فتاوى فلسطينية / فتاوى منوعة

فتاوى مقدسية مختارة- مجلة بيت المقدس-العدد 11

"فتاوى مقدسية مختارة"

لجنة البحث العلمي

كما في كل عدد نقدم مجموعة من الفتاوى المختارة، التي تعالج الواقع الفلسطيني من منظور شرعي تأصيلي، بهدف بيان الرؤية الصحيحة لقضية فلسطين والصراع مع اليهود الغاصبين، نحاور فيه علماءنا الربانيين ودعاتنا العاملين على الساحة، نلتمس منهم معالم فهم الأحداث وتأصيل الواقع وإنزاله على القواعد الصحيحة.

فتاوى تم انتقاؤها بعناية فائقة لتكون إرواء للمتعطشين من أبناء أمتنا الذين ينشدون الحكمة؛ ومركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية إذ يقدمها ليأمل أن تكون الزاد الحقيقي الذي يضع النقاط على الحروف وينير معالم الطريق إلى النصر والتمكين بإذن الله تعالى.

حكم الإطلاع على الإنجيل والتوراة

• سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

السؤال:

يقول السائل: هل يجوز لي وأنا مسلم أن أطلع على الإنجيل وأقرا فيه من باب الإطلاع فقط، وليس لأي غرض آخر؟ وهل الإيمان بالكتب السماوية يعني الإيمان بأنها من عند الله أم نؤمن بما جاء فيها؟ أفيدونا أفادكم الله.

• الجواب:

على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله: التوراة والإنجيل والزبور، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء، وأنزل عليهم صحفا فيها:

الأمر والنهي، والوعظ والتذكير، والإخبار عن بعض الأمور الماضية، وعن أمور الجنة والنار ونحو ذلك، لكن ليس له أن يستعملها؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبور أو يقرا فيها؛ لأن في هذا خطرا؛ لأنه ربما كذب بحق أو صدق بباطل؛ لأن هذه الكتب قد حرفت وغيرت، ودخلها من أولئك اليهود والنصارى وغيرهم التبديل والتحريف والتقديم والتأخير، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم: القرآن الكريم.

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه «مسند أحمد بن حنبل (3/387)، سنن الدارمي المقدمة (٤٣٥)» رأى في يد عمر شيئا من التوراة فغضب وقال: «أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي» عليه الصلاة والسلام.

والمقصود: أننا ننصحك وننصح غيرك ألا تأخذوا منها شيئا، لا من التوراة، ولا من الزبور، ولا من الإنجيل، ولا تقتنوا منها شيئا، ولا تقرعوا فيها شيئا، بل إذا وجد عندكم شيء فادفنوه أو حرقوه؛ لأن الحق الذي فيها قد جاء ما يغني عنه في كتاب الله القرآن، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك، وأن يحذر أن يطلع عليها، فربما صدق بباطل وربما كذب حقا، فطريق السلامة منها إما بدفنها وإما بحرقها.

وقد يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوراة لما أنكر الرجم اليهود حتى اطلع عليها عليه الصلاة والسلام، واعترفوا بعد ذلك.

فالمقصود: أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى الاطلاع على التوراة أو الإنجيل أو الزبور لقصد إسلامي؛ كالرد على أعداء الله، ولبيان فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من هذا، بل متى وجد عندهم شيء من التوراة أو الإنجيل أو الزبور، فالواجب دفنها في محل طيب أو إحراقها حتى لا يضل بها أحد.

 

 

 

أين وقع الخطأ عند اليهود؟

• الشيخ / محمد صالح المنجد حفظه الله.

السؤال:

نحن نعلم أين وقع الخطأ عند النصارى، فأين وقع الخطأ عند اليهود؟

• الجواب:

الحمد لله، لا شك أن ما وقع فيه اليهود أعظم مما وقع فيه النصارى، وإن كان كلاهما على خطا وكفر، وفي القرآن ذكر لعدد من ضلالات اليهود الكفرية.

١- فمنهم طائفة يدعون أن لله ولدا كما قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة:30).

٢- وقد وصفوا الله بالنقائص، وقتلوا أنبياء الله ورسله، كما قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء} (المائدة: 64)، وقال تعالى: {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (آل عمران:١٨١).

٣ وقد حرفوا كلام الله وهي التوراة، قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} (المائدة:١٣)، وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة:79).

٤- وقد استحقوا لعنة الله عز وجل، وذلك بسبب ما ذكره الله عنهم بقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (المائدة:٧٨).

وأما افتراؤهم على أنبياء الله فكثير ومن ذلك:

• نسبت اليهود الردة إلى نبي الله سليمان عليه السلام، وأنه عبد الأصنام كما في (سفر الملوك) (الإصحاح ١١/ العدد5).

• نسبت اليهود إلى لوط عليه السلام شرب الخمر وأنه زنى بابنتيه كما في (سفر التكوين) (الإصحاح ١٩/ العدد30).

• نسبت اليهود السرقة إلى نبي الله يعقوب عليه السلام كما في (سفر التكوين)

(الإصحاح ٣١/ العدد ١٧).

• ونسبت اليهود الزنى إلى نبي الله داود عليه السلام، فولد له سليمان عليه السلام كما في (سفر صموئيل الثاني) (الإصحاح ١١/ العدد ١١).

