القدس والأقصى / عين على الاقصى

ويسعون في الارض فسادا؛ دعوى الجاهلية ! أ.منذر المشارقة



ويسعون في الارض فسادا

دعوى الجاهلية


     كتبه/أ.منذر المشارقة
  إن من أساليب اليهود وصفاتهم التي أخبر عنها الله عز وجل التحريش بين الشعوب وإشعال الحروب بينهم كما قال تعالى( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين) ، وكما فعل اسلافهم من اليهود في المدينة المنورة عندما قام شاس بن قيس بالتحريش بين الأوس والخزرج عندما ذكرهم بيوم بعاث وما جرى فيه،  وكادت أن تحدث مقتلة لولا وجود النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لهم أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفار) .

      فقد جاء الاسلام ليطهرنا من الجاهلية والعصبية وتفضيلها على اخوة الاسلام، فما اعز الله العرب الا بالاسلام وكما قال عمر رضي الله عنه نحن قوم اعزنا الله بالاسلام وان ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله .

      لذلك من أعظم ما يسعى به الشيطان وأعوانه من شياطين الانس هو التحريش بين المسلمين كما قال عليه الصلاة والسلام ( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن التحريش بينهم) والتحريش هو اثارة العداوة وإلقاء البغضاء وتأليب النفوس بعضها ببعض ليحدث الشقاق والشجار.

       وبعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كثر التحريش بين الناس والمجتمعات والقبائل والدول، واشتغل المنافقون بنشر الاكاذيب ونقل السوءات والإفساد بين الناس بالنميمة، ولم يكن اليهود عن هذا  ببعيد فهذا ايدي كوهين وافخاي ادرعي وصفحة اسرائيل بالعربية وغيرها من الحسابات الوهمية التي تعمل ليل نهار على التحريش بين الشعوب المسلمة، واخرها بين الشعب الفلسطيني والشعب السعودي، حيث يقوم هؤلاء بإظهار الصور السيئة من جهلة ومغنيين وعنصرين أو منتسبي احزاب التي تسيء إلى الشعبين وكأنهم هم واجهة هذه المجتمعات.

     كما أن تناقل هذه الرسائل بين الناس عبر التواصل الاجتماعي مما يدخل في النميمة وافساد ذات البين وهي الحالقة كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدخل في اثارة العصبيات بين الناس، حتى وصل الحال ببعضهم نكران فضل المسجد الاقصى المبارك والتخلي عن قضية القدس وفلسطين، وإظهار المحبة لليهود والثناء عليهم والمطالبة بفتح العلاقات معهم مع عدم التدخل في شأن قضية فلسطين وأن هذه القضية ليس له أي علاقة بها، وترويج أكاذيب اليهود والتي منها أن الفلسطينيين باعوا  أرضهم، أنهم هم الذين يعتدون على اليهود وليس العكس.

   ولا يخفى على عاقل ما لهذه الافكار من ضلال وانحراف قد يصل الى الكفر لما فيه من موالاة لأعداء الله ومحبتهم مع كونهم مغتصبين للمسجد الأقصى.

      فعلى كل صاحب سلطة أو من ولاه امر المسلمين أن يأخذوا على يد السفهاء وأن لا يسمحوا لهم بإثارة الشحناء بين الشعوب الاسلامية، فيكفي المسلمين ما هم فيه من الضعف، سائلين الله عز وجل ان يجمع كلمتهم على الحق وأن يردهم إلى دينهم ردا جميلا .      

.