أنشطة المركز / للمركز كلمة
بيان حول اغتيال الشيخ : عادل نصّار (رحمه الله).
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
بيان حول اغتيال الشيخ : عادل نصّار (رحمه الله)
قال تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرٰءيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" [المائدة:32] وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لَزَوَالُ الدّنيا أهونُ على الله مِن قتل رجل مسلم)) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.
تلقى مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية نبأ اغتيال الشيخ: عادل نصّار (رحمه الله) نائب رئيس جمعية الكتاب والسنة ورئيس اللجنة العلمية فيها بقطاع غزة بعد إلقائه خطبة الجمعة في 16/ذو الحجة/1427هـ الموافق 5/1/2007م.
والمركز إذ يعلن ذلك يملؤه الأسف والحسرة على ما وصلت إليه عقول البعض - ممن لا خلاق لهم - من قتل إجرامي ظالم للشيخ دون أدنى اعتبار لسنه وعلمه وفضله وجهاده في نصرة الحق الذي عرف به، في إشارة واضحة وسعي جلي لخلط الأوراق وتوسيع رقعة الفوضى والقتل بين أبناء الشعب الواحد، وجره إلى هرج وفتنة عمياء لا تحمد عقباها.
عُرف عن الشيخ العالم (رحمه الله) تحذيره الدائم من الفتن، وسفك الدماء، وسعيه الدؤوب لرأب الصدع، وتوحيد الصف، وحل الإشكالات بين أبناء الشعب الواحد المحتل حتى آخر ساعة من حياته. وبفقده تخسر الأمة الإسلامية أحد رجالاتها ودعاتها الأفذاذ الذي بذلوا حياتهم من أجل أمتهم علماً وتعليماً ودعوةً وجهاداً وهو صابر محتسب (نحسبه كذلك).
ومن هذا المنبر فإن مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية يدين هذا الفعل الإجرامي باستهداف علمائنا ودعاتنا ، ويهيب بوزارة الداخلية ورجالها الأمناء والجهات المسئولة إلى الإسراع بالكشف عن الجناة وتنفيذ القصاص العادل بحقهم، لأن في موت العالِم موت العالَم، وبفقدهم تفقد الأمة صمام الأمان لنجاتها ويتخذ الناس رؤوساً جهالاً يفتون بغير علم فيضلوا ويُضلوا.
ونشد على أيدي العقلاء والحكماء من أبناء أمتنا لتدارك الفتنة واحتوائها ومعالجتها قبل أن تسري كالنار في الهشيم، وتصبح عنواناً لتقسيم الشعب الفلسطيني واقتتاله، وسريان شلال الدم فيه، ونهاية لكل عناوين الجهاد والمقاومة وحرف لها عن الطريق الصحيح.
وأخيراَ.... نسأل الله للشيخ الشهادة والرحمة والدرجات العلى، ونسأله أن يجنب أمتنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويخلف لنا بعد الشيخ من يأخذ بيد أمتنا نحو ما فيه صلاحها ورشدها.
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
5/1/2007