فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

مساجد نابلس تشكو تغييب أئمتها والحرب على رسالتها

الاحد 17 يوليو 2011

مفكرة الاسلام:  قامت سلطة رام الله خلال الأعوام الأربعة الماضية بمنع مئات من الخطباء من إلقاء الخطب على منابر يوم الجمعة، وذلك بحجة المنع الأمني، مما خلق فجوة كبيرة في أعداد الخطباء، حاولت سلطة رام الله أن تعوضها بخطباء محسوبين عليها لكنهم اتسموا بعدم الخبرة والإمكانيات ونقص في العلم الشرعي.

يقول الخطيب ع.ن (28 عامًا) من قرى شرق نابلس :إن جهاز الأمن الوقائي منعه من الخطابة، وتم إبلاغ آذن المسجد في قريته بمنعه شخصيا، وأن مخالفة هذا الأمر سيعرض الآذن والخطيب للمحاسبة على يد الجهاز.

ويضيف ع.ن أن الوقائي اضطر إلى جلب خطيب من قرية أخرى بالقرب منا بالتعاون مع ما يسمى وزارة الأوقاف فيها، حيث أكد أنه ركيك جدًا في خطابته، إضافة إلى جهله الكبير في أحكام التجويد، فأصبح أضحوكة لدى الناس في القرية.

ويصف الناس على لسان" ع.ن" خطيبهم بالمهرج، حيث يضحكون عليه في كثير من الأحيان بسبب عدم قدرته على إدارة الخطبة. 

وبالنسبة لبعض الخطباء الذين لم تفصلهم سلطة رام لله، قامت بنقلهم إلى مساجد صغيرة تشغل بعض الأسواق من أجل تقليل تأثيرهم على الناس.

فقد قامت هذه السلطة بنقل أحد الخطباء في مدينة نابلس إلى مسجد صغير لا يتسع لمائة مصلي داخل سوق شعبي من أجل تقليل تأثيره الشعبي، حيث يحاول الناس الاستماع إلى خطبه، وتتبع مسار الخطيب والذهاب للمسجد الذي يخطب فيه، لذلك تم تثبيته في هذا المسجد الصغير.

ووصفت هذه الخطوة من المواطنين في نابلس بأنها مثيرة للاشمئزاز خصوصًا أن النقل ليس مبررًا، فهذا الخطيب من أكثر من 20 عامًا وهو يخطب بهم في مسجد حيّه، وهم الآن يفتقدونه بسبب نقله.

وذكرت مصادر خاصة أن عناصر الأجهزة الأمنية يحضرون إلى هذا المسجد الصغير من أجل متابعة ما يقوله الشيخ بسبب قربه من حماس، وخوفًا من قيامه بعدم الالتزام بالخطب الموحدة التي تعممها سلطة رام الله.
وتعمم وزارة الأوقاف في سلطة رام الله على خطباء المساجد خطبة موحدة، يمنع على الخطيب أن يخطب غيرها، ومن يقوم بذلك يحاسب بسبب مخالفته السياسة العامة.

وقالت مصادر خاصة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن تعميمًا صدر للخطباء بمنع التحدث عن الثورات العربية أو التطرق لها من قريب أو بعيد خوفًا من نتائج عكسية لها على المواطنين قد لا تكون محمودة العواقب.

وعلق الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين -وهو أحد الممنوعين من الخطابة بقرار من وزير أوقاف الضفة الهباش- قائلا إن الثورات العربية قامت ضد الظلم والفساد السياسي والمالي والأخلاقي، وهي صحوة ضد الصهيونية والأنظمة المستبدة الحاكمة.

وأضاف البيتاوي قائلا: "إن سلطة رام الله لا تقل عن هذه الأنظمة في الفساد السياسي والأخلاقي والمالي، فالفساد منتشر، والأخبار منتشرة بشكل كبير حول ذلك".

ووصف البيتاوي ضعف الخطباء الذين تعينهم سلطة رام الله بأنها سياسة واضحة لمحاربة رسالة المسجد عن طريق تعطيله لأنه يحمل رسالة مهمة للناس.

وذكر رئيس رابطة علماء فلسطين أن أكثر من ألف مسجد في الضفة تحتاج إلى إمام أو مؤذن أو خدم لهذه المساجد فيما ترفض سلطة رام الله تعيين موظفين جدد.

وختم البيتاوي قائلا: "إن سلطة رام الله تقوم باستبدال الخطباء بآخرين ليسوا من أهل الدراية الشرعية مما خلق حالة من السخط بين الناس، هذا عدا عن وضع مخبرين لها في المساجد من أجل التدقيق في كلام الخطيب إن خرج عن نص الخطبة الموحدة التي لا تمت أصلا للواقع بصلة.

 

.