فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
كلمة العدد- مليار ونصف المليار مسلم

كلمة العدد- مليار ونصف المليار مسلم
• المشرف العام
في مقابل مليار ونصف المليار مسلم رصد الكيان اليهودي بعددهم دولارات لتعزيز الوجود اليهودي في القدس، كرد مباشر على كل المبادرات التي عرضت السلام مع الكيان الغاصب، فأراد بذلك قادة الاحتلال حسم قضية القدس وإيصال رسالة واضحة للعرب ومؤتمراتهم إن كان هناك سلام واتفاقات ستكون لزاما بمعزل عن القدس بشقيها الغربي والشرقي، فلا تفاوض بشأنهما، ولا مساس بيهوديتهما!!
ومع إغلاق العشرات من المؤسسات المدنية والمراكز العربية التي تدافع وتحافظ على الوجود الاسلامي في شرقي القدس - البلدة القديمة - تقوم حكومة الاحتلال بفتح عشرات المراكز اليهودية التي تسهل انتقال اليهود وإقامة المؤسسات من مدارس دينية وخدمات اجتماعية واقتصادية، وإعفائهم من الضرائب وإعطائهم الحوافز، بينما يعاني أهل القدس أشد أنواع الظلم من اعتداءات وضرائب وسحب هويات وتقطيع أواصالهم وامتدادهم مع باقي فلسطين.
ونجح رعاة مشروع تهويد القدس في رفع عدد الأماكن التي ادعوا قدسيتها في البلدة القديمة والقدس وما حولها من «٤٩» مكانا عام ١٩٤٩ م وفق ما دونه الانتداب البريطاني زورا وبهتانا، إلى «٣٢٦» مكانا حتى العام ٢٠٠٠ م، وازداد العدد الآن حسب الدراسة «القدس أولا» ليصل إلى أكثر من ٣٥٠ موقعا تقريبا!!
هذا واقع القدس في ظل الاحتلال وتلك إجراءاتهم وممارساتهم، وتلك هي الأموال التي رصدوها لا كمال تهويدهم للأرض المباركة، وما القدس والمسجد الأقصى إلا جزءا مباركا من أرض فلسطين يرزح تحت احتلال يهودي يعبث فيهما كيفما شاء: مشهد يراه العالم أجمع مخالف لكل ما سنوه من قرارات دولية واتفاقات ومعاهدات، فأين دور المؤسسات الدولية إن كنا نحن العرب والمسلمين أضعف عن نصرة مقدساتنا؟! ولماذا لم نسمع صوت محكمة العدل الدولية؟ ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الانسان؟!
فالقدس تذبح بسكين نجس، وعواصمنا الاسلامية والعربية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى للعمل ضمن استراتيجية واضحة ومحددة لحماية المسجد الأقصى، والقدس بأكملها من العبث اليهودي. ولا بد من تنسيق جهود المؤسسات الدولية والإسلامية لتكثيف نشاطاتها ودعمها للمدينة وسكانها، وتطوير برامج الدعم فيها.
ووسائل الإعلام مطالبة كذلك بالاهتمام الخاص بتغطية أخبار القدس والمسجد الأقصى وإيجاد الآليات اللازمة لذلك، وإبقاء هذه القضية ضمن القضايا الأساسية في مختلف أنواع التغطيات الحوارية والوثائقية والثقافية لحمل عبء قضية الأقصى، مع الاهتمام بها ومعرفة تاريخها وما جاء من أخبار وآثار إسلامية، ليتحصن المسلم من شبهات وأكاذيب اليهود، وكذلك توظيف القلم للدفاع عن المسجد لأقصى ورد الشبهات والأساطير.
نسأل الله تعالى أن يرد كيد اليهود، ويرحم إخواننا في القدس وفلسطين، ويحفظ المسجد الأقصى وأرض المسرى من دنس اليهود ومن كل ظالم جحود.
مجلة بيت المقدس للدراسات – العدد السادس
تحميل الموضوع بصيغة:(PDF).. من هنا 👇
. تحميل الملف المرفق