دراسات وتوثيقات / دراسات وبحوث

جذور الدور الأمريكي في قضية فلسطين

جذور الدور الأمريكي في قضية فلسطين

 

مما لاشك فيه أن الهدف الأكبر من وجود الكيان اليهودي على أرض فلسطين هو : أن يؤسس الصهاينة اليهود قاعدة للاستعمار الغربي ، وتتعهد الصهيونية بتحقيق مطالب الغرب ذات الطابع الاستراتيجي ، ومنها الحفاظ على تفتت المنطقة العربية ، وبذلك يتم تخليص العالم الغربي من اليهود الزائدين باستيعابهم في ذلك الجيب .

 

       وعن طريق النقل ( نقل اليهود ) ، ستقضي الصهيونية على معاداة اليهود في الغرب ونظير ذلك ، سيقوم الغرب ( ككل ) برعاية هذا المشروع ودعمه .

 

 

الوعود البلفورية :

        لم يكن في الواقع وعداً واحداً من بلفور لإقامة وطن قومي لليهودي في فلسطين ، والحقيقة أنها عدة تصريحات أصدرها بعض رجال السياسة في الغرب يدعون فيها شتات اليهود لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين ، ويعدون بدعمه وتأمينه نظير أن يقوم اليهود بخدمة مصالح الدولة الراعية !!.

 

      وقد صدرت معظم الوعود البلفورية في القرن التاسع عشر واستمرت حتى صدور وعد بلفور عام 1917 .

 

أولها وعد نابليون : فقط كان نابليون من أوائل القادة الغربيين الذين أصدروا وعداً بلفورياً ، وهو أيضاً أول غاز للشرق في العصر الحديث وكان جوهر الوعد العبارة التالية : " تقدم فرنسا فلسطين لليهود وتدعوكم فرنسا للاستيلاء على أرائكم بل لأخذ ما تم فتحه والاحتفاظ به ".

 

       وهذا الوعد في حقيقته لم يكن من منطلق الحب أو الاحترام لليهود وهذا يظهر في تشريعات فرنسا حينذاك ، ولذا فإن إرسالهم إلى فلسطين هو حل للمسألة اليهودية في فرنسا ، ومع هذا فإن نابليون كان يهدف إلى توظيف اليهود في خدمة مشاريعه وتحويلهم إلى عملاء له .

 

       وقد صدرت أيضاً عدة وعود بلفورية ألمانية أشهرها وعد بلفوري ورد في خطاب من " دون إيلونبرج " باسم حكومة قيصر ألمانيا إلى هرتزل ( مؤرخ في سبتمبر 1898 م ) جاء فيه : " يحب جلالته أن يخبركم عن استعداده أن يأخذ على عاتقه مسئولية محمية ( يهودية ) في حالة تأسيسها وأنه على استعداد أكيد أن يناقش الأمر ( توطين اليهود ) مع السلطان".

 

       وكان هدف القيصر الرئيسي ( كما صرح لسفيره في سويسرا ) "إفراغ ألمانيا من اليهود الذين فيها وكلما عجلوا الذهاب ... ) كان ذلك أفضل فلن أضع أية عراقيل في طريقهم "

 

     ولعل موقف القيصر من اليهود بما يتسم به من كره عميق لهم وترحيب شديد بالتخلص منهم واستعداد تام لتوظيفهم في خدمة المصالح الألمانية ، لا يختلف كثيراً عن موقف نابليون من قبله أو موقف بلفور من بعده .

 

       ومن الأمثلة على الوعود البلفورية الوعد الروسي القيصري ، فقد قام هرتزل بمقابلة "فون بليفيه" وزير الداخلية الروسي المعادي لليهود ، وقد صدر الوعد البلفوري القيصري في شكل رسالة وجهها "فون بليفيه" إلى "تيودر هرتزل " جاء فيها :

 

      " ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة مستقلة في فلسطين ، وتنظيم هجرة اليهود الروس ، فمن المؤكد أن تظل الحكومة الروسية تحبذ ذلك وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في روسيا " . وقد استغل هرتزل هذه الرسالة في أكثر من مناسبة ، فيما بعد .