إلى غير ذلك قبحهم الله وأخزاهم وقد لعنهم الله ورسوله من أجل مخازيهم الكثيرة في عدد من المواضع في الكتاب والسنة: ومن ذلك: {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} (البقرة:88)، {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} (البقرة:89)، {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (النساء:46)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً} (النساء. ٤٧)، {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ} (المائدة:١٣)، {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (المائدة:٦٠)،

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة: 64)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها»

وقد أحسن ابن القيم رحمة الله في وصفهم إذ يقول: «فالأمة الغضبية هم: اليهود أهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل قتلة الأنبياء وأكلة السحت، وهو الربا والرشا، أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وابعدهم من الرحمة، وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم العداوة والشحناء، بيت السحر والكذب والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا لمن وافقهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة. بل أخبثهم: أغقلهم، وأحذقهم: أغشهم، وسليم الناصية - وحاشاه أن يوجد بينهم - ليس بيهودي على الحقيقة، أضيق الخلق صدورا، وأظلمهم بيوتا، وأنتنهم أفنية، وأوحشهم سجية، تحيتهم لعنة، ولقاؤهم طيرة، شعارهم الغضب، وداؤهم: المقت». وهذا غيض من فيض، ومن يبحث يجد الكثير من مخازيهم وأنواع كفرهم وانحلالهم، نسأل الله عز وجل أن يكبتهم، ويخزيهم، ويذلهم، ويهزمهم، وينصر المسلمين عليهم، عاجلا غير آجل. وصلى الله على نبينا محمد، والله أعلم.

المرجع؛ صفحة الشيخ / محمد صالح المنجد على الإنترنت، الموضوع: (من ضلالات اليهود في العقيدة)، سؤال رقم (٩٩٠٥).

 

 

موقفنا من الكفار عموما واليهود خصوصا

• فضيلة الشيخ: عمر الأشقر حفظه الله

السؤال:

ما موقفنا من الكفار عموما واليهود خصوصا؟

•الجواب:

الكفار أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم وأعداء الإسلام ورسول الإسلام، ويجب أن تكون السياسات التي تحكم موقفنا منهم هي الأحكام الشرعية، وهي مفصلة في الكتاب والسنة.

وأولى هذه الأحكام: وجوب بغضهم من أعماق قلوبنا {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (المجادلة:22).

وثاني هذه الأحكام: وجوب مقاتلتهم عند القدرة على ذلك {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29).

وثالث هذه الأحكام: جواز الإحسان إلى من لم يقاتلنا منهم: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (الممتحنة:8-9).

ورابعها: أن مكثهم في ديار المسلمين هو بإذن من المسلمين، وقد شرط عليهم المسلمون شروطا لقبولهم رعايا في الدولة الإسلامية.

وخامسها: عدم مشاركتهم في أعيادهم الدينية وفي عبادتهم بحال، لأنها باطلة والمسلم لا يشارك في الباطل.

 

واليهود والنصارى يتفاوتون من حيث قوة كفرهم وعدائهم للإسلام وأهله، وقد سمى الله أصحاب المكر والدهاء والمخططين من اليهود بالشياطين {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ} (البقرة:14).

وفرق رب العزة بين عامة أهل الكتاب الذين لا يعلمون الكتاب إلى أماني، أي: قراءة، وبين علمائهم الذين يعلمون الكتاب ويحرفونه: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَفَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة:78-79).

والقرآن مليء بالنصوص المبينة للدور المتميز للزعماء والرؤساء من اليهود والنصارى، وهذا له أثر في زيادة عذاب السادة والقادة منهم في يوم القيامة، أما في الأحكام الدنيوية، فالأحكام واحدة، فلا يجوز التفرقة اليوم بين القيادة اليهودية الشعب اليهودي، كما لم يفرق المسلمون قديما بين القيادة الصليبية والنصارى، هذا الفصل بين القيادة والقاعدة فصل خاطئ لا يتفق مع النظرة الشرعية القرآنية.

إن اليهود هم القاعدة التي أقام قادتهم الصهاينة عليها بناء الفكرة، وبهم حققوا مطلوبهم، فالفصل بين القيادة وواضعي الفكرة وبين بقية اليهود يحدث خللا في الرؤية الإسلامية، ويجعل الواحد منا يفكر تفكيرا مخالفا للقرآن بحيث يعسر عليه أن يفقه بعد ذلك نصوص القرآن.

وإن تسمية اليهود بالصهاينة محاولة لتبرئة اليهود من جرم حل بهم، وجعل هذه الجريمة ملصقة بطائفة من اليهود فحسب، وهذا غير صحيح

• المرجع: كتاب «صفحات من حياتي» للشيخ د. عمر سليمان الأشقر حفظه الله - ص،٢١

 

 

 

مشاركة أهل الكتاب في فرحهم وحزنهم

لجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية

السؤال:

هل يجوز مشاركة النصارى في أفراحهم وأحزانهم غير الدينية، مثل الاحتفال بيوم ميلاد أحدهم أو تقديم العزاء لأهل ميتهم في المقبرة أو خارجها أو ما شابه ذلك؟

•الجواب:

إذا كانت التهنئة من المسلم لغير المسلم بشيء من الأمور المشتركة كالزواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك فهي جائزة، وعلى المهنئ أن يعبر بألفاظ لا تتضمن مخالفة دينية، ولا لفظا يدل على الرضى بشيء من شعائر غير المسلمين كمثل: متعك الله بدينك أو نصرك الله، ولا يدعو ف تعزيته بالمغفرة أو الأجر لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (سورة التوبة: ١١٣).

وأما التهنئة بشعائر الكفر فحرام بالاتفاق مثل التهنئة بالأعياد الدينية لغير المسلمين «كعيد الفصح (عيد الصوم) واحتفال ببناء كنيسة أو تعميد مولود»، ومن الأمور المشتركة التي تجوز التهنئة بها بالقيود المشار إليها التهنئة بأوائل الشهور والسنين، وعلى المسلم إذا هنا بالسنة الميلادية أن يتجنب أي عبارة فيها تهنئة بعيد ديني

العدد 11 – مجلة بيت المقدس للدراسات

.