فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
الإشعاعات الصهيونية خلفت تربة غير صالحة بغزة
الأحد 11 من محرم1431هـ 27-12-2009م
مفكرة الإسلام:أكد مسؤولون وخبراء وأكاديميون أن تربة قطاع غزة تعرضت لعملية تلوثٍ كبيرةٍ أثناء الحرب الصهيونية القذرة على القطاع العام الماضي.
وقالوا خلال ورشة عملٍ نظمها مركز العمل التنموي "معًا" – بحسب "المركز الفلسطيني للإعلام"- "إن الأراضيَ الزراعية في غزة لم تعد صالحة للاستخدام؛ نظرًا لتلوُّثها بالمواد الإشعاعية والفسفورية".
وأوضح أستاذ العلوم البيئية المساعد في قسم الأحياء بـ"الجامعة الإسلامية"، عبد الفتاح عبد ربه أن الأسلحة التي استخدمت في حرب الشتاء الماضي دمَّرت نسيج التربة والتربة العلوية للأرض التي تحتاج لسنوات طويلة لتتشكل.
وأكد أن الحرب أثرت بشكل خطير في البيئة وجعلت الأراضي الزراعية معرضة للتصحُّر، وفقدان خصوبتها بصورة أسرع، مبينًا أن إعادة تأهيل التربية بحاجةٍ إلى تكلفةٍ عاليةٍ جدًّا.
وأشار عبد ربه إلى أن الحصار الصهيوني المشدد على قطاع غزة أدى إلى إيقاف محطات معالجة المياه العادمة؛ ما أثر في البيئة البحرية والأسماك بشكلٍ كبيرٍ؛ حيث تضخ المجاري في البحر دون معالجة.
وأضاف أن المياه العادمة تحمل أمراضًا وفيروسات وموادَّ كيماويةً خطيرةً تلوث مياه البحر وتشكل بيئة لنمو الطحالب وتشكل ما يسمَّى بـ "الإثراء الغذائي" الذي يؤدي إلى نقص الأكسجين، ومن ثم موت الأسماك.
ومن جانبه، صرح نائب رئيس سلطة جودة البيئة عوني نعيم بأن سلطة جودة البيئة تجد صعوبة في مواصلة عملها نتيجة عدم توفر الإمكانيات، ورفض العالم الدولي والعربي التعامل مع حكومة غزة، مطالبًا بإيجاد لجان علمية لفحص آثار الحرب ومتابعتها وإعادة بناء المراكز العلمية التي تم تدميرها.
587 مليون دولار خسائر زراعية:
وعلى صعيدٍ آخر، قال نزار الوحيدي نائب مدير عام التخطيط والسياسات بوزارة الزراعة الفلسطينية: "إن الحرب الصهيونية على القطاع تسبَّبت بأضرارٍ وخسائرَ لـ8478 مزارعًا، و33 ألف عامل زراعي، ودمرت 4011 ألف شجرة".
وأكد الوحيدي أن إجمالي الخسائر الزراعية التي لحقت بالقطاع بعد الحرب عليه بلغت نحو 587 مليون دولار.
وفي سياقٍ متصل، قال عبد الفتاح عبد ربه: "إن مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة تبلغ 170 ألف دونم؛ منها 158 ألف دونم مزروعة، و12 ألف دونم دفيئات زراعية؛ تم تدمير 17% من هذه الأراضي خلال الحرب و5% منها لم تعد تصلح للزراعة".
وأوضح نائب رئيس سلطة جودة البيئة أن الاحتلال ألقى على غزة ثلاثة ملايين كيلوجرام من المتفجرات، أي بمعدل طنٍّ واحدٍ على كل كيلومتر مربع، محذرًا من إعادة تصنيع ركام المنازل دون تأكد خلوها من المواد الإشعاعية التي من شأنها أن تترك آثارًا خطيرة في الأجيال القادمة.