 

وعد بلفور : هو التصريح الشهير الذي أصدرته الحكومة البريطانية عام 1917 تعلن فيها عن تعاطفها مع الأماني اليهودية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وحين صدر الوعد كان عدد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5 % من مجموع عدد السكان .

 

     لذا يجب ألا ننظر لوعد بلفور بمعزل الوعود البلفورية السابقة عليه أو اللاحقة له ، أو عن المعاهدات التي أبرمت أثناء الحرب العالمية الأولى والتي من أهمها اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى دويلات مستعمرة من القوى الغربية .

 

       فالدافع الحقيقي لوعد بلفور هو رغبة الإمبراطورية البريطانية في زرع دولة استيطانية في وسط العالم العربي لحماية مصالحها الاستعمارية .

 

الدور الأمريكي في قضية فلسطين:

·       في عام 1818 طالب "جون آدامز" رئيس الولايات المتحدة بأن يصبح اليهود أمة مستقلة ، هذا في وقت لم يزد فيه عدد اليهود عن أربعة آلاف ولم يكن هناك لوبي يهودي أو صهيوني.

 

·       زار "بلفور" الولايات المتحدة عام 1917 ، وقابل الزعيم الصهيوني الأمريكي لويس برانديز ، وبعد أشهر معدودة أصدر "بلفور" تصريحه أو وعده المشهور نيابة عن الحكومة الإنجليزية .

 

·       ويلسون " الذي كان ينادي بحرية الشعوب في تحقيق مصيرها " ، وافق على تصريح بلفور قبل إعلانه ، وهذا يدل على حقيقة الموقف الأمريكي .

 

·       كتب الرئيس الأمريكي "ترومان" ( 31 آب 1945 ) للمستر أتلي وكان رئيساً للوزارة البريطانية : " وقد طلب إليه أن يفتح أبواب فلسطين لليهود وأن يسمح لمئة ألف منهم كي يدخلوها بأمان " .

 

·       وأتى هذا الكتاب على الرغم أن سلفه الرئيس "روزفلت" ، كان قبل ذلك التاريخ بخمسة شهور قد وعد الملك "عبد العزيز آل سعود" في كتاب أرسله إليه في 5 نيسان 1945 ) أن لا يتخذ أي قرار فيما يتعلق بالوضع السياسي في فلسطين من غير استشارة تامة مع كل من العرب واليهود .

 

·      وبعد تفاقم الأحداث في عام 1946 اتفقت بريطانيا والولايات المتحدة على تأليف لجنة مشتركة من أعضاء متساوين إنجليز وأمريكيين لدراسة الأوضاع وإعطاء الحلول للحكومتين الإنجليزية والأمريكية .

 

·       وفي ذلك الحين " اتخذ مجلس الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة قبل أن تبدأ اللجنة عملها ، وحتى قبل أن يبرح أعضاؤها منازلهم !! قراراً طالبا فيه الحكومة أن تتوسط لدى الدولة المنتدبة – البريطانية - كي تفتح أبواب فلسطين لهجرة يهودية مطلقة ، وتقيم في فلسطين دولة يهودية ديمقراطية .

 

·       وأطلق على اللجنة مسمى اللجنة الأنجلو – أمريكية ، وبعد أن بدأت تحقيقها في واشنطن ( 4 يناير 1946 ) وزارة عدة دول منها لندن وألمانيا وبولونيا وتشكوسلوفاكيا والنمسا وإيطاليا واليونان ، وجاءت إلى القاهرة (28 فبراير ) واستمعت إلى بيانات عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام للجامعة العربية ، وجاءت اللجنة بعدئذ إلى فلسطين وسمعت شهادات العرب واليهود ، وسافرت إلى العواصم العربية ، ثم عادات إلى لوزان حيث وضعت تقريرها ، وكان ذلك في 20 نيسان 1946 " وقد أوصت في تقريرها: "إصدار مئة ألف شهادة هجرة لليهود ، قالت عنهم أنهم من ضحايا الاضطهاد النازي !!

