أنشطة المركز / للمركز كلمة
علاء الدين من الكرتون إلى الأمم المتحدة.
علاء الدين من الكرتون إلى الأمم المتحدة
اعتدنا في نعومة أظافرنا أن نسمع قصص علاء الدين التراثية والتي يمتزج بها الكثير من الأساطير، وسطرت في هذا الشخصية القصص والأساطير، وأخرجت الأفلام الكرتونية ، وعرضت الألعاب الإلكترونية، التي تحمل هذا الاسم وتلك الشخصية العربية.
ولكن الغير متوقع أن يصل هذا الاسم وذلك المشروع إلى ردهات واجتماعات الأمم المتحدة !! فمن خلال اليونسكو أطلق مشروع يحمل أسم "مبادرة علاء الدين" ؛ وظن البعض أن سيشاهد عرضاً لآخر ما أخرج من أفلام أطفال تحاكي خيالهم الواسع ، وتسعد صدورهم لينعموا بطفولتهم !! ومن هنا كانت المفاجأة!!
مشروع ؛ نعم يحمل اسم "علاء الدين " ولكنه موجه للعرب والمسلمين فقط حتى يعدلوا من سلوكهم ، ويصبحوا أسوياء ويعترفوا بمعاناة اليهود وآلامهم ، ويعملوا من أجل تخيف عذاباتهم !!
من أهمية هذا المشروع أن حضره ورعاه زعماء عرب وأجانب !! وتحمل الجميع مسئوليته وأخذوا على عاتقهم العمل من أجله !!
فبعد مذبحة غزة ضد شعب أعزل ، انتظرنا لعل القضايا التي رفعت في المحاكم الدولية ضد استخدام جيش الاحتلال الأسلحة المحرمة دولياً واستهداف المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية وتعمد قتل الأطفال والنساء ، تتحرك وتجرم القادة الذين اقترفوا تلك المجازر .
وبعد طول انتظار لجواب قادة اليهود على المبادرة العربية التي حفت أقدامنا ونحن نسوقها ، واصفرت أوراقها من مرور السنين ، وتداخلت أوراقها من كثرت التعديلات بها !! واقتطعت جل الأوقات في مؤتمرات القمة العربية من قمة بيروت إلى قمة الرياض ومنها إلى قمة الدوحة وما زالت تراوح مكانها!!
وإذا بنا نفاجأ بمبادرة جديدة تطرح على الساحة وتتناقلها وسائل الإعلام ، ويخصها موقع "وزارة الخارجية الإسرائيلية" بجل اهتمامه ، وينشر أخبار تلك المبادرة على الصفحة الرئيسية في موقعه ، ويعرفك بعنوان موقعها وبالغات التي أطلق بها ومنها العربية لتكون أنت ياعربي مدافعاً عن ضحايا اليهود ومحذراً من إنكار تلك المحرقة !!
جاء نصاً في خبر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية " مشروع علاء الدين- التعامل مع مسألة إنكار المحرقة في العالم الإسلامي " !!
"أطلق لتخليد ذكرى المحرقة في مقر اليونسكو بباريس 27/3/2009 مبادرة "علاء الدين" والتي تهدف إلى التعامل مع ظاهرة إنكار المحرقة، وخاصة في العالم الإسلامي؛ تحت رعاية الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، الذي قرر مع الأمير الأردني الحسن بن طلال، العمل بشكل مشترك للتقريب بين الديانات.
وحضر حفل إطلاق المبادرة الكثير من المدعوين كان من بينهم وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي، التي قرأت على الحضور مباركة الرئيس ساركوزي، ورئيس دولة السنغال، التي تترأس منظمة الدول الفرانكفونية، ورئيس موريتانيا المخلوع ولد محمد، ورئيسة الصندوق السابقة سيمون ويل، وممثلون عن مصر وتونس والمغرب وقطر والبحرين وتركيا واندونيسيا والبوسنة. ووقع جميع الحاضرين على إعلان "نداء للضمير"، الذي ينادي إلى مكافحة إنكار المحرقة وإلى تعميق الحوار على أساس الاعتراف والاحترام المتبادلين.
هذا بعض ما نشر في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية ، ولم أقرأ أي اعتراض من الحضور على تلك الكلمات التي قيلت في المؤتمر الذي شهد أطلاق مشروع علاء الدين !!
وبتصفحي للموقع المخصص لذلك المشروع والذي أطلق بخمس لغات منها العربية وجدت العجب العجاب ... أساطير وأكاذيب وحرب على الإسلام والمسلمين وتشويه وتحريف للأخبار وكأن الإسلام هو الإرهاب !!يقتطعون كلمات من هنا وهناك ليدللوا على ما أرادوا !!
بعد طول انتظار للتحدث عن مجزرة غزة ونداء الوجدان .. وإذا بنا نشارك في المؤتمرات والمنتديات والمبادرات والمشاريع للوقوف مع ضحايا المحرقة النازية !! وتحريك وجداننا من أجل عيون اليهود وآلامهم!!
وسؤالنا لماذا أطلق على هذا المشروع مسمى " علاء الدين "؟!! ولماذا اختير ذلك المسمى بالخصوص ؟!! ولماذا يقصد العالم العربي والإسلامي من نشر هذا المشروع ؟!! وهل الذي شكك بهذا هم العرب فقط ؟! أليس هناك الكثير من الكتب والكتابات والمحاضرات والندوات التي تناولت قضية المحرقة بالبحث والبيان وكشفت الكثير من الحقائق حول تلك المحرقة ، ومنها كتاب "صناعة الهولوكوست" لنورمان فنكلشتاين ، الذي كشف بالأرقام والبرهان بأن المحرقة من القضايا التي أجاد الإعلام الصهيوني والمنظمات اليهودية استغلالها لابتزاز الشعوب والدول الأوربية ، وجعلها خاصة في اليهود وحدهم دون الإشارة إلى ما حدث للغجر وبعض المثقفين والمعوقين والشواذ في تلك الإبادة !!
ونحن هنا لسنا بصدد إنكار كلي للفعل، نعم كان هناك اضطهاد لليهود في أوروبا، ولكن ليس بهذا الحجم الذي يصوره الإعلام اليهودي الذي رسخ فكرة – اضطهاد اليهود – بين اليهود أنفسهم وأجيالهم القادمة ، وغرس عقدة الإحساس بالذنب لدى شعوب العالم وقادتهم ، بزعمهم أن كل الأغيار يضطهدون اليهود ، واليهود وحـدهم ، ولذا لابد أن يوجد لهم وطن قومي يؤويهم !!
ففي الوقت الذي تُنفى فيه محرقة غزة تعاد إلى الأذهان محرقة اليهود لتكون ماثلة أمام أعيننا ... فهل نجرؤ على أطلاق مبادرة ومشروع ضحايا الاحتلال الصهيوني عالمياً وتحت مظلة " اليونسكو" !! ؛ وإقامة متاحف أو معارض تجسد آلام المسلمين في غزة وسائر فلسطين ومعاناتهم في ظل احتلال ما زال يمارس أبشع أنواع القهر والاضطهاد والطرد والتشريد؟!!
سؤال ننتظر إجابته من كل من شارك وساهم وأيد وبارك مبادرة " علاء الدين" ؛ نسأل الله الرحمة والغفران لضحايا غزة وفلسطين والعراق وأفغانستان .
عيسى القدومي