فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تقرير حقوقي يرصد انتهاكات صهيونية بالقدس على كافة المستويات

الأحد 16 من جمادى الأولى 1430هـ 10-5-2009م
مفكرة الإسلام: اتهم تقرير أصدره مركز حقوقي فلسطيني السلطات "الإسرائيلية" بارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة خلال شهر مارس من العام 2009.
وكانت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية نشرت الأسبوع الماضي تقريرًا خاصًا حول سياسة هدم المنازل والإخطارات بهدم المئات من منازل المقدسيين منذ مطلع العام الجديد تضمن معطيات مهمة وتفصيلية حول هذه السياسة والتي سجلت تصعيدًا غير مسبوق.
ووفقًا للتقرير الذي نشر صباح اليوم، فقد شملت الانتهاكات "الإسرائيلية" الحقوق الفردية والجماعية للمواطنين المقدسيين، من خلال عمليات الاستيطان والاستيلاء على العقارات، وانتهاك حق الإقامة عبر الاستمرار في سياسة التطهير العرقي، وسحب الهويات وفرض مزيد من القيود على إجراءات جمع الشمل، إضافة إلى عمليات التنكيل بالأفراد والمجموعات، وحظر التجمعات العامة، وفرض قيود على ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، ومنع الفعاليات الاحتجاجية السلمية.
تصاعد الاستيطان:
ورصدت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس تصاعدًا في مجال الاستيطان في حمى المشاريع الاستيطانية سواء في محيط البلدة القديمة، أو في غلافها المحيط، منوهة إلى أن أبرز هذه المشاريع هو اعتزام بلدية الاحتلال التصديق على بناء حيين استيطانيين جديدين في حي الشيخ جراح – شمال البلدة القديمة من القدس، وفي بلدة أبو ديس إلى الشرق منها. وفقًا لفلسطين اليوم.
ويشمل المشروع المتعلق بالشيخ جراح بناء 20 وحدة استيطانية على ما مساحته 5.2 دونما من أراضي الحي ، كمرحلة أولى في مخطط بناْ على القسيمة 40، في منطقة فندق شبرد.
وكان المليونير اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش عراب الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة اشترى هذا الفندق قبل عشر سنوات لصالح جمعيات استيطانية.
وتقسم منطقة الفندق إلى قسمين شمالي وجنوبي، ويوجد الفندق في القسم الجنوبي المعد للهدم، ومكانه ستبنى الوحدات الاستيطانية العشرين. أما في القسم الشمالي فيوجد منزل مفتي فلسطين الأسبق الراحل الحاج أمين الحسيني.
وحسب التقرير فإن موسكوفيتش ينوي إقامة متحف لما أسماه 'تاريخ الاستيطان العربي في القدس' لعرض جوانب سيئة عن العرب في المكان. وقد عرض المخطط الذي يحمل رقم 787-08 على لجنة التنظيم والبناء في البلدية فور تسلم نير بركات الرئيس الحالي للبلدية مهام منصبه في تشرين ثاني من العام 2008، ووفقًا لقانون البلدية لا حاجة للحصول على تصديق المجلس البلدي, بل فقط لجنة الترخيص من أجل الحصول على رخصة بناء؛ لأن الأرض ملكية خاصة.
حي استيطاني آخر:
أما الحي الثاني والجاري دراسة تسريع تنفيذه ، فيقع على ما مساحته
ويطل هذا الحي الاستيطاني على بلدة سلوان، وكان صودق عليه في العام 2000، لكنه لا زال يراوح مكانه بالنظر إلى أن الحديث يدور عن أراض خاصة، يملك موسكوفيتش جزءًا منها، وأقيمت فيها عدة وحدات استيطانية دون ترخيص، وحظر البناء في المكان آنذاك بناءً على تعليمات من المستشار القضائي للبلدية. إلا أنه تقرر مؤخرا تجميده إلى حين التغلب على بعض العقبات.
وتشرف جمعية عطيرت كهانيم الاستيطانية على مشروع الحي الاستيطاني هذا، وهي من أشهر الجمعيات الناشطة في مجال تهويد البلدة القديمة والاستيلاء على عقاراتها. في حين أن ما نسبته 90% من أراضي المشروع موجودة داخل منطقة نفوذ السلطة الوطنية.