 

·       ومما جاء في تقريرها أن أي نوع الحكم في فلسطين يجب أن لا يستهدف السيطرة : لا سيطرة العرب على اليهود ، ولا سيطرة اليهود على العرب وأوصت اللجنة أن تبقى فلسطين تحت الانتداب البريطاني إلى أن يتسنى عقد اتفاق توضع بموجبه تحت وصاية الأمم المتحدة .

 

·       واجتمع مجلس الجامعة العربية بعدئذ في بلودان من 8 إلى 12 حزيران 1946 ، وقد استنكروا ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الأنجلو – أمريكية من رفض أي شكل من أشكال التقسيم .

 

·       وحين أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرار التقسيم قرار التقسيم في التاسع والعشرين من نوفمبر 1947، ، ومع مقاومة العرب في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، اعتزم رئيس الوفد السفير "هيرشل جونسون" التقدم بتسوية تبنى على اقتطاع قسم من أراضي النقب ، وضمنها العقبة ، وضمه إلى أراضي الدولة العربية المقترحة . غير أن وايزمان يذكر في مذكراته أنه عندما علما بما انتواه المستر جونسون ، سافر إلى الولايات المتحدة لمقابلة الرئيس الأمريكي هاري ترومان في التاسع عشر من نوفمبر 1947 ولقي من المستر ترومان لطفاً وعطفاً شديدين .

 

      وقبيل أن يقوم المستر جونسون بالإبلاغ عن عزمه بصورة رسمية لسكرتارية الأمم المتحدة ، أجرى الرئيس الأمريكي ترومان اتصالاً هاتفياً شخصياً بمندوب الولايات المتحدة الذي أصدر فيما بعد تعليماته للوفد الأمريكي بإبقاء النقب والعقبة ضمن نصيب اليهود . وقد فتح هذا القرار الأمريكي السبيل للتصويت في الجمعية العامة على مشروع التقسيم فنال أكثرية 33 صوتاً مقابل 13 صوتاً .

 

·       وحين قرر اليهود أن " الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في الضفة والقطاع أرض متنازع عليها " وليست محتلة ، وافقهم الأمريكيون على ذلك .

 

·      وعقد الاتفاق الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي عام 1981 الذي استهدف فلسطين والدائرة العربية والدائرة الإسلامية .

 

        فالولايات المتحدة تمول التجمع الصهيوني بأسره بمن فيه من رأسماليين وإرهابيين وعقلاء ومجانين واشتراكيين وقتلة .

 

تاريخ الصهيونية في الولايات المتحدة:

·      في عام 1818 طالب "جون آدامز" رئيس الولايات المتحدة بأن يصبح اليهود أمة مستقلة ، هذا في وقت لم يزد فيه عدد اليهود عن أربعة آلاف ولم يكن هناك لوبي يهودي أو صهيوني.

·       وبحلول عام 1890 ، كان هناك فروع لجمعية أحباء صهيون في نيويورك وشيكاغو وبلتيمور وبوسطن وميلووكي وفلادلفيا وكليفلاند . وتكونت جمعيات العودة لصهيون على يد آدم روزنبرج بغرض شراء أرض في فلسطين والإعداد لعودة اليهود إلى هناك وفي عام 1896 ، طرح البروفسير بول هاوبت من جامعة جون هوبكنز خطة ترمي إلى توجيه المهاجرين اليهود القادمين من شرق أوربا إلى بلاد النهرين وسوريا . وأيده في هذه الخطة العديد من الشخصيات اليهودية البارزة مثل سيروس أدلر وماير سولزبرجر وأوسكار شتراوس في هذه الأثناء قام هرتزل بالإعداد لمؤتمره الصهيوني الأول ( 1897) وحضره أربعة من اليهود الأمريكيين .

