القدس والأقصى / عين على الاقصى

المعركة من أجل القدس

د. عيسى القدومي

«نحن في معركة من أجل القدس، عاصمتنا الأبدية». عبارة أطلقها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وتعهد بالانتصار فيما وصفه بـ«المعركة من أجل القدس» بعد موت أربعة حاخامات وشرطي في هجوم على كنيس يهودي بغربي القدس، وعقب أحداث عدة شهدتها مدينة القدس في ظل الاعتداءات الصهيونية المستفزة للمسلمين التي نالت المسجد الأقصى وما حوله.

     وتعهد كذلك نتنياهو بـ«تصفية الحسابات مع كل إرهابي»، واتخاذ قرارات وإجراءات للدفاع عن الوجود اليهودي في شرقي القدس، وتأتي هذه التصريحات والتعهدات بعد أن وصلت الممارسات والتضييق اليهودي درجة لا تطاق، فقد استباح بها كل الحرمات؛ ولذا حذر رئيس (الشاباك)الأسبق (يعقوب بيري)، من أن يؤدي الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات مع الفلسطينيين إلى انتفاضة ثالثة. مهاجماً «غياب سياسة واضحة للحكومة - حكومة الاحتلال - التي وصفها بأنها تفتقر إلى قيادة قادرة على التعامل مع التحديات التي تواجهها إسرائيل»!!.

وتابع بيري أن «هناك مواضيع مصيرية تواجه إسرائيل بينها التسارع باتجاه الدولة ثنائية القومية التي ستضع حدا لحلمنا - إسرائيل الكبرى!!.

اعتداءات جديدة ( البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى):

     مقترح تنصيب بوابات إلكترونية في مداخل وبوابات المسجد الأقصى يعيد لنا ما حدث في المسجد الإبراهيمي، فقبل أكثر من عشرين عاماً وضعت سلطات الاحتلال بوابات إلكترونية في مداخل المسجد، وكانت تلك بصمة سيطرة وإحلال، ما زال أهل البلدة القديمة الخليل والمصلون في الإبراهيمي يعانون أشد المعاناة من تقييد حركتهم.

     وها هو ذا يطرح الموضوع نفسه، والجديد الآن أنه يخص المسجد الأقصى، والمقصود هم فقط المصلون من المسلمين ليحاصر المسجد الأقصى وساحاته ويقيد الحركة فيه، ويطلق العنان لقطعان المغتصبين اليهود ليدخلوه ويفعلوا ما يحلو لهم من طقوس وممارسات، وفي ذلك حصار للمسجد الأقصى وساحاته، وتعدٍ على حقوق دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة الشؤون المختلفة في المسجد.

ودوامة التهويد في القدس المحتلة مستمرة، مراكز دراسات يهودية ومؤسسات حاخامية تقترح، يتبعها اجتماعات وترتيبات مشتركة مع السياسيين، وينفذ المغتصبون، وتحدث اشتباكات، فيتدخل الاحتلال بإجراءات جديدة لمصلحة اليهود.

ما العمل لنصرة إخواننا في القدس والمسجد الأقصى:

     ما الذي يمكن أن نفعله من أجل القدس والمسجد الأقصى؟! سؤال يتكرر من كل محب للمسجد الأقصى ومدافع عن حقوق أمة الإسلام بمسجدهم الأقصى، ويتكرر كذلك مع تجدد الاعتداءات الإرهابية على ثالث المساجد التي يشد إليها الرحال، وعلى أهل القدس، الذين يعانون أشد المعاناة في ظل احتلال وحشي يريد أرض القدس بلا أهلها من المقدسيين ؛ قابله مشروع يهودي إحلالي، يخرج المسلمين ويجلب اليهود من أصقاع الأرض إلى بقعة ليس لهم فيها أي انتماء، فالصراع من أجل البقاء على أشده، مع فارق الإمكانات والقدرات والتغطيات، ومع ذلك فلا بد أن نعمل، فنحن أصحاب الحق والأرض والمقدسات، وألخص المطلوب بالآتي:

1- الرجوع إلى الله – تعالى- والعودة إلى دينه، والتوبة من كل ذنب ومعصية؛ فالمعاصي تؤخر النصر في هذه الأمة، وقد تعهد الله بأنْ يَنْصُرَ من ينصره، قَال تَعالى: { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد: 7)، وقال سبحانه: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج:40-41).

2- الدعم لصمود أهلنا في القدس ورباطهم في الأقصى، في كل المجالات، فالدعم الإعلامي مطلوب، وكذلك الدعم المالي والدعم المعنوي، ويسبق كل ذلك الدعاء لأهلنا في الصبر والصمود.

3- حمل هم تحرير المسجد الأقصى وإحياؤه في النفوس حتى لا تستكين الأنفس، وأن نعمل جاهدين على دحض أكاذيب اليهود وشبهاتهم، وأن ندافع عن حقوقنا في أرضنا المباركة (فلسطين) ومسجدنا الأقصى، وصمود إخواننا في القدس والبلدة القديمة.

وهذا أقل ما يقدم لإخواننا في ظل ما يعانونه في ظل الاحتلال الغاصب.

.