فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
منظمة يهودية معادية للصهيونية تقترح طريقًا ثالثًا لإسقاط إسرائيل
الأحد 13 من رجب1430هـ 5-7-2009م
مفكرة الإسلام: دعت منظمة ناطوري كارتا اليهودية المعادية للصهيونية ولـ "إسرائيل" إلى شل الأسس التي يرتكز عليها النظام الصهيوني لتحرير فلسطين ووضع نهاية "لإسرائيل" خلال أقل من خمس سنوات.
واقترحت المنظمة على الفلسطينيين والعرب ما أسمته "طريقًا ثالثًا" لتحرير فلسطين, مشيرة إلى أن هذا الطريق "ليس برنامج المراحل الذي تم استنفاده، ولا المقاومة"، بل يهدف إلى "شل الأسس التي يرتكز عليها النظام الصهيوني".
وقالت المنظمة في رسالة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل وقعها الحاخام إلحنان إستروفيتش من مدينة القدس: إن هذا الطريق الجديد الذي تقترحه يتطرق إلى جملة من القضايا القائمة، بما فيها موضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية"، وكذا الوضع في قطاع غزة.
تجميد صفقة الأسرى:
وطالبت الرسالة حركة حماس بتجميد صفقة الأسرى التي تسعى بموجبها إلى مبادلة الجندي "الإسرائيلي" الأسير جلعاد شاليط بمئات الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية"، مؤكدة أن شاليط "يلعب دورًا أكبر بكثير" من مسألة تحرير بضع مئات من الأسرى.
واعتبرت الرسالة أن صفقة الأسرى في هذه الأثناء "ستكون خطأ وستكون بمثابة تتمة للطريق القديمة"، مشيرة إلى أن الإسرائيليين يبدون كأنهم يعارضون تحرير عدد كبير من الأسرى، لكنهم في واقع الأمر "يرغبون في مثل هذه الصفقة بأي ثمن".
ودعا إستروفيتش مشعل إلى عقد لقاء بينهما "في أقرب وقت ممكن" "كي يخرج هذا كله إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع"، معبرًا عن "خيبة أمله" لأن حركة حماس "التي تحظى بمكانة راقية، بدأت تسلك شيئًا فشيئًا طريق اليأس في الاعتراف بالصهيونية كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية، وتستسلم للحكم البائس من حدود عام 1967 الذي نجح الصهاينة في فرضه على العالم بأسره".
وقالت رسالة ناطوري كارتا: إن "هذه الطريق البائسة التي تنبع من التفكير الفلسطيني الخاطئ منذ أكثر من ستين عامًا، ستعزز شأن الدولة الصهيونية وتمنحها سنوات طويلة من البقاء والدوام وتبعد إمكانية تحرير فلسطين أكثر فأكثر".
"إسرائيل" منظمة إجرامية:
واعتبرت المنظمة أن تحرير فلسطين "مسألة سهلة بسيطة"، وأن منظمات المقاومة الفلسطينية "تستطيع إسقاط الحكم الصهيوني في بضع سنوات فقط لو أدركت أنه يجب أن تنسى تمامًا الطريق الخطأ الذي سلكته جميع منظمات المقاومة بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية".
ودعت إلى عدم التعامل مع "إسرائيل" "كما يتم التعامل مع دولة طبيعية" لأنها "ليست دولة ولم تكن دولة ذات مرة"، بل هي حسب تعبير الرسالة "نظام من منظمة إجرامية تابعة للمافيا (...) سيطرت على الشعب اليهودي بوسائل الإرهاب والقوة".
وحثت الرسالة العرب على التوصل إلى "تفاهم واتفاق مع اليهود الحقيقيين المعادين للصهاينة (...) والتقدم معًا نحو طريق جديدة بديلة للسلام ومعادية للصهيونية بين الدول العربية واليهود"، واصفة هذا السلام بأنه "يرتكز بالأساس على نظرة الإسلام لليهود" وأنه "سيكون مقبولاً كليًا وستوافق عليه الولايات المتحدة وأوروبا". وفقًا للجزيرة نت.
وأضافت أن هذا الحل كذلك "سيسحب من الدولة الصهيونية الاحتكار الذي تمارسه في إدارة أمور الشعب اليهودي"، و"سيسد أنبوب دعم الولايات المتحدة وأوروبا في وجه "إسرائيل" لتبقى معزولة تمامًا في علاقتها مع دول العالم".
عن المنظمة:
ومنظمة ناطوري كارتا هي منظمة لليهود الأرثوذكس المحافظين، معادية للصهيونية وتنادي بضرورة إزالة دولة "إسرائيل".
وقد ظهرت المنظمة التي تعني باللغة الآرامية "حراس المدينة" عام 1938، وتكونت أساسًا من مجموعتين من "يشوب" (yishouv) أي يهود ما قبل الصهيونية الذين سكنوا فلسطين قبل قيام "إسرائيل", قدمتا من المجر وليتوانيا.
وتعتقد المنظمة أن "الله" عاقب اليهود بإزالة دولتهم في العهد القديم، ويمكن للسيد المسيح فقط إعادة إنشاء دولة جديدة لهم, لذلك فإن أي محاولة بشرية لإحياء دولة يهودية تعد معارضة لمشيئة الرب وهو ما سيزيد من معاناة اليهود.
وكانت المنظمة تعتبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رئيسا لجميع سكان أرض فلسطين، وقد شارك الحاخام موشيه هيرش في حكومة عرفات وزيرًا للشؤون اليهودية.
وقد شارك بعض حاخامات المنظمة في المؤتمر الذي نظمته إيران عام 2006 حول حقيقة المحارق اليهودية (الهولوكست) واستغلالها لخدمة أهداف الصهيونية، وهو ما أثار احتجاجات اليهود حتى داخل الحركة نفسها.
وتبرر المنظمة هذه المشاركة بكونها تؤمن بأن الصهيونية ستؤدي إلى المزيد من العقاب الإلهي الذي سيؤدي حتمًا إلى انهيار دولة "إسرائيل", لذلك فهي تعمل على بقاء الشعب اليهودي بعد انهيار "إسرائيل" من خلال ربط صلات مع أكثر المجموعات عداء "لإسرائيل" ولليهود.