فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

مزاعم اليهود في بيت المقدس

صدرت وثيقة عن رابطة الدفاع اليهودية كتبها اليهودي الصهيوني الأمريكي ((دانيال باسيبس)) أكبر مساعدي بنيامين كاهانا ابن الحاخام الإرهابي (مائير كاهانا) مؤسس هذه الرابطة، وهذه الوثيقة تحتاج إلى نوع آخر من المقارعة والمحاججة ليس بنصوصنا الدينية التي لا يؤمن بها الآخر وهم اليهود وإنما بالمنطق المجرد وبعقلانية الفكر.

 

تقول الوثيقة: ((إن القدس هي أعظم مدينة دينية بالنسبة لليهود)) فهل هذا صحيح؟! .. وهل هناك علاقة ما بين اليهودية وبين مدينة القدس وهل هي شعار الوطن اليهودي؟

 

قبل كل شيء ماهي اليهودية؟ إنها شريعة نبي الله موسى عليه السلام التي جاءت بها الألواح والأسفار.

 

وهنا يطرأ سؤال أخر هل هناك علاقة بين شريعة اليهودية وبين اليهودية وتوراة اليهودية واليهود أنفسهم وبين مدينة القدس؟ إن موسى عليه السلام قد ولد ونشأ وعاش ومات ودفن في مصر ولم ترعينيه القدس في يوم من الأيام فأين العلاقة الروحية أو علاقة الوطن الروحي التي يتحدثون عنها بين اليهودية وبين القدس؟

 

* فإن قالوا – وهم بالفعل يقولون – بلسان هذه الوثيقة: (إن اليهود يصلون باتجاه القدس ويذكرون اسمها في صلواتهم باستمرار وينهون صلاة الفصح بعبارة شوق حزين ((العام القادم في القدس)) فنقول لهم هل صلاة الفصح كعبادة أبناء دين تجاه مدينة من المدن ترتب لأبناء هذه الدين حقوقاً وطنية وسياسية وسيادية في هذه المدينة؟ إن الأرثوذكس – الروس واليونان والعرب والمصريين والأحباش يصلون جميعاً تجاه القدس وإليها يحجون وفيها يتقدسون ومعهم كل شعوب الكاثوليك في جميع أنحاء العالم فهل يرتب التوجه إلى القدس في الصلاة لكل الأمم والقوميات حقوقاً وطنية وسياسية وسيادية في مدينة القدس!!.

 

فإن قالوا لقد عاش وحكم في القدس داود وسليمان عليهما السلام وفيها بنى سليمان الهيكل، فسنقول لهم هذا صحيح لكن ليس دليلاً لعدة أسباب منطقية وواقعية:

 

1- أن داود وسليمان بمنطق اليهود واليهودية هما من الملوك وليسوا من الرسل والأنبياء، ومن ثمّ فإن إقامتهما في القدس وعلاقتهما بها هي علاقة الإستيلاء السياسي والحربي وليست علاقة دينية بين القدس واليهود كدين.

 

2- وإن علاقة داود وسليمان كانت بالنسبة لعمر القدس الذي يبلغ إلى الآن سبعة آلاف سنة – علاقة عارضة وطارئة وسريعة الزوال فهي قد بدأت بالقرن العاشر قبل الميلاد بعد أن كان عمرالقدس قد بلغ ثلاثة آلاف سنة – فقد أسسها اليبوسيون أجداد العرب الفلسطينين قبل الميلاد بأربعة آلاف سنة – ولم تدم العلاقة بين داود وسليمان بل وبين كل العبريين وبين القدس وفلسطين أكثر من 415 عام فهل يؤسس ذلك حقاً وطنياً وسيادياً دائماً في القدس وفلسطين لليهود.

 

  

عبد الرقيب العزاني

 

.