل ولن نعترف بها أبدا، فلماذا يتم الزج بالسياسة والدين في الرياضة؟، إنها مجرد كرة قدم وسنلعب مع اخواننا في فلسطين دعما ونصرة لقضيتهم ".

وفي المقابل أعلن لاعبون في منتخب البحرين رفضهم مواجهة المنتخب الفلسطيني بسبب ضرورة دخول الأراضي المحتلة عن طريق الحصول على تأشيرات إسرائيلية.

وطالب اللاعبون اتحاد الكرة بإعادة النظر في قرار المباراة الودية، حيث اعتبروا هذا تطبيعا مع إسرائيل.

ومن ضمن المحتجين على خوض المباراة حارس مرمى المنتخب سيد محمد جعفر، واللاعب علاء حبيل اسماعيل عبد اللطيف وأحمد حسان.

يذكر أن المنتخب البحريني إذا شارك في هذه المباراة سيكون ثالث منتخب عربي يخوض مباراة في الأراضي المحتلة مع فلسطين بعد الأردن وتونس أما إذا لم يشارك فسيكون ثاني منتخب يتراجع عن مباراة ودية مع المنتحب الفلسطيني بعد مصر التي أجلت مباراة كان مقررا أن تقام أواخر مارس 2010.

ومنعت مصر منتخبها الأولمبي من اللعب في القدس أمام المنتخب الفلسطيني احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وتلبية لرغبة الجهاز التدريبي واللاعبين في عدم السفر، وذلك بعدما وجدوا أنفسهم مجبرين على الدخول بتأشيرات إسرائيلية.

المصدر: إسلام أون لاين

 

.