أنشطة المركز / للمركز كلمة

رؤية شرعية في الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني.

رؤية شرعية في الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين:

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن بين يدي الساعة لهرجاً قال: قلت يا رسول الله ما الهرج؟ قال: القتل. فقال بعض المسلمين: يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضاً حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته، فقال بعض القوم: يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم. ثم قال الأشعري: وأيم الله إني لأظنها مدركتي وإياكم وأيم الله مالي ولكم منها مخرج إن أدركتنا فيما عهد إلينا نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلا أن نخرج كما دخلنا فيها). صحيح ابن ماجه  

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتلته جاهلية ). صحيح ابن ماجه

قال السيوطي –رحمه الله- معلقاً: من قاتل تحت راية عمية... الخ،  أي أمر أعمى لا يستبين وجهه كمن قاتل القوم عصبية لعائلة أو حزب فهذا هو العمى والضلالة وكأن تعين ظالماً عصبية فكل هذا من صنيع أهل الجاهلية والكفر.  والجاهلية زمان الفترة بين نبينا وعيسى عليهما الصلوات والسلام وكل هذا قد انتشر في زماننا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارة فإن دخل على أحدكم فليكن كخير ابني آدم). 

قال السيوطي –رحمه الله- معلقاً: يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أي يصبح محرماً لدم أخيه وعرضه وماله ويمسي مستحلاًَ له، قوله: القاعد فيها خير من القائم.. الخ، قال النووي رحمه الله: معناه بيان عظيم خطرها والحث على تجنبها والهرب منها ومن التسبب في شيء.

 

وبناء على ما سبق يتحتم على المسلم العمل على ما يلي:

  1. تحكيم كتاب الله وسنة نبيه t في أي أمر يداهم المسلمين. بمعنى أننا نحتاج –في فلسطين- إلى ضبط العواطف، بالمواقف الشرعية لا العاطفية فيما يداهما من الفتن.
  2. ضرورة تربية الناس تربية إسلامية صحيحة قائمة على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لأنها سبيل النجاة.
  3. ضرورة تحديث الناس بأحاديث الفتن والدجال والملاحم وانقراض العلم واقتراب الزمان وكثرة القتل لكي يوطنوا أنفسهم للابتلاء إذا ما وقع.
  4. ملازمة العلماء وطلبة العلم، امتثالاً لأمر الله تعالى:"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". 
  5. إن الذي يقاتل تحت راية علمانية ويناصرها، إنما يقاتل تحت راية عمية وقتلته قتلة جاهلية.
  6. إن عدم التربية العقائدية بين أفراد كافة الأحزاب السياسية في الساحة الفلسطينية نتج عنه خلل في المواقف، جعل الشخص الواحد يصبح عدواً مباح الدم ويمسي حبيباً يمكن أن تتآلف القلوب معه، وإن دل هذا فإنما يدل على عدم وضوح أسس العقيدة الصحيحة وبخاصة عقيدة الولاء والبراء.
  7. حرمة الدم المسلم فـ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) رواه البخاري.
  8. إن وقوع الحرب الأهلية بين الفلسطينيين هدف استراتيجي لأعداء الإسلام من اليهود والصليبيين ومن والاهم يسعون إليه ويدفعون به بقوة، وهي كالنار تأكل الأخضر واليابس والجميع فيها منهزم وخاسر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
  9. التحذير من الثرثرة والكلام بما لا يفيد بل بما قد يوغل الصدور ويثير العصبية ويريق الدماء، ولا يجعل المرء من نفسه بوقًا لكل إشاعة ولا مذياعًا لكل كذبة.

يقول الله عز وجل في إنذار شديد لذلك في سورة ق: "وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" آية18 ، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يوصي معاذاً رضي الله عنه فيما رواه الترمذي: "ثكلتك أمك يا معاذ, وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" متفق عليه، وفي حديث آخر: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوى بها في نار جهنم" رواه البخاري.

10. وأخيراً ضرورة لزوم الوحدة والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتي لا يمكن أن تكون بالدعوة إلى الوحدة الوطنية أو القومية أو غيرها من الشعارات الجوفاء، قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال63

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

.