وتزامنًا مع ذلك أعلنت جمعيات استيطانية تنشط في تهويد بلدة سلوان عن خطط جديدة لها تستهدف توسيع رقعة انتشار سيطرتها على عقارات المواطنين في البلدة، وقالت هذه الجمعيات في تقرير خاص صادر عنها أن العشرات من العقارات في سلوان وتحديدا في حارة اليمن جاري التحضير للاستيلاء عليها بعد الانتهاء من بعض الإجراءات.
وأوضح أنه تم إضافة 5 كرفانات جديدة إلى المباني التي يتخذها مستوطنون مدرسة ونزلا لإقامتهم في البؤرة الاستيطانية ' بيت أوروت ' المقامة على جبل الزيتون والتي تطل على البلدة القديمة من القدس من ناحيتها الشمالية الشرقية.
وشملت مخططات توسعة البؤر الاستيطانية حول البلدة القديمة، مشاريع قرارات أخرى تقضي بتوسيع المستوطنات الكبرى حول القدس، من ذلك مخطط لبناء 2570 وحدة استيطانية في مستوطنة جيلو – جنوب القدس – تم عرضها على اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء توطئة للتصديق عليها.
مصادرة الأراضي:
وبين التقرير أنه في مقابل البناء وتكثيفه داخل المستوطنات القائمة وفي محيطها ، وسعت السلطات الإسرائيلية من سياسة مصادرة أراضي المواطنين في محيط المدينة القدس لأغراض أخرى غير الاستيطان من ذلك مصادقة المحكمة العليا الإسرائيلية في منتصف شهر آذار من العام الحالي 2009، على مصادرة 30 دونما عند مدخل مخيم شعفاط لصالح توسيع الحاجز العسكري على مدخل المخيم وتحويله إلى معبر دائم، وعزل مخيم شعفاط ورأس شحادة ورأس خميس عن مدينة القدس. وشمل قرار المحكمة في حينه هدم 20 مخزنًا مقامة على جزء من هذه الأرض.
انتهاك الحريات:
أما فيما يتعلق بانتهاك الحريات فقد سجل شهر مارس من العام 2009 مزيدًا من الانتهاكات الإسرائيلية للحريات العامة في مدينة القدس المحتلة، وفرضت مزيد من القيود الإسرائيلية على ممارسة الأنشطة العامة والجماهيرية، بذريعة وقوف السلطة الوطنية الفلسطينية وراء هذه الفعاليات والأنشطة. إضافة إلى ملاحقة النشطاء السياسيين وممثلي الهيئات الشعبية المتهمون بقيادة هذه الأنشطة وتوجيهها.
وكان أبرز انتهاك لهذه الحقوق قمع الشرطة الإسرائيلية بالقوة لانطلاقة فعاليات الهيئة المقدسية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية في الثالث والعشرين من مارس 2009، حيث داهمت قوات كبيرة من الشرطة خيمة الاعتصام في الشيخ جراح، واعتدت على المشاركين في مؤتمر خاص بالهيئة، وهاجمت بعنف المتواجدين في الخيمة مما أدى إلى إصابة 12 مواطنا بجروح ورضوض نتيجة تعرضهم للضرب من بينهم ثلاثة صحافيين, والناشطة النسوية عبير أبو خضير التي تعرضت للضرب الشديد قبل أن يتم اعتقالها، واعتقل معها أيضًا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر وأربعة من مرافقيه وخمسة آخرين من سكان حي الشيخ جراح، واحتجزتهم لمدة سبع ساعات قبل أن تطلق سراحهم بكفالة مالية مقدارها 2000 شيكل لكل واحد منهم.
كما اقتحمت قوة شرطية أخرى في ذات اليوم ساحة جمعية برج اللقلق داخل أسوار البلدة القديمة من القدس واعتقلت مديرها عماد الجاعوني، وسلمته أمرًا بحظر إقامة أي نشاط أو فعالية لصالح فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية.
وتشكل هذه الإجراءات واحدة من سلسلة انتهاكات إسرائيلية متواصلة على مدى العام المنصرم والربع الأول من العام الحالي 2009 ، حيث منعت الشرطة في هذه الفترة من عقد وتنظيم 30 اجتماعا وفعاليات فنية وثقافية تخللها إغلاق متكرر للمسرح الوطني الفلسطيني، ولأندية رياضية واجتماعية مختلفة.
