أنشطة المركز / بيانات
بيان "مركز بيت المقدس للدّراسات التوثيقية" حول اقتحام الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك
بيان
"مركز بيت المقدس للدّراسات التوثيقية"
حول اقتحام الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على المجرمين الظالمين، وبعد:
لا يخفى على الجميع ما حصل من اقتحام ظالم للمسجد الأقصى المبارك، وتدنيس آثم للمصلّى القبليّ، واعتداء فاشيٍّ غاشم على المصلين والمعتكفين والمرابطين بداخله بالضرب المبرح، من قوات الاحتلال الصهيوني الهمجي البربري، وذلك فجر الأربعاء 14 من رمضان 1444هـ الموافق 5 أبريل 2023م، والذي أدّى إلى عشرات الإصابات ومئات المعتقلين، في ظل صمتٍ دولي وسكوت مخزٍ على الرغم من تكرار هذه الجرائم.
إننا في مركز بيت المقدس للدّراسات التوثيقية، بوصفنا جهةً متخصّصةً في دراسات بيت المقدس الشرعية والتاريخية، نُدين هذه الجرائم الظالمة والتصرفات العدوانيّة بجميع المقاييس، لا سيما في هذا الشهر المبارك، والتي تُعد استفزازاً لمشاعر جميع المسلمين في مقدساتهم وشعائرهم، لتكريس واقع تهويدي جديد بتقسيمات زمانية ومكانية، والسماح لقطعان المغتصِبين باقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك، وممارسة طقوسهم التّلمودية في أعيادهم المزيّفة وعقائدهم المحرّفة.
إننا إزاء هذه الاعتداءات الإجرامية الآثمة المتكررة نؤكد على ما يلي:
1- إنّ الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك والمصلّين فيه، هو اعتداءٌ على كلّ مسلمٍ أينما كان، واستفزازٌ لمشاعرهم، خصوصًا في الأزمان الفاضلة، وعلى كلّ مسلمٍ لا يساوره هذا الشعور أنْ يتفحّص إيمانه ويراجع عقيدتَه.
2- إنّ حُرمة المسجد الأقصى المبارك وقداسته وخصوصيّته الدّينيّة عقيدة راسخةٌ في قلب كلّ مسلم، هذه حقيقة لا تقبل الجَدَل ولا النقاش ولا التشريك ولا وجهات نظر مغايرة.
3- أهمية الوقوف مع أهلنا في القدس خصوصاً وفلسطينَ عموماً، والدّعاء لهم ومؤازرتهم والتخفيف من معاناتهم بجميع الإمكانيات المتاحة، لقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَإِنِ اسْتنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فعَلَيْكُمُ النَّصْر}[الأنفال:72]، وقال سبحانه: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قرْحٌ فقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قرْحٌ مِثلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}[آل عمران: 139-140].
4- إنّ حالة التشرذُم والتفرُّق التي تعاني منها الأمّة الإسلاميّة، وأطياف الشعب الفلسطينيّ خاصّة، لا بدّ أن تنتهي فوراً، ولا بدّ من جمع الكلمة وتوحيد الجهود على كلّ المستويات لصدّ الهجمة الغاشمة على المسجد الأقصى، القبلة الأولى لجميع المسلمين.
5- إنّ استعادة مكانة المسجد الأقصى ومكانة الجهاد في سبيله لا بدّ أن يكون جزءًا من كلّ خطابٍ رسميّ أو شعبيّ، وكلّ منهج دراسيّ، ولا بدّ من عمل على توعية الشباب المسلم والأجيال النّاشئة بها ولفت نظرهم إليها في كلّ مناسبة وفي كلّ حين.
اللهمّ احفظ إخواننا المصلّين والمعتكفين والمرابطين في المسجد الأقصى، ورُدَّ كيد الصهاينة في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم يا رب العالمين، اللهم واحفظ المسجد الأقصى المبارك من دنس الصهاينة المعتدين، والمغتصِبين المجرمين، واجعل لكلّ مسلمٍ على وجه الأرضِ نصيباً من نُصرَته ويدًا في تحريره يا ربّ العالمين، واجعله شامخاً مرفوعاً عزيزاً عامراً بالإيمان والتّوحيد يا أكرم الأكرمين.
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
15/ رمضان/1444هـ
الموافق 6/4/2023م
.