فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

دبلوماسي صهيوني: الفلسطينيون قتلوا عيسى عليه السلام وأمه!!

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية ـــ خاص

أثار أحد العاملين في السفارة الصهيونية في إيرلندا جدلاً كبيراً بعد قيامه بعرض صورة على حسابه الشخصي ( الفيسبوك ) ادعى بأنها لسيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم وعلق عليها قائلا :  

" لو أن يسوع وأمه كانوا يعيشون اليوم, كيهود دون أمن,  فمن المرجح أنهم سيكونان ضحية للقتل دون محاكمة من قبل الفلسطينيين المعادين في بيت لحم, نقطة هامة للتفكير" .

وعقب عرض تلك الصورة " المثيرة للجدل " بدأت التعليقات الغاضبة تنهمر على تلك الصفحة مما جعل إحدى المعلقات تتساءل هل هذا موقع يناسب الحكومة ؟!  

ولم تقتصر التعليقات على تلك الصفحة بل تطورت الأمور لتصل إلى وزارة الخارجية الصهيونية الرسمية في القدس , والتي بدورها قررت إزالة المنشور واستبداله بالتعليق التالي :  " لقد كانت  صورة يسوع ومريم والتي رافقها تعليق  يهاجم  الفلسطينيين  قد تم دون موافقة المسئول عن صفحة الفيسبوك . وقررنا إزالتها مباشرة. نعتذر لأي شخص تم تجريحه. عيد ميلاد سعيد " .

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصهيونية فقال ردا على ذلك "منذ اللحظة التي تبين فيها أن الموضوع أضر  ومس أحاسيس الجمهور العام فإن السفارة فعلت الشيء الصحيح وأزالت الموضوع."  

هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وهي باختصار تكشف عن وجه اليهود الحقيقي ومنهجهم القائم على تلفيق الاتهامات الباطلة والأكاذيب والافتراءات وتضليل الرأي العام , ومحاولة استمالة الرأي العام العالمي نحوهم , ولكن لم تلفح جهودهم هذه المرة إذ سارع المثقفون للرد على تلك الأكاذيب وفضحها , وعلام يبدو فإن هذا الدبلوماسي الصهيوني لم يقرأ جيدا كتاب " قاموس اللغة العالمية ــــ  قاموس إسرائيل عام 2009 !! " والذي يرسم ويحدد مصطلح الخطاب لقادة ودبلوماسيي الدولة العبرية في شتى أنحاء العالم ويُحَتِّم عليهم الالتزام به وعدم مخالفته.

هذه الافتراءات تعتبر أمرا طبيعيا إذا ما قورنت بأفعال اليهود وقتلهم للأنبياء والمرسلين, واتهاماتهم أنبياء الله بالزنا وسفاح المحارم , وغير ذلك كما هو مدون في توراتهم المحرفة والباطلة !

وحول هذا الموضوع اتصل مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية بالكاتب والمختص بالشأن الصهيوني الدكتور صالح النعامي والذي أوضح بأن النصارى واليهود يخالفوننا في عقيدتنا فنحن نؤمن بأن المسيح عيسى عليه السلام لم يقتل وإنما رفعه الله إليه بخلاف النصارى الذين يقولون بأن المسيح صلب صلبا, والذي قتله اليهود بحسب روايتهم وزعمهم .

وأكد النعامي خلال حديثه لمركز بيت المقدس بأن من قام بنشر ذلك التعليق أراد منه المس بسمعة الفلسطينيين وإظهارهم بأنهم قتلة ومجرمين , ولكن انقلب السحر على الساحر , خصوصا أن هذه كذبة لا تنطلي على أحد , بل إن فيها تثبيت لوجود الفلسطينيين منذ القدم !! وهذا ما لم يكن في حسبانه .

وذكر النعامي بأن ما حدث يكشف عن طبيعة وحقيقة اليهود المتمثلة في مواجهتهم لخصومهم ببث الإشاعات والأكاذيب والافتراءات , وتابع يقول : إن اليهود إذا رأوا أن للدعاية الصهيونية تأثيرا سلبيا على كيانهم فإنهم يسارعون بإلغائها والاعتذار ونشر ما من شأنه تلطيف الأجواء كما حدث في تلك الواقعة ؛ إذ إن وزارة الخارجية سارعت بإلغاء المنشور والاستعاضة عنه باعتذار  رسمي , ووعدت بفتح تحقيق في الحادث لضمان عدم تكراره !!

وقلَّل الدكتور النعامي من شأن تأثير هذه الدعاية على رأي النصارى وأفكارهم , موضحا أنه في عهد بابا الفاتيكان الجديد فإنه تربط النصارى علاقة وطيدة ووثيقة بالصهيونية واليهودية ووصل الأمر بالبابا " بنديكت السادس عشر "  ليبرئ اليهود من دم المسيح !, وهو برأيه  يمثل طائفة الكاثوليكية.

وأردف النعامي بأن طائفة البروتستانت تدافع عن اليهودية وتعتنق أفكارها , وتظهر في بعض الأحيان صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم !

وختم النعامي قوله بدعوة وجهها للتيارات النصرانية التي وصفها بالمتحررة فكريا للتوقف مليا  أمام هذا الإعلان , والوقوف عنده جيدا , وسيصلون في النهاية إلى حجم الأكاذيب والأوهام التي يسوقها الكيان الصهيوني ويروج لها  في مشارق الأرض ومغاربها.

.