 

·       وفي 13 نوفمبر 1897 ، كونت الجمعيات الصهيونية في نيويورك اتحاد صهاينة نيويورك بغرض تكوين منظمة على مستوى الأمة كلها ، وقد أصدر الاتحاد عام 1901 جريدة المكابي برئاسة لويس ليبسكي .

 

·       وكانت توجد تحت مظلة الاتحاد 88 جمعية صهيونية محلية ومتخصصة ، ومن هذه الجمعيات منظمة أبناء صهيون والشباب اليهودي وعصبة التحالف الصهيوني الجامعي ، هذا غير منظمة الهاداساه أو منظمة النساء الصهيونيات الأمريكية عام 1912 برئاسة هنربيتا سيزولد .

 

·       وقد تأسست أول جمعية عمالية صهيونية في أمريكا عام 1903 ، وكانت تهدف إلى إبعاد اليهود عن الأوساط الإشارامية . وأصدرت صحيفة باليديشية منذ عام 1905 ، ومن أهم وأبرز قياداتها حاييم جرينبرج .

 

·       وشهد عام 1911 أيضاً تكوين منظمة مزراحي أمريكا على يد مائير بار إيلان وهي المنظمة التي صارت بمرور الزمن الأساس المادي لمنظمة المزراحي العالمية نظراً لقوتها المالية والعددية والتنظيمية .

 

·       ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ، حدثت تحولات مهمة في الحركة الصهيونية نتيجة إعلان ويلسون تأييده وعد بلفور برانديز رئاسة الحركة الصهيونية الأمريكية .

 

·       وقد مهد هذا التحول الطريق للاتصالات التي تمت على أعلى المستويات بين الصهاينة ( من خلال برانديز ) وبين حكومة الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون ، ومن ثم حظي وعد بلفور فور صدوره بموافقة وترحيب الحكومة الأمريكية .

 

·       ونتيجة تنامي قوة الصهاينة ( ارتفع عدد الصهاينة إلى 150 ألفاً وإحساسهم بتأييد الحكومة الأمريكية لهم ، اقترح القادة الأمريكيون الصهاينة إقامة مؤتمر يهودي أمريكي عن طريق الانتخاب الديمقراطي لمناقشة مشكلات اليهود فيما بعد الحرب وضمن ذلك إقامة وطن قومي في فلسطين وغيرها . وقد عقد هذا المؤتمر في 15 ديسمبر 1918 في فيلادلفيا ، وقد تبنى قراراً يطالب عصبة الأمم بتولية بريطانيا العظمى مهام الانتداب على فلسطين . وتطوع عدة آلاف من الشباب الأمريكي اليهودي للسفر إلى فلسطين ، بيد أن العدد الحقيقي لم يتعد 50 فرداً هو الذين استقروا هناك .

·        وقد أصبحت الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة ، نظراً لحجمها وقدرتها المالية والاجتماعية ، المساهم الأول في تطوير الخطط الاستيطانية الأمريكية في الفترة بين عامي 1929 و 1939 مبلغ 100 مليون دولار أمريكي . وسعد الصهاينة الأمريكيون في عملية التهجير غير الشرعي لليهود ، وهو ما يعكس تنامي قوتهم في الحركة العالمية وتناقص قوة الأوربيين والبريطانيين على وجه الخصوص . وفي عام 1939 رفضت الولايات المتحدة الكتاب الأبيض الذي حدد هجرة اليهود إلى فلسطين وقامت بالضغط من أجل فتح أبواب فلسطين ( في الوقت الذي أوقفت فيه الهجرة اليهودية إلى الولايات المتحدة ) .

 

الصهيونية في الولايات المتحدة :

   إن الولايات المتحدة تضم أكبر وأقوى جماعة يهودية في العالم ، وسنتناول هنا المنظمات الصهيونية المختلفة في الولايات المتحدة .

 

·   الاتحاد الصهيوني الأمريكي :

    " الاتحاد الصهيوني الأمريكي " هو المظلة التنظيمية التي تضم كل المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة ، وقد تم تأسيسه عام 1970 بناءً على قرار صادر عن المؤتمر الصهيوني السابع والعشرين ( 1968) يدعو إلى تقوية الحركة الصهيونية من خلال إنشاء منظمات أو اتحادات صهيونية قطرية في جميع بلاد العالم .

