دراسات وتوثيقات / ترجمات وقراءات
بول فندلي مؤلف كتاب الخداع
بول فندلي مؤلف كتاب الخداع
- العضو السابق في الكونجرس الأمريكي طيلة عشرين سنة من أبرزِ رجالِ السِّياسةِ والفكر والقلم في الولايات المتحدة، وحَائزٌ على ثلاث شهادات دكتوراه فخرية إلى جانب عددٍ من الأوسمة والجوائز العالمية بما فيها أرفع وسام ألماني مدني.
- عندما تخرّج فندلي من المدرسة الثانوية (بجاكسونفيل) بولاية (الينوي) ظهرت صورته مع صور الخريجين في الكتاب السنوي للمدرسة وتحت كل صورة عبارة اختارها الناشر من أسماء الأفلام السينمائية للتعريف بصاحبها. وتقول العبارة التي عُرّف بها (فندلي): "أُفَضِّل أن أكون إلى جانب الحق" وهي اسم فيلم تدور وقائعه حول رجل سياسي فضل المبدأ على المنصب.
- كاد فندلي وهو بالكونجرس أن يكون الوحيد الذي حمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان العربي الفلسطيني، وكشف خداع إسرائيل للرأي العام الأميركي، وفضح أساليبها في السيطرة على غالبيةِ السَّاسة والمشرّعين ورجال الأعمال الأميركيين، وندَّد بضمها للقدس العربية والجولان وبسياسة القهر والقمع التي تتبعها في الأراضي المحلة. ومنذ أواخر السبعينيات أخذ يدعو إلى اتصال الولايات المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية والتقى مرتين بالزعم الفلسطيني عرفات.
- وكان في ذلك كله ينطلق أولاً من حُبّه لبلادهِ وحِرصه على مصالحها واعتقاده بأنَّ سياستها الموالية للصهيونية تتنافى مع مبادئ العدل وتساعد على انتهاك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وخصوصا في فلسطين.
- ولا عجب إذن في أن اللوبي الصهيوني الإسرائيلي حشد جميع طاقاته وجنّد أنصار إسرائيل في كل مكان طيلة السنوات الثلاث التي سبقت انتخابات عام ۱۹۸۲، للحيلولة دون إعادة انتخابه. وبالرغم من أنه نجح في ذلك إلا أنه لم يستطع أن يخنق صوته ويشل قلمه، ويوهن عزمه.
- فمنذ ذلك الوقت عكف فندلي على البحث وجمع الوثائق التي تدين إسرائيل واللوبي الصهيوني في واشنطن بزعامة اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك)، وكانت أولى ثمار بحثه كتابه المعروف "من يجرؤ على الكلام " الذي نشرته شركة المطبوعات للتوزيع والنشر بطبعة سادسة عام ۱۹۹۰.
-وها هو اليوم يطل علينا بكتابه الثاني «الخداع» بعد کتاب «من يجرؤ على الكلام» واختار فيه المؤلف أسلوبًا آخر لفضحِ خداع إسرائيل وهو نشر الأساطير التي تروّجها ثم تفنيد كل منها بالاستناد إلى أحدث المراجع وأوثقها. وقد ألقى في كتابه هذا أضواء جديدة على مختلف جوانب القضية الفلسطينية بفضل حصولهِ على وثائق ومراجع جديدة، وخصوصًا على علاقةِ رجالِ الإدارةِ الأميركيةِ وأعضاءِ الكونجرس الأميركي باللوبي الصهيوني الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي الرسمي مع إسرائيل فيما يتعلق بانتهاكاتِ هذه للمعاهدات الدولية وتمرّدها على الأمم المتحدة برفضها الانسحاب من الأراضي المحتلة.
- وكم نتمنى أن يقرأ هذا الكتاب كل سياسي ودبلوماسي عربي معني بالقضية الفلسطينية أو العلاقات العربية الأميركية.
20/1/1993
محمود يوسف زاید
أستاذ التاريخ الإسلامي بالجامعة الأميركية في بيروت
المشرف على ترجمة كتاب "الخداع"
(كتاب الخداع، ص١٢-١٣).
.