فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

هنية: الحصار شكلٌ من أشكال الاستعمار

 

الأحد 24 من محرم1431هـ 10-1-2010م

 

مفكرة الإسلام: أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن الحصار الظالم الذي تفرضه قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يُعَد شكلاً من أشكال "الاستعمار" وإخضاع الشعوب لإرادة المحتل، ويمثل فرض إرادة القوي على الضعيف.

وقال هنية : "إن حصار غزة سياسة خاطئة مسكونة بالجهل وبالانحياز إلى المحتل الصهيوني، وهي -حسب القانون الدولي- جريمةٌ من جرائم العقاب الجماعي؛ لأنها تلحق الضرر البالغ بشرائح المجتمع الفلسطيني كافة، لا سيما الأطفال والمرضى وكبار السن".

وأشار إلى أن حصار غزة فكرةٌ سيئةٌ؛ لأنها تساند الاحتلال وتزيد الكراهية وتوقف التنمية، وتعرقل الحياة الطبيعية لمليون ونصف المليون هم سكان قطاع غزة المُحاصَر بالاحتلال برًّا وبحرًا وجوًّا.

وأضاف في كلمة له حول قوافل كسر حصار غزة: إن الحصار من حيث المبدأ هو نتاج فكرٍ صهيونيٍّ متطرفٍ يقوم على نفي الآخر الفلسطيني أو إخضاعه لإدارة الصهيونية المحتلة، وهو عملٌ إجراميٌّ يهدف إلى تحقيق أهدافٍ سياسيةٍ من خلال تجويع شعبٍ بكامله، ومن خلال كسر صموده، وحرمانه من حقه في تقرير المصير، أو حتى الممارسة الديمقراطية الشفافة.

عملية ديمقراطية سليمة:

وأوضح هنية أن "الشعب الفلسطيني قدَّم نموذجًا فذًّا لعمليةٍ ديمقراطيةٍ سليمةٍ شفافةٍ في عام 2006م أسفرت عن فوز حركة "حماس" بأغلبيةٍ برلمانيةٍ قدَّمتها لحمل أمانة المسؤولية في تشكيل حكومةٍ فلسطينيةٍ تعبِّر عن آراء الشعب وتستجيب لرؤية الناخبين، وهو أمرٌ لم يَحْظَ برضا "إسرائيل" والإدارة الأمريكية لأسبابٍ سياسيةٍ معلومةٍ ترجمت نفسها بالحصار وإغلاق المعابر والتنكر للديمقراطية التي هي أحد مخرجات الفكر الغربي وأحد مفاخره التي يتيه فيها العالم"، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.

وأضاف أن "عملية الحصار المضروب على غزة تكشف عن ممارسةٍ غير أخلاقيةٍ للعملية الديمقراطية؛ تورَّطت فيها قيادات دولٍ رئيسيةٍ في المجتمع الغربي على غير قناعةٍ من شعوبها التي عبَّرت عن تضامنها مع غزة ورفضها الحصار".

ونوَّه بأن الحصار المضروب على غزة لا يختلف في نتائجه السالبة عن "الاستيطان" وجدار الفصل العنصري، ومصادرة الأراضي وتهويد القدس الذي تقوم به قوات الاحتلال في الضفة الغربية، وهو إغراءٌ للمحتل لاستبقاء احتلاله الأرض والشعب.

 وأوضح هنية أن الشعب الفلسطيني لا يفرِّق بين "الاستيطان" والحصار؛ فهما شكلان من أشكال الظلم؛ لذا فهو يرفض الحصار ويقاوم "الاستيطان"، ويرى أن الاحتلال هو السبب الأول والأخير للصراع والمعاناة؛ لذا ينادي بأعلى صوته قائلاً: "إن المدخل الرئيس للاستقرار والهدوء في المنطقة هو زوال الاحتلال".

 وأكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني الاحتلالَ والحصارَ تعبِّر عن روحٍ وطنيةٍ ترفض الخضوع لإرادة المحتل، وهي تعبيرٌ أخلاقيٌّ عن روحٍ حرةٍ تسكن الأحرار في العالم بغض النظر عن جنسياتهم ودياناتهم".

 

.