 

·   الحركة الصهيونية الأمريكية :

" الحركة الصهيونية الأمريكية " هو الاسم الجديد للاتحاد الصهيوني الأمريكي ( منذ فبراير 1993 ) . وهذا الاسم لن يؤدي إلا إلى المزيد من الغموض والتعمية ، لأن كلمة " حركة " في كل الأدبيات السياسية لا تشير إلى تنظيم إقليمي بعينه .

 

·   المنظمة الصهيونية الأمريكية :

    منظمة صهيونية أمريكية تأسست عام 1898 باسم اتحاد الصهاينة الأمريكيين ، وذلك في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول (1897)

   ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ، انتقل مركز النشاط الصهيوني إلى الولايات المتحدة وتم تأسيس اللجنة التنفيذية العامة المؤقتة للشئون الصهيونية عام 1914 تحت رئاسة لويس برانديز التي تولت الجانب الأكبر من النشاط الصهيوني في الولايات المتحدة خلال فترة الحرب وأسست صندوقاً لدعم التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين .

 

·  هاداساه :

" هاداساه " منظمة نسائية صهيونية أمريكية أسستها هنريتا زولد عام 1912 حين قررت هي ومجموعة من السيدات من أعضاء حلقات بنات صهيون الدراسية أن تتوسع لتصبح منظمة قومية . وهي تعتبر الآن منظمة نسائية صهيونية في العالم إذ يقدر عدد أعضائها بنحو 370 ألف عضو ، حددت منظمة الهاداساه أهدافها بتنمية التعليم اليهودي والصهيوني في الولايات المتحدة من جانب ، وتحسين الأوضاع الصحية للتجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين من جانب  .

 

   وقد قررت منظمة هاداساه عام 1983 أن تصبح منظمة دولية بعد أن ظلت حتى ذلك التاريخ منظمة أمريكية ، الأمر الذي يسمح لها بإنشاء مجموعات خارج الولايات المتحدة يتم ربطها برابطة هاداساه للإغاثة الطبية لتوجيه الأموال عبرها إلى إسرائيل . وقد وصل حجم ما تنفقه الهاداساه من أموال عام 1982 / 1983 إلى نحو 49 مليون دولار .

 

 

·    مجلس الاتحادات اليهودية وصناديق الرفاه: 

منظمة مظلية أمريكية تعمل كهيئة مركزية تنسق جمع الأموال والتخطيط لأكثر من مائتي اتحاد يهودي وصندوق رفاه تخدم 800 تجمع يهودي يضم أكثر من 95 % من أعضاء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة وكندا . وقد بلغ مجموع ما جمعه مجلس الاتحادات عام 1978 نحو 474 مليون دولار أمريكي ، زادت إلى 581 مليون عام 1981 ، ووصلت 720 مليون دولار عام 1987 .

 

وقد بدأ مجلس الاتحادات ، منذ الأربعينات ، في تنسيق ثم توحيد حملات الجباية مع النداء اليهودي الموحد الذي أصبح يتلق وحده ما بين 50 % و 60 % من أموال حملات الجباية الموحدة ويذهب أغلبها إلى إسرائيل عبر النداء الإسرائيلي الموحد ثم الوكالة اليهودية ، 

 

   ·  اللجنة اليهودية الأمريكية :

من أقدم المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة . تأسست عام 1906 بغرض الدفاع عن الحقوق المدنية والدينية للجماعة اليهودية في الولايات المتحدة ، ومواجهة مختلف أشكال معاداة اليهود أو التمييز الديني .

