فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

أنياب اليهود تنهش مقابر المسلمين في فلسطين !!

أنياب اليهود تنهش مقابر المسلمين في فلسطين !!

اللجنة العلمية بمركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

 

مسلسل الجرائم الصهيونية:

شهد التاريخ الفلسطيني منذ بدايات المشروع الصهيوني سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والتي اتسمت بالقسوة والتكرار عبر عشرات السنين؛ فمنذ النصف الأول من القرن العشرين، تعرض الفلسطينيون لمجازر جماعية وعمليات تطهير عرقي نفذتها العصابات الصهيونية المسلحة مثل "الهاجاناه" و"الإتسل" و"ليحي"، والتي استهدفت القرى والمدن الفلسطينية بهدف إفراغها من سكانها الأصليين وفرض واقع جديد على الأرض..

سياسة طمس القبور ونبشها:

ولا شك أن سياسة طمس المقابر والمعالم الإسلامية في القدس، والعمل على نبش القبور وبعثرة جماجم الموتى - والموجودة منذ عهد عمر بن الخطاب إلى يومنا هذا - تؤكد أن تلك القبور الشاهدة على تاريخ الوجود الإسلامي التليد في تلك الأرض المباركة أمر يؤرّق اليهود ويقضّ مضاجعهم! ولذلك تعرضت كثير من مقابر المسلمين في فلسطين - ولا سيما في القدس المحتلة - لسلسلة من العبث والاعتداءات المنظمة والممنهجة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين، وذلك في إطار سياسات التهويد والاستيطان، ومن ذلك الاعتداء على مقبرة الرحمة ، ومقبرة اليوسفية ، ومقابر المسلمين الأخرى في سلوان، ووادي الربابة، وغيرها من أحياء القدس المحتل.

ويرى مختصون أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سياسة تهويد القدس ومحاولة استكمال "الأسطورة التوراتية" عبر طمس المعالم الإسلامية والمسيحية واستبدالها بمعالم يهودية، وفي ظل غياب أي رادع قانوني أو مساءلة للجهات أو الأفراد المعتدين.

خبر صادم:

نددت وزارة الأوقاف في غزة - فجر الخميس الماضي - بجريمة الاحتلال الصهيوني، إثر ارتكابه جريمة مروعة جديدة تمثلت في اقتحام المقبرة التركية الواقعة في منطقة المواصي غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك باستخدام الدبابات والجرافات، وأكدت الوزارة أن ذلك يتجاوز حدود الإنسانية ويتجرد من كل القيم والأعراف الدينية والدولية، وأضافت أن قوات الاحتلال جرّفت ونبشت القبور وسرقت جثامين الشهداء والموتى، في سلوك وحشي إجرامي لا يُقرّه دين ولا قانون دولي، واعتبرت أن هذه الجريمة تمثل اعتداءً سافرًا على قدسية المقابر، وعلى حرمة الإنسان حتى بعد وفاته، ما يعكس الفجوة الأخلاقية والإنسانية العميقة التي يغذيها الاحتلال الصيهوني الغاشم؛ حيث دمّر الاحتلال نحو 40 مقبرة من أصل 60 مقبرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن.

جرائم التطهير العرقي:

إن ما يجري للأحياء والأموات في غزة على حدّ سواء ليس سوى جريمة تضاف إلى جرائم التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال الصيهوني الغاشم ، وليست  مقبرة (مأمن الله) التاريخية في مدينة القدس عن ذلك ببعيد، وهي التي تعد أقدم وأعرق مقبرة إسلامية في فلسطين، كما إنها أقيمت على أرض وقفية إسلامية، وكانت مساحتها الأصلية 200 دونم، ولم يتبق منها اليوم سوى 20 دونماً!! حيث أقيمت على أرضها حديقة عامة عليها، وحول جزء منها إلى متحف، إضافة إلى شق الطرقات والشوارع،  على الرغم من اعتراف اليونسكو بها كأحد المعالم التاريخية التي يجب الحفاظ عليها .

ولم يكتفِ اليهود بذلك؛ بل أصدروا قرار إزالة للمقبرة كاملة، بحجة إقامة متحف والغريب أسموه "متحف التسامح" برعاية سلطة التطوير في بلدية القدس ، ولم يجدوا مكاناً لإقامته إلا مقبرة "مأمن الله " التي يضم ثراها رفات المجاهدين والعلماء والصالحين من الصحابة والتابعين منذ الفتح الإسلامي إلى الحقب التاريخية التي عقبتها!

خلاصة القول :

كما نرى - ويشهد العالم أجمع – أن الاعتداءات اليهودية المستمرة لم تقتصر على الأحياء في قطاع غزة والضفة الغربية فحسب؛ بل طالت الأموات في قبورهم؛ كمقبرة باب الرحمة (الأسباط) في القدس كما ذكرنا؛ حيث أتت حفريات الجرافات الصهيونية على مئات القبور، وتبعثرت عظام الموتى؛ بحجة التطوير والأعمار! ولو كان عرقاً من أعراق اليهود قد دفن في تلك الأرض ، هل يتجرأ قادة اليهود  على نبشه عظامه؟ يقيناً لا !! لأنهم على يقين أن باطن تلك الأرض المباركة لا يحمل عظام فلاشي أفريقي ولا قوقازي سوفياتي ولا أشكنازي أمريكي أو أشكنازي أوروبي !!

وإن من واجب المسلمين استنكار ذلك بأشد عبارة، والمحافظة على حرمة من دفنوا في مقابر المسلمين في فلسطين من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم من المسلمين، وعدم إسقاط حقنا بأوقافنا مهما طال الزمان ، وستبقى على صفتها  " أوقافًا إسلامية " إلى قيام الساعة .

يمكن تحميله PDF من هنا 👇

.

تحميل الملف المرفق