فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
دراسة إسرائيلية تحذر من خطورة تنفيذ مشروع قناة البحرين المائية
الأربعاء 7 من شعبان1430هـ 29-7-2009م
مفكرة الإسلام: كشف تقرير علمي نشره أحد المواقع العلمية فى "إسرائيل" النقاب عن الأخطار البيئية المتوقعة التى ستصاحب إنشاء قناة البحرين المائية المزمع إقامتها بين البحر الميت والبحر الأحمر، وأثر ذلك على مصر.
وقال موقع يدعان "الإسرائيلي" المتخصص في الشئون العلمية والتكنولوجية فى تقرير له أعده الدكتور أساف روزنتال أحد كبار المتخصصين بمجال شئون البيئة في "إسرائيل" إن مشروع تحلية المياه المزمع تدشينه بعد حفر القناة المائية من شأنه أن يشكل خطرًا جسيمًا على منطقة وادي العربة الأردنية, مشيراً إلى أن هذا الأمر وحده كفيل بتحرك منظمات البيئة لبذل قصارى جهدها من أجل منع إقامة مثل هذا المشروع.
آراء رافضة للمشروع:
واستعان الخبير "الإسرائيلي" في تقريره بعدة آراء تدعم رفضه لإقامة المشروع , ونقل عن إيسار إيتسك مدير عام مؤسسة "أدام طيفع" البيئية "الإسرائيلية" أن وزير التعاون الإقليمي سلفان شالوم يصر على تنفيذ المشروع بغض النظر عما له من مخاطر وأضرار بيئية وكذلك دون البحث عن بدائل أخرى لهذا المشروع , مشيراً إلى أن قرار إقامة محطة تحلية مياه هي الأكبر من نوعها في العالم وتعمل بطاقة إنتاجية تبلغ 100 مليون كوب, أمر سيكون له مخاطر بيئية كبرى ومدمرة على البحر الميت والمنطقة المحيطة به.
وأضاف إيسار إيتسك أن الحديث عن المنفعة الاقتصادية لهذا المشروع تبقي أمرًا محاطًا بالشكوك خاصة وأنه يحيط به الحديث عن أسباب ودوافع سياسية لتنفيذه لكن نجاح تلك الدوافع وتحقيقها أمر غير واضح.
وأشار إلى أنه ليس لديه أدني شك في الأخطار البيئية للمشروع التي تصل إلى حد الكارثة التي لا يمكن إيجاد حلول لها فيما بعد , وقال إن مثل تلك الأخطاء البشرية لا يمكن إعادتها مرة أخرى إلي سابق عهدها؛ أي أنه إذا ما ثبت فشل المشروع فإنه ليس من الممكن إعادة البحر الميت كما كان عليه من قبل. ولهذا فإنه يجب الإسراع لتدارك هذا الأخطاء وعدم التهور والبدء في تنفيذه لأن أخطاءه كثيرة للغاية.
حجب حقيقة الأخطار البيئية:
وتساءل الخبير "الإسرائيلي" روزنتال بعد ذلك عن حقيقة ما جرى لتمرير هذا المشروع في الكنيست, مشيراً إلي أنه يشك إذا ما كان عرض على لجان الكنيست تلك التقارير والأبحاث التي تؤكد أن هناك اختلافًا جذريًا واضحًا بين المركبات الكيمائية الموجودة في مياه البحر الميت وتلك الموجودة في منطقة خليج إيلات. وقال إن مياه خليج إيلات من شأنها أن تؤثر على المحتوي الكيمائي للبحر الميت مؤكداً أن مثل هذا الأمر يمثل خطورة كبرى على المياه وعلى الصحة خاصة وأن البحر الميت يعرف عنه أنه أحد المصادر الحيوية في العلاج الصحي، ويلجأ إليه كل من يحتاج لعلاج طبي ومن يعاني من أمراض بدنية كثيرة تجذب إليه الآلاف من الزائرين من حول العالم وهو الأمر الذي جعله على قائمة الانتظار لعجائب الدنيا ورشحه للدخول فيها .
وتابع روزنتال فى تقريره أنه حينما اطلع على آراء نواب الكنيست تأكد جيداً أنه لا يوجد أحد من بينهم يدرك حقيقة المخاطر البيئة التي يشكلها هذا المشروع , وقال إن أيًّا منهم لا يوجد لديه معطيات حقيقية بشأنه وكل ما وجد لديه مجرد آراء جوفاء خالية من أي حقيقة , تعتمد في الأساس على مسألة موافقة البنك الدولي على تمويله وهي الموافقة التي لم تعطَ بعدُ لـ"إسرائيل" , وقال إن وزير التعاون الإقليمي "الإسرائيلي" يصر على رفض مسألة أن للمشروع أخطارًا بيئية تجعل من غير الممكن تنفيذه.
خداع الوزير الصهيوني:
وتابع قائلاً: لم يتحدث الوزير شالوم عن الأخطار الناتجة على ملوحة مياه وادي عربة ولا عما سيتمخض عن تنفيذ المشروع من تغير اجتماعي في منطقة عربة خاصة بعد إقامة المشاريع المزمع إقامتها والمتمثلة في مراكز صناعية ونوادٍ للقمار والمراهنات. كما لم يتحدث عن وجود بدائل، وأنه يبرر تنفيذ المشروع بحجة ما سيكون له من أثر على علاقات السلام والتعاون الإقليمي مع الجانب الأردني.
وتساءل عن وجهة النظر الأردنية في هذا المشروع معرباً عن رأيه بأن وجهة نظرهم قاصرة ومن شأنها أن تؤدي إلى كارثة. مؤكداً في ذات الوقت أن دولة مثل مصر، سوف تتضرر كثيراً من إقامة هذه القناة المائية، سواء من الناحية البيئية أو الاقتصادية، وأنها ستغير من الطابع الجغرافي لمنطقة سيناء.