    وحتى عام 1946 ظلت اللجنة تعرف بأنها أبرز منظمة يهودية أمريكية غير صهيونية وتؤكد أن الهوية اليهودية هي هوية دينية أـو هوية ثقافية على أكثر تقدير وترفض مقولة " القومية اليهودية " أو " الشعب اليهودي " أو فكرة إقامة دولة يهودية ، فقد كانت ترى أن مثل هذه المقولات تثير مسألة ازدواج الولاء بالنسبة لليهود الأمريكيين وتشكك في انتمائهم الأمريكي . ومع ذلك أيدت اللجنة الاستيطان اليهودي في فلسطين باعتباره يمثل حلاً للمسألة اليهودية ويساعد على تحويل جزء من هجرة يهود اليديشية بعيداً عن الولايات المتحدة . ومن هذا المنطلق ، وافقت اللجنة اليهودية الأمريكية على وعد بلفور مع تأكيد ما نص عليه الوعد من أن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . واشتركت اللجنة في إرسال المساعدات إلى المستوطنين الصهاينة في فلسطين من خلال لجنة المعونة اليهودية .

 

·                     ·          المؤتمر اليهودي الأمريكي :

   منظمة يهودية أمريكية انبثقت عن المؤتمر اليهودي الأمريكي الأول الذي انعقد في فلادلفيا عام 1918 بهدف حماية الحقوق الدينية والمدنية للجماعات اليهودية داخل الولايات المتحدة وخارجها ، ومحاربة كل أشكال التمييز ضدهم ، وكذلك مساندة إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين . وتعود فكرة تأسيس المؤتمر إلى عام 1915 حينما تزعم لويس برانديز وستيفن وايز وغيرهما من اليهود الأمريكيين الصهاينة أو المتعاطفين مع الصهيونية الدعوة إلى تشكيل مؤتمر يهودي أمريكي ليكون هيئة مظلية ذات طابع ديمقراطي وقومي .

   ولكن أنصار المؤتمر اليهودي الأمريكي نجحوا في تحويله إلى منظمة دائمة عام 1922 تحت زعامة الحاخام ستيفن وايز ولكنها لم تتحول قط إلى مظلة واسعة القاعدة بديلة عن اللجنة اليهودية الأمريكية كما كان يتطلع مؤسسوها .

 

واستمر المؤتمر اليهودي الأمريكي في دفاعه عن إسرائيل وإن تضاءل هذا الالتزام مع انشغاله بالقضايا الطائفية والأهلية الأخرى . وينص برنامج المؤتمر لعام 1983 على ضرورة تنمية دعم الولايات المتحدة لاحتياجات إسرائيل الأمنية والتصدي للدعاة العربية ، وإظهار العرب باعتبارهم العقبة أمام السلام ، وعلى ضرورة محاربة المقاطعة العربية ومحاربة معاداة اليهود ، والعمل من أجل هجرة اليهود السوفييت .

   والمؤتمر اليهودي الأمريكي مسجل كمنظمة دينية معفاة من الضرائب ، وهذا يعفيه من تقديم تقرير سنوي علني ، وتصل عضويته إلى ما بين 40 و 50 ألف عضو .

 

·              ·       بناي بريت :

"بناي بريت " عبارة عبرية معناها " ابناء العهد " . وبناي بريت واحدة من أقدم وأكبر المنظمات اليهودية ، تأسست عام 1843 كهيئة يهودية أخوية على غرار الجمعيات الماسونية بهدف " توحيد الإسرائيليين للعمل من أجل تنمية مصالحهم العلبا ومصالح الإنسانية ، وكان شعارها " المعاملة الطيبة والحب الأخوي والتوافق بين اليهود " وقد نمت بناي بريت نمواً كبيراً حتى أصبح لها فروع في 45 دولة تضم نحو 500 ألف عضو .

   وقد اهتمت بناي بريت منذ تأسيسها بتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية إلى الجماعات اليهودية داخل الولايات المتحدة وخارجها فأسست المستشفيات وملاجئ للأطفال والعجزة .

·      عصبة مناهضة الافتراء التابعة لبناي بريت :

   منظمة يهودية أمريكية تأسست عام 1913 لتكون ذراع بناي بريت في محاربة معاداة اليهود ومحاربة التمييز الديني والعنصري في الولايات المتحدة .