انتهاكات حقوق الإقامة:
أما بالنسبة لانتهاكات حق الإقامة فرصد التقرير تزايدا في الانتهاكات الإسرائيلية للحق في الإقامة بالنسبة للمقدسيين، عبر رفض المحاكم الإسرائيلية التماسات قدمت إليها من مواطنين بمنح جمع شمل العديد من العائلات المقدسية.
وواصلت وزارة الداخلية "الإسرائيلية" سحب مزيد من هويات المقدسيين، وإسقاط حق الإقامة عنهم بدعوى عدم إقامتهم داخل الحدود البلدية المصطنعة للقدس، أو وجودهم في الخارج للعمل أو التعليم، حيث تشير معطيات «المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان» 'بيتسيلم' إلى أن وزارة الداخلية تسحب سنويا ما مجموعه ألف بطاقة هوية من مواطنين مقدسيين.
بينما تشير معطيات وحدة البحث والتوثيق في المركز إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير حيث بلغ عدد من أسقطت عنهم حق الإقامة في العام 2006 ما مجموعه 1300 مواطن ، بينما تضاعف هذا العدد خلال عامي 2007 و 2008 إلى أكثر من 4000 نسمة.
وقد رصدت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس خلال شهر آذار من العام 2009 بعضا من هذه الحالات ، ومنها رد المحكمة المركزية التماسًا قدم إليها من قبل المواطن أحمد عطون من سكان واد الحمص في بلدة صور باهر ، وهي منطقة تقع خارج حدود البلدية، والذي يحمل مكانة سكن دائم لجمع شمل زوجته الثانية التي لا تحمل مكانة مواطنة دائمة .
الحفريات في البلدة القديمة:
وأما على صعيد الحفريات الإسرائيلية في محيط البلدة القديمة ، وفي سلوان تحديدًا، فقد رصدت وحدة البحث والتوثيق خلال شهر مارس من العام الحالي استمرار هذه الحفريات ما ألحق أضرارا في المزيد من عقارات المقدسيين، وفي المواقع التاريخية والأثرية من ذلك انهيار درج أثري فيما يعرف بهضبة سلوان بعمق
وكان قاضي المحكمة الشرعية في القدس الغربية أصدر في السادس عشر من شهر مارس الماضي قرارا يأمر الشرطة الإسرائيلية بوقف جميع أعمال الحفر والهدم والبناء في منطقتي عين الحمام والبيارة أقصى شارع ألواد في البلدة القديمة من القدس ، معتبرا استمرار أعمال الحفر هذه تحقيرا لقرار المحكمة الشرعية يعرض من يقوم بذلك، وهي جمعية عطيرات كوهانيم لطائلة القانون..
وأورد التقرير إقامة مزيد من مراكز الشرطة والأمن داخل البلدة القديمة بالتوازي مع الحفريات الإسرائيلية في محيط وأسفل المسجد الأقصى.
اعتداء على الحريات:
وسجل شهر مارس مزيدًا من أعمال التنكيل والاعتداء على الحريات الفردية والعامة بحق المواطنين المقدسيين من قبل المستوطنين والشرطة "الإسرائيلية"، فيما انتقدت الدائرة القانونية في مركز القدس تساهل القضاء "الإسرائيلي" إزاء جرائم ارتكبها يهود متطرفون من أبرزها الأحكام المخففة التي أصدرتها محاكم إسرائيلية بحق عناصر شرطة نكلوا بمواطنين مقدسيين، وتبرئة إحدى المحاكم الإسرائيلية قاتل سائق سيارة أجرة من بيت حنينا من تهمة القتل على خلفية عنصرية ، رغم اعترافه بجريمته.
ومن بين الاعتداءات التي ارتكبها مستوطنون ولم تفعل حيالها الشرطة الإسرائيلية شيئًا وفق التقرير، ما تعرض له الشاب المقدسي تامر عيسى قراعين في التاسع والعشرين من مارس الماضي لاعتداء بالقرب من منزله في واد حلوة ، في سلوان جنوب البلدة القديمة من القدس، نقل على إثرها إلى المستشفى.
في حين اتخذت الشرطة إجراء صارمًا بحق الشاب المقدسي وليد حسن فراوي من سكان الجالية الإفريقية قرب المسجد الأقصى، وأبعدته لمدة أسبوع عن منزله ومنطقة سكناه بدعوى رجم مستوطنين بالحجارة.