فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
الاحتلال يسلّم إخطارات بالهدم الفوري لـ88 منزلاً فلسطينيًا في القدس

الخميس18 من جمادى الثانية1430هـ 11-6-2009م
مفكرة الإسلام: أفادت مصادر فلسطينية بأن الشرطة "الإسرائيلية" سلمت أمس الأربعاء إخطارات بهدم 88 منزلاً فلسطينيًا بشكل فوري في شرق مدينة القدس.
وذكرت المصادر أن قوات كبيرة من الشرطة "الإسرائيلية" داهمت حي البستان من أراضي بلدة سلوان ، جنوب البلدة القديمة من القدس ، حيث سلمت الإخطارات بالهدم الفوري لأصحاب المنازل الفلسطينية.
وقال شهود عيان: إن موظفي بلدية القدس اقتحموا صباح الثلاثاء حي البستان في سلوان بمرافقة قوات كبيرة من الشرطة "الإسرائيلية"، ووزعوا أوامر هدم جديدة قاموا بإلصاقها على جدران بعض المنازل في الحي.
وقال الباحث أحمد صب لبن من مؤسسة «عير عميم» إن الاقتحام بدأ في تمام الساعة الثامنة صباحًا، حيث قام موظفو بلدية القدس بتوزيع 10 أوامر هدم إدارية جديدة في الحي بالإضافة إلى بضع أوامر هدم قضائية بحق بعض المواطنين في حي البستان.
وأضاف أن أوامر الهدم القضائية صدرت بحق المواطنين في الحادي عشر من شهر مايو الماضي بيد أن توزيعها جاء فقط أمس، في الوقت الذي يحق لمن صدر بحقه قرار قضائي بالهدم الاستئناف والاعتراض على القرار خلال 30 يومًا من تاريخ صدور القرار وبالتالي فإن موظفي البلدية قاموا بتوزيع القرارات القضائية بالتزامن مع انتهاء المدة المسموحة للاعتراض عليها، ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق هؤلاء المواطنين.
يشار هنا إلى أن هذه الأوامر الجديدة تأتي تباعًا مع أوامر الهدم القديمة التي استلمها المواطنون في الحي من بعد إلغاء المخطط الهيكلي لحي البستان الذي حاول الأهالي بالتعاون مع مؤسسة البستان الحصول على مصادقة اللجنة اللوائية لتنظيم والبناء عليه منذ عام 2005.
مخطط لإحلال أهالي حي البستان:
وقد جاء إلغاء المخطط من قبل اللجنة لوجود مخطط آخر قامت بلدية القدس بإعداده ليكون بديلاً عن مخطط أهالي البستان، وهو ما يدعى بمخطط سافتي، ووفقا لمخطط البلدية فإن حي البستان يجب أن يزال بالكامل تقريبًا لصالح حدائق عامة ستقام على أنقاض المنازل في المنطقة. وفقًا لصحيفة القدس.
وأكد الباحث صب لبن أن ما يراد من هذه الحديقة العامة المنوي إنشاؤها في حي البستان أن تكون امتدادًا لما يعرف بمدينة داهود الأثرية، وهي بعض ألآثار التي تعمل جمعية "إسرائيلية" خاصة على التنقيب عنها في بلدة البستان وتعرف هذه الجمعية بالعاد، وهي نفس الجمعية التي عملت عبر السنين الماضية على مصادرة والاستيلاء والسيطرة على العديد من البؤر الاستيطانية والأراضي الخالية في بلدة سلوان، وذلك عبر مساعدة الإدارة "الإسرائيلية" بمختلف دوائرها لدعم أهداف هذه المؤسسة الاستيطانية.
من جهته قال فخري أبو دياب رئيس لجنة البستان إنه حصل هو نفسه على أمر هدم قضائي باسمه وباسم زوجته وباسمهما معا لنفس البيت وبالتالي ثلاثة قرارات هدم لمنزل واحد وجميعها صدرت بتاريخ 11/5/2009.
هجمة إسرائيلية على حي البستان:
واعتبر أبو دياب أوامر الهدم هذه بأنها استمرار للهجمة "الإسرائيلية" على حي البستان وفرض أمر واقع على السكان على اعتبار أن السلطات "الإسرائيلية" تضرب بعرض الحائط كل المناشدات والدعوات المحلية والدولية التي صدرت في الماضي بوقف مسلسل هدم المنازل في المنطقة.
وقال: يبدو أن بلدية القدس تنوي تحويل حي البستان إلى عنوان لهدم المنازل والتهجير.
السلام رهن بوقف الاستيطان:
من جانبه أكد رئيس ديوان الرئاسة الدكتور رفيق الحسيني أمس أنه أبلغ جورج ميتشل مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط أنه لا يوجد إمكانية للسلام وتوقيع أي اتفاقية مع الحكومة "الإسرائيلية" إلا إذا توقفت الأخيرة عن هجمتها ضد مدينة القدس والمقدسيين.
وأوضح الحسيني أنه خلال الحديث مع ميتشل تبين أن هناك تصميمًا أمريكيًا على أن الاستيطان يجب أن يتوقف بكافة أشكاله بما في ذلك النمو الطبيعي.
من جانبه أوضح وزير شؤون القدس حاتم عبد القادر أن هذه الأوامر ليست جديدة وإنما تحمل رسالة استفزازية للمواطنين في حي البستان من أجل ممارسة المزيد من الضغط النفسي عليهم، وردًا على تصاعد الفعاليات الشعبية في خيمة الاعتصام طيلة الشهور الماضية.
وقال: وهي رد من جهة أخرى ورسالة للمبعوث الأمريكي جورج ميتشل حيث تزامنت هذه الأوامر مع زيارته للمناطق الفلسطينية وإسرائيل، وفحوى الرسالة أن "إسرائيل" ماضية في سياستها ضد الشعب الفلسطيني غير مكترثة بالمواقف ولا بالضغوط الأمريكية.
وأضاف: إن هذا الانقلاب الجنوني من جانب أركان السلطة في "إسرائيل" ينتظر من يردعه ويضع له حدًا، وكلنا أمل أن تستطيع الولايات المتحدة كبح الجنون "الإسرائيلي" غير المسبوق.
فيما أكد رئيس وحدة القدس أحمد الرويضي خطورة أوامر الهدم الإدارية خاصة المعتمدة على القرار 212، والذي لم تستخدمه "إسرائيل" إلا بعد حرب عام 1967 عندما هدمت حي باب المغاربة، ومرة ثانية عندما وجهت أوامر بموجب 212 في حي البستان في عام 2005 بعضها شيد قبل عام 1948.
وقال: في اعتقادي أنها بدأت مرحلة جديدة في التعامل مع حي البستان, و"إسرائيل" عازمة على طرد 1500 مواطن مقيمين في 88 منزلاً في حي البستان، على الرغم من الجلسة التي عقدت الأسبوع الماضي بين ممثل البلدية ومحامي الحي، وتم خلالها تقديم بعض الاقتراحات، فيما أشارت البلدية إلى أن هناك محاولة للحفاظ على تلك المنازل.
وأضاف: لقد أجرينا اتصالاً مع القنصلية الأمريكية في القدس ووضعناها بصورة ما حدث، وأكدنا لها أن هدم حي البستان هو رد على خطاب أوباما وإدارته المطالب بوقف الاستيطان والهدم.
وأكد أن المطلوب من الإدارة الأمريكية اتخاذ موقف واضح فيما يتعلق بحي البستان.