القدس والأقصى / عين على الاقصى
أخطر ليلةٍ على الاحتلالِ منــذ عـــام 1948م
أخطر ليلةٍ على الاحتلالِ منــذ عـــام 1948م
د.عيسى القدومي
عَاش الكيان الصهيوني ليلةَ (30 من رمضان لعام 1442هـ) أخطرَ ليلةٍ عَاشها في تاريخِ اغتصابهِ لهذهِ الأرض، فالحرائق في كلِ مكانٍ مشهدٍ لم نشهده في داخلِ فلسطين لا في حرب 1948 - نكبة فلسطين- ولا في حربِ 1967م -نكسة فلسطين- ولا في حرب 1973م ولا في الانتفاضةِ الأولى ولا الثانيةِ، ولا غَيرها من أحداثٍ.
اشتباكاتٌ متفجرةٌ في الضفةِ والخليل ونابلس، وغزة، وفي مناطق 1948 حيثُ تحرقُ مراكز الشـرطة في اللدِ وعكا وأم الفحم، ووصلَ إلى رهط في النقب وأريحا في الغور، وفي المسجدِ الأقصـى يُقاوم المحتل في ساحاتهِ وفي بابِ العامود ، وحي الشيخ جرَّاح.
ليلةٌ هي الأخطر في أمنِ الاحتلالِ، فكابوس الحرائق في كلِ مكانٍ ومنها اشتعالُ أنابيبِ نفط، مشهدٌ مخيفٌ لكلِ صهيوني على أرضِ فلسطين ، أَوجدَ معاناة للاحتلال من ضغطٍ أمني شَامل مَا دفعَ قوات الشـرطةِ والجيش والمخابراتِ والطيرانِ الحربي والسفن الحربية وقواتِ المستعربين والخيَّالة والشاباك ورجالِ الإطفاء كُلهم الآن في حالةِ تعبئةٍ واستنفار، حتى الشـرطة السـرية وشرطة السَّير ، الذين يَعملون على قمعِ الشعب الفلسطيني، هَذا الشَّعب الذي يبدو أنَّه مُصـرٌ على مقاومةِ المحتل ووصلَ لحافةِ الانفجارِ بالكاملِ .
ودفعَ (بنيامين نتنياهو) للاجتماعِ مع رئيسِ الشرطةِ ورئيسِ المخابراتِ ومسئول الدفاعِ ورئاسةِ الأمنِ القومي ورئاسة الوزراء منْ أجلِ أحداثِ اللد . علمًا بأنَّ هَذه المؤسسات هي الرمزية الأعلى للأمنِ الصهيوني والذي يحفظ "الدَّولة الصهيونية" تجتمعُ بكلِ مؤسساتها وأَركانها منْ أجلِ أحداث اللد وإِجلاء العائلات اليهودية مِنها حَيثُ صرَّح رئيسُ بلدية اللد بأننا فَقدنا السيطرةِ عَلى المدينة التي تحولت إلى حَربِ شَوارع ، وطَالب الشـرطة بفرضِ عدم التجوال.
وما يَعمل له الكيان الصهيوني الآن وفي قَادمِ الأيامِ استعادةِ الرَّدعِ واجتماعاتهم لهذا الشَّأن جَعلهم يُواصلون العَمل بلا نومٍ ولا راحةِ ، وهَذا ولَّد ضغطٌ شديدٌ على حكومةِ الاحتلالِ من الأحزابِ الأخرى واليمين المتطرف الذين حمَّلوا الحكومة ما آلَ إليهِ الوضع في القدسِ والضفة وحيفا ويافا واللد وأم الفحم ، بسببِ سِياساتهم المتعنتةِ.
أحداثٌ تؤُكد أنَّ كل الشَّعبِ الفلسطيني بغض النظرِ عن فئاتهِ العمرية وانتماءاتهِ الحزبية، والهوية التي يحملها ومناطقه الجغرافية ، فهو انفجر أمامَ ممارساتِ الاحتلالِ، والذي تَمادى إلى حدٍ أَفقد الفلسطيني صَوابه في كلِ فلسطين من النَّهرِ إلى البَّحرِ.
والخلاصة: بأنَّ المعركةَ مع الاحتلال لن تنتهي ولم تنتهِ إلا بزوالهِ وخروجهِ من الأرض التي احتلها ، وإنْ أردتم الحياةَ يا يهود فاخرجوا من أَرضنا ودِيارنا إلى شتاتِ الأرض كما كُنتم ... فَاسدون مُفسدون ... وليعود "الأشكناز" إلى دِيارهم ، و"السفارد" إلى مأواهم ، و"الفلاشا" إلى قَارتهم ... ويَعود أهل فلسطين إليها ... الذين ما زالوا يحملون مفاتيحَ بيوتهم ، يُقاتلون مِن أجلها رغم القلاع والحصون والطائرات والمدرعات ... وتَكالب القريب والبعيد ...فإنَّ فلسطين لن تَكون إلا لأهلها المسلمين ، وستقوم الساعة على ذَلك هذا ما أَخبرنا عنه الله تبارك وتعالى ... روى مسلم عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن رسول الله صلى الله عَليـه وسلَّم قَال «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ » .
وستبقى الرهبة والخوف في صُدورهم من المسلمين أشد مِن رهبتهم من اللهِ سبحانه، قال تعالى:(لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَـــوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ).} سورة الحشر، آية 13{ .
.