القدس والأقصى / عين على الاقصى

كلمة المركز في ذكرى النكبة التاسعة والستين.. واجبات المسلمين تجاه فلسطين





كلمة المركز

في ذكرى النكبة التاسعة والستين.. واجبات المسلمين تجاه فلسطين


تمرُّ على الأمة الإسلاميَّة عامَّة وعلى الشعب الفلسطيني خاصَّة الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين، وإعلان قيام الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين.

تلك النَّكبة التي تُمثِّل ألمًا متجدِّدًا للفلسطينيِّين، وجرحًا غائرًا في أجسادهم، وخنجرًا مسمومًا في قضيَّتهم؛ كيف لا، والفلسطينيُّون يُحاصَرُون، ويُشرَّدون، ويُضطهدون، وجزء كبيرٌ منهم يُقيم في مخيمات اللجوء ومنافي الشتات، وبعضهم ضاقت بهم الأرض بما رحُبت، وطُرِدوا من مخيَّماتهم، وهَاموا على وجوههم، وتشرَّدوا؛ ليعيشوا ألم التهجير والنَّفي والتَّعذيب مرات ومرات!

وأمام هذا الحدث العظيم، والمُصاب الجلل المتجدِّد، والذي لا يزول حتى تزول أسبابه؛ بزوال الاحتلال عن أرض فلسطين، وعودة المسلمين إلى مواطنهم وديارهم التي هُجِّروا منها، لا بُدَّ من تذكير المسلمين ببعض واجباتهم تجاه قضية المسلمين في فلسطين:

أولًا: يجب على الأمَّة أن تعمل جاهدة، وأن تستفرغ الطاقة والوُسع في سبيل نصرة المسلمين في فلسطين، ونصرةِ قضيَّتهم، وهذا من الواجب المحتوم على أمَّة الإسلام، وهو من حقوق الأخوة الإسلاميَّة، ومن حق المسلم على أخيه المسلم، أن ينصره ولا يخذله، وأن يُعينَه، وأن يُخفِّف عنه.

وكلُّ مسلمٍ يستطيع أن يُقدِّم من موقعه؛

فالعالِمُ ينصر فلسطين بإصدار وتحرير الفتاوى المؤصَّلة الشرعيَّة التي تُسهم في خدمة قضيَّة فلسطين، وتعمل على حشد الجماهير المسلمة نحوها، ومن خلال تلك الفتاوى يتم تصويب المسار، وغرس روح الولاء الشرعي للأرض المقدسة فلسطين.

والإعلاميُّ من خلال وسيلته الإعلاميَّة بإمكانه أن يُخصِّص البرامج والفقرات التي تعمل على نشر قضيَّة فلسطين، وإبقائها حيَّةً في نفوس الأجيال.

والسياسيُّ والدبلوماسيُّ من خلال منصبه ومكانته بمقدوره أن يعمل على التحليق بقضيَّة فلسطين في فضاءات مختلفة، والانتقال بها إلى رحب واسع، وحشد النصرة والتأييد لها ولأهلها.

وأهل المال والثَّراء من خلال ما وهبهم الله من النِّعم والأموال يعملوا جاهدين في تقديم الدَّعم المالي والمساندة الكاملة لتميكن أهل فلسطين وبيت المقدس من الثبات والصمود على أرضهم، وتحدِّي مكر الاحتلال الصهيوني الرامي لإجلائهم عن أرضهم.

وهكذا كل فردٍ من الأمَّة بإمكانه أن يُقدِّم شيئًا في سبيل نصرة فلسطين، وأهلها المستضعفين.

ثانيًا: يجب على الأمَّة أن تعلم بأنّ عدوَّها الحقيقي والمركزي هو العدوُّ الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، والذي لا يرقب في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمَّةً، وهو الذي ارتكب آلاف المجازر، وسفك الدماء، واستباح الحرمات، وهو مصدر الإرهاب الأول.

وبالتالي يجب أن تتوجَّه كل الجهود، وتُسخَّر كل الطاقات والإمكانيَّات من أجل ردْعه، واستئصاله، واجتثاثه من أرض فلسطين.

والواجب يقضي بأنَّه لا تطبيع، ولا علاقة مع هذا العدو طالما فلسطين ترزح تحت نير الاحتلال.

ثالثًا: يجب على أمَّة الإسلام عمومًا، وأهل فلسطين خصوصًا أن يعتصموا بحل الله المتين، وأن يتَّحِدوا ويقفوا صفًّا واحدًا في مواجهة المؤامرات التي تعصف بالمسلمين؛ وأمام هذا الظرف العصيب لا مكان للاقتتالات الداخليَّة، والفرقة والتشرذم والاختلاف.

والواجب صيانة الحرمات ومقدرات وممتلكات الأمَّة من الضَّياع، والحفاظ على الأرواح والأجساد لتبقى قويَّة مستعدَّة متأهبةً لصدِّ مكر يهود، ومن أراد بالمسلمين شرًا.

 

 

.