 

الدفاع عن إسرائيل إلى أن أصبح هذا محور أعمالها ولب برامجها بعد حرب 1967 .

 

·      نوادي هليل للطلبة ( مؤسسات هليل )

تضم منظمة هليل التابعة لجمعية البناي بريت ( أبناء العهد ) المراكز والنوادي الطلابية التي توجد في معظم جامعات الولايات المتحدة . وعادة ما يدير هذه النوادي مدير يتقاضى راتباً ويساعده بعض الطلبة .

   وتنظم نوادي هليل برامج ثقافية واجتماعية ودينية وحواراً دينياً . ومثل معظم المنظمات اليهودية ، أصبحت نوادي هليل واجهات يهودية للمنظمة الصهيونية ، ولذا نجد أنها تركز على تذكير الرأي العام الأمريكي بالإبادة النازية لليهود وعلى تشجيع الهجرة والدفاع عن وجهة النظر الإسرائيلية .

 

·      مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية :

   منظمة يهودية أمريكية تعرف عادة باسم " مؤتمر الرؤساء " ، ومؤتمر الرؤساء هذا هيئة تمثيلية ل 37 منظمة يهودية أمريكية تمثل وجهة نظر هذه المنظمات بشأن المسائل الخاصة بإسرائيل وبغيرها من القضايا الدولية . وهي تنشط داخل الأوساط السياسية الأمريكية من أجل تحقيق الأهداف الصهيونية .

نشأت هذه المنظمة بشكل غير رسمي ( عام 1955 ) مع انعقاد مؤتمر ضم رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى من أجل فحص تلك الموضوعات التي تتعلق بإسرائيل .

يقوم المؤتمر بمحاولة التأثير في موقف الحكومة الأمريكية والجمهور الأمريكي وتبليغ هذا الموقف للحكومة الإسرائيلية .

يقوم المؤتمر بدور المفسر للآراء الإسرائيلية لدى الحكومة الأمريكية .

ويتبنى المؤتمر موقف الحكومة الإسرائيلية تجاه القضايا الكبرى ، ويركز على نشر وجهة نظر مفادها أن أمن وقوة إسرائيل يمثل مصلحة كبرى للسياسة والاستراتيجية الأمريكية . ولإنجاز ذلك ، يقوم المؤتمر بنشر الوثائق وعقد المؤتمرات المؤيدة لإسرائيل وعقد لقاءات خاصة مع القادة السياسيين الأمريكيين والعالميين ومع قادة الجماعات اليهودية في الدول الأخرى ، كما يسعى المؤتمر في بعض القضايا إلى الضغط على الكونجرس الأمريكي عن طريق استنفار اليهود الأمريكيين ( من خلال المنظمات المشتركة في المؤتمر ) لكي يقوموا بإرسال الخطابات والبرقيات إلى نوابهم في مجلس النواب والشيوخ بحيث يطلب منهم اتخاذ مواقف تتفق مع المصلحة الإسرائيلية .

 

·      اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشئون العامة ( إيباك ):

" اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشئون العامة " ( بالإنجليزية : أمريكان إسرائيل بابليك ريليشنز كوميتي ) واختصارها " غيباك " هي منظمة أمريكية يهودية تأسست عام 1954 بغرض التأثير في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بحيث تتفق هذه السياسة مع المصالح الإسرائيلية والصهيونية . وهذه المنظمة مسجلة كجماعة ضغط ( لوبي ) رسمية للقيام بمهمة الدعاية لدعم إسرائيل باسم الطائفة اليهودية الأمريكية ، وهي في تقدير البعض من أقوى جماعات الضغط في الولايات المتحدة ومن أكثرها تأثيراً على الإطلاق .

   لكي تعمل من أجل سياسات أمريكية أكثر تأثيراً في الشرق الأدنى لتحقيق تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي . وقد سجلت هذه اللجنة في الكونجرس الأمريكي وفقاً لقوانين جماعات الضغط .

 

 

 

.