أنشطة المركز / للمركز كلمة

ظاهرة الإحساس بالعار ... من أجل اليهود !!!

ظاهرة الإحساس بالعار ... من أجل اليهود !!!

 

عيسى القدومي

 

لماذا يتباكون على الهولوكوست المزعومة ويتغاضون عن مجازر الصهاينة منذ بدأ المشروع اليهودي على أرض فلسطين إلى محرقة غزة؟...!!

ألم تشعر بالعار لتهويد القدس وقطع أواصل الضفة ، وسلخ شعب عن أرضه ، وحرمانه من حقه في العودة إليها ؟!!

أيعقل أن تنزع القدس ويعلن عنها عاصمة للكيان الغاصب !! من عاصمة دولة عربية ... أين السلام المزعوم!!

التباكي على حال اليهود ... والدعوة لاستمرار الدعم والوجود ... أصبحت موضة العصر والعهود ... في زمن الذل والجحود ...

فالأسف الذي أبدته المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" في كلمتها أمام اليهود وإحساسها بالعار لما اقترفه الألمان بحق اليهود في المحرقة النازية ... يدعونا للأسف لهذه النظرة التي ترى بعين واحدة !!

فأين التباكي والإحساس بالعار لما يحدث لشعب مغتصب منذ أكثر من ستين عاما ، حيث اعتقل خلال تلك السنين أكثر من نصف هذا الشعب ، وسجن وحرم من كل مقومات الحياة ، وما زال مسلسل القتل والإبادة مستمراً ...؟!!

ولماذا لم تشعر بالعار وهي تنظر إلى المجازر والجرائم بحق الأطفال والشيوخ والنساء من أبناء الشعب الفلسطيني !! والتي غدت مادة سخرية لقادة اليهود وأفرادهم ؟!!

ولماذا تتذكر تلك الأحداث بعيدة الزمن - على الرغم مما يشوبها من شكوك وغموض ومبالغات - وتتغاضى عن مجازر الصهاينة منذ بدأ المشروع اليهودي على أرض فلسطين إلى محرقة غزة ؟!!...

ألم تشعر بالعار وهي تشاهد حصار غزة ... و أجساد الأطفال من كل الأعمار وهي تسبح في بحر الدماء ؟!!

ألم تشعر بالعار والآلاف منهم مازالوا يعيشون في مخيمات البؤس والذل والهوان ، والباقي سجنه السجان في جدار عازل عزله عن كل مقومات الحياة !!

ألم تشعر بالعار لتهويد القدس وقطع أواصل الضفة ، وسلخ شعب عن أرضه ، وحرمانه من حقه في العودة إليها ؟!!

ألم تشعر بالعار وهي نسمع تصريحات وزير الأمن الداخلي في الكيان اليهودي بأنه سيحول السجون ليس فقط إلى جهنم، وإنما إلى محطات عبور نحو المقابر!! 

ألم تشعر بالعار وهي نرى "فرق الموت اليهودية " -وحدة المستعربين – وهم يقومون بالقتل والإعدامات داخل الأراضي الفلسطينية في غزة والقطاع ؟!!

فمن يأسف لجراحنا ، ومن ينظر لآلامنا ..وحقنا في أن نعيش حياة كريمة على أرضنا وأرض أجداده ؟!!

وهنا أنقل ما ذكره المؤرخون المعاصرون في أكثر من موضع أنه خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية اجتمع الرئيس روزفلت في أعالي البحار مع الملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية ، وقال روزفلت للعاهل السعودي : " إن هتلر والنازيين اضطهدوا اليهود ، فاليهود يحتاجون إلى وطن ، ولكن ماذا عن فلسطين" ؟!!

رد الملك عبد العزيز قائلا : " ليس الفلسطينيون هم الذين اضطهدوا اليهود ، النازيون هم الذين فعلوا ذلك، إن من الخطأ معاقبة الفلسطينيين بسبب ما فعله النازيون ، لا يمكن أن أوافق على سلخ وطن عن شعب لإعطائه لشعب آخر" .

ومن جانب آخر لم ينتظر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية "جون ماكين" الوصول إلى الكيان اليهودي ليعلن تأييده " الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل" ، بل أعلن ذلك من المملكة الأردنية !!.. وأردف تأكيده ذلك بدعمه لعملية السلام في المنطقة !! وأنه من الأولويات القصوى .

هل بعد هذا استخفاف أكبر للعقول ، أيعقل أن تنزع القدس ويعلن عنها عاصمة للكيان الغاصب !! من عاصمة دولة عربية ... أين السلام المزعوم ... وأين بنود الحل النهائي ... وأين المفاوضات للقضايا العالقة...

وأين موقفه من قطاع غزة وتلك المأساة الإنسانية التي لم يشهد العالم لها مثيلا والتي في اعتقادنا لن تتوقف ولن تحل ما دام القطاع محاصرا فكل يوم يمر يزيد في معاناة أهلنا في غزة الصامدة وكل يوم يسقط شهيد أو يموت جريح أو يقضي مريض لتبدأ فصول المجاعة والمحرقة الحقيقية من جديد ، وكل يوم وينحسر العطاء وتنعدم الموارد وتشح المياه الصالحة للشرب ..ويزداد الحصار سوءا والعالم في موقف المتفرج لا يحرك ساكنا .. فما ذنب شعب يجوع ويعاقب بأكمله ؟!

والخلاصة : أين نضع هذا التصريح وما موقفه من جميع قرارات الأمم المتحدة منذ قرار التقسيم إلى الآن !